الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر

الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر

 الله أكبر الله أكبر  الله أكبر، ولله الحمد

الله أكبر ما تعارف الناس وتواصلوا، وعلى الخير تعاونوا وتكاتفوا، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله، اللهم إنا نوحدك ولا نحدك. ونؤمن بك ولا نكيفك. ونعبدك ولا نشبهك. ونعتقد أن من شبهك بخلقك ما عرفك، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا رسول الله. من بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه، صلى الله على سيدنا محمد صلاة يقضي بها حاجاتنا ويفرج بها كرباتنا ويكفينا بها شر أعدائنا، وسلم عليه وعلى إخوانه النبيين والمرسلين وءاله وصحبه سلاما كثيرا.

أما بعد عباد الله فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العلي العظيم، فاتقوه.

أيها السعداء بالعيد: هذا يومُ عيدٍ سعيد، تستقبلونه بعد صيام شهر رمضان، وقد تزودتم بالتقوى والإيمان؛ (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)([1]). فبالتقوى يتفاضل الخلق أجمعون، وبها عند الله يكرّمون، فقد روى الترمذي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة، فقال: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ»، قَالَ اللَّهُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)([2]).

فمن عظيم قدرة الله، وبالغ حكمته عز وجل؛ أن جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتواصلوا، وبيّن سبحانه أن التفاضل بينهم إنما يكون بالتقوى، بطاعة الله تعالى ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا بالأحساب.

وروى الإمام أحمد في مسنده أن رجلا قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: يا رسول الله أيُّ الناس خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: « خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ، وَأَتْقَاهُمْ، وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ ».

الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر

الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر، ولله الحمد

أيها المؤمنون: إن التعارف بين المؤمنين يثمر التآلف، وهذا حال المؤمن؛ يتعارف ويتآلف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ» رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له، فبالتآلف يتحقق التقارب والتعاون بين المؤمنين، عملا بقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)([3])، وتتضافر الجهود، وتتكامل الطاقات.

أيها السعداء بعيد الفطر السعيد: إن من صور التعارف؛ إفشاءَ السلام، فقد سئل النبي r: أيُّ الإسلام خير؟ -أي أيُّ خصال أهل الإسلام وآدابهم أفضل – فقال: « تَقْرَأُ ‌السَّلَامَ ‌عَلَى ‌مَنْ ‌عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»([4]). أي تسلم على كل من لقيته من المؤمنين، عرفته أم لم تعرفه، ولا تخص به من تعرفه. لأن المؤمنين كلهم إخوة.

وبالبشاشة والابتسام؛ يتحقق التآلف بين المؤمنين، قال عليه الصلاة والسلام: « تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ»([5]). ومما يقوي أواصر التواصل؛ معاملة الناس بالأخلاق الحسنة، قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)([6])، وذلك من كمال الإيمان، وتمام التقوى والإحسان، فقد روى ابن حبان في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإيمَانِ حَتى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ».  

وعيدنا يا عباد الله عيدُ مودّةِ وتعارف؛ نملأ بالبهجة بيوتَنا، ونصل أرحامنا، ونحسن إلى الفقراء والمساكين، وندخل السرور على اليتامى والأرامل والمحتاجين، لتكتمل الفرحة في عيدنا.

الله أكبر الله أكبر،  ولله الحمد

إخوة الإيمان ونذكركم بإخراج صدقة الفطر، وهي في المذهب الحنفي تجب على حر مسلم مالك لنصاب أو قيمته وإن لم يحل عليه الحول عند طلوع فجر يوم الفطر ولم يكن للتجارة فارغ عن الدين وحاجته الأصلية وحوائج عياله، والمعتبر فيها الكفاية لا التقدير وهي مسكنه وأثاثه وثيابه وفرسه ونحو ذلك، فيخرجها عن نفسه وأولاده الصغار الفقراء، وإن كانوا أغنياء يخرجها من مالهم عند أبي حنيفة وأبي يوسف، ولا تجب عن أبويه وأولاده الكبار وزوجته لعدم الولاية، وإن أراد أن يخرج عنهم يستأذنهم، وعن أبي يوسف: لو أخرج عن زوجته وأولاده الكبار وهم في عياله بغير أمرهم أجزأهم؛ لأنه مأذون فيه عادة.

وهي نصف صاع من بر أو دقيقه أو صاع تمر أو زبيب أو شعير، وعن أبي حنيفة في الزبيب نصف صاع؛ ويجوز دفع القيمة، وهي أفضل في السعة لأنها أسرع لقضاء حاجة الفقير، وإن كان زمن شدة فالحنطة والشعير وما يؤكل، أفضل من الدراهم، والصاع هو ثمانية أرطال بالعراقي، وقال أبو يوسف: خمسة أرطال وثلث رطل وهو صاع أهل المدينة.

ونصف صاع عراقي من قمح، ما يعادل ألفين ومائة وخمسة وأربعين غراما من القمح، وقدرت هذا العام قريب (عشرة دولارات أسترالي)، فبادروا إلى إخراجها، طيبة بها نفوسكم، متقربين بها إلى ربكم.

ووقت الوجوب عند طلوع فجر يوم الفطر. ويجوز إخراجها في رمضان، ويستحب إخراجها بعد طلوع فجر الفطر قبل الخروج لصلاة العيد.

أيها المؤمنون: في مثل هذا اليوم الأغر كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى أحدهم أخاه فيقول له: تقبل الله منا ومنك.

كما أذكركم إخوة الإيمان بصيام ستة أيام من شوال لقوله عليه الصلاة والسلام: « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » رواه مسلم.

ونذكركم أيها الأحبة بزيارة القبور وقراءة القرءان عندها.

أعاد الله تعالى هذا العيد عليكم بالخير والبركات. وقد تـحرر أقصانا. وكل عام وأنتم بخير.

هذا وأستغفر الله لي ولكم

([1]) البقرة: 197.

([2]) الحجرات: 13.

([3]) المائدة: 2.

([4]) متفق عليه.

([5]) الترمذي: 1956.

([6]) البقرة: 83.

< Previous Post

موقع عرب نيوز نقل أحداث وبيان عيد الفطر المبارك 1442

Next Post >

خطبة عيد الفطر السعيد 1444-2023

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map