اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ،

اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ،

 اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ،  وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

اللَّهُ أَكْبَرُ مَا اسْتَدَامَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ أَعْيَادُهُمْ، وَدَامَتْ لَهُمْ سَعَادَتُهُمْ، وَنَشَرُوا السُّرُورَ فِي مُجْتَمَعِهِمْ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، اللهم إنّا نوحدك ولا نحدُّك. ونؤمن بك ولا نكيفك. ونعبدك ولا نشبهك. ونعتقد أن من شبهك بخلقك ما عرفك. وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سيّدِنا وقرةِ أعينِنَا محمّدٍ، وَعَلَى ءادَمَ ونوح وَإِبْرَاهِيمَ، ومُوسَى وَعِيسَى، وَعَلَى سائر الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأزواجِه، وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أما بعد فأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ عز وجَلَّ: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ)([1]).

أَيُّهَا السُّعَدَاءُ بِعِيدِ الْفِطْرِ السَّعِيدِ: اعلموا أنَّنَا فِي يومٍ عظيمٍ حرَّم اللهُ تعالَى علينَا فيهِ الصيامَ، وجعلَ الفرحَ والسرورَ فيهِ مِنْ شعائرِ الإسلامِ، إنَّهُ يومُ الجوائزِ لمن قَبِلَ اللهُ منهم الصيام، فقد رُوي في الحديث الشريف: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ، فَنَادَوْا: اغْدُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ، ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ، لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ، وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ، فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، نَادَى مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ، ‌فَهُوَ ‌يَوْمُ ‌الْجَائِزَةِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْجَائِزَةِ[2] ».

أَيُّهَا السُّعَدَاءُ بِعِيدِكُمُ الْمُبَارَكِ: نُبَارِكُ لَكُمْ عِيدَكُمْ، وَتَقَبَّلَ اللَّهُ صِيَامَكُمْ وَقِيَامَكُمْ، وَجَعَلَكُمْ مِمَّنْ يَفْرَحُونَ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ، وَيَحْمَدُونَهُ عَلَى نِعَمِهِ، فَبِحَمْدِ اللَّهِ تَدُومُ النِّعَمُ عَلَى الْحَامِدِينَ، وَبِشُكْرِهِ يَزِيدُ الْعَطَاءُ لِلشَّاكِرِينَ، قَالَ تَعَالَى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)([3])، وَإِنَّ نِعَمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَمِنْ تَمَامِ شُكْرِهَا أَنْ تحفظهَا مِنَ الحرامِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ   اللَّهُ أَكْبَرُ   اللَّهُ أَكْبَرُ،

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اسْتِدَامَةَ النِّعَمِ تَشْمَلُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْنَا فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فَالْمُؤْمِنُ يَحْرِصُ عَلَى طاعةِ اللهِ، اقْتِدَاءً بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ كَانَ ‌عَمَلُهُ ‌دِيمَةً([4])، أَيْ: مُسْتَدَامًا، وَكَانَ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ ‌مَا ‌دَاوَمَ ‌عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، وَإِنْ قَلَّ»([5]).

 وَفِي يَوْمِ عِيدِنَا هَذَا نُعَزِّزُ اسْتِدَامَةَ الرَّوَابِطِ الْأُسَرِيَّةِ، وَالْعَلَاقَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ، فَنَغْرِسُ الْمَحَبَّةَ فِي مُجْتَمَعِنَا، وَنَتَبَادَلُ التَّهَانِيَ وَالزِّيَارَاتِ فِيمَا بَيْنَنَا، وَنَصِلُ أَرْحَامَنا، وَنُفْشِي السَّلَامَ، وَنَحْرِصُ عَلَى أَسْبَابِ الْمَوَدَّةِ وَالْوِئَامِ، وَجَمعِ الكلمةِ ووَحدةِ الصف على الحقّ والهدى، وَفِي ذَلِكَ شُكْرٌ عَمَلِيٌّ نَطْلُبُ بِهِ مِنَ اللَّهِ دَوَامَ النِّعَمِ.

أَيُّهَا الرَّاجُونَ مَغْفِرَةَ اللَّهِ تَعَالَى: لَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ لَنَا فِي رَمَضَانَ أَبْوَابَ مَغْفِرَتِهِ؛ بِالصِّيَامِ وَأَعْمَالِ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ؛ وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ ‌الْمَغْفِرَةِ)([6]) وقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَإِنِّي ‌لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)([7]فاثبتْ أخي المسلم على طاعةِ اللهِ، واشَكُرْهُ عَلَى نَعْمَائِهِ، وَاحَمَدْهُ عَلَى عَطَائِهِ.

أيهَا المؤمنونَ: فِي مثلِ هذَا اليومِ الأغرِّ كانَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يلقَى أحدُهُمْ أخاهُ فيقولُ لهُ: تقبَّلُ اللهُ منَّا ومنْكَ.

وأذكركم إخوة الإيمان بزيارة القبور وقراءة القرءان عندها، وبصيام ستة أيام من شوال لقوله عليه الصلاة والسلام: « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » رواه مسلم.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَيَّامَنَا سَعَادَةً، وَنِعَمَكَ عَلَيْنَا فِي زِيَادَةٍ، وانْشُرِ الْبَهْجَةَ فِي بُيُوتِنَا، وَاحْفَظْنَا فِي أَهْلِينَا وَأَرْحَامِنَا، وَأَعِدْ عَلَيْنَا رَمَضَانَ وَالْأَعْيَادَ بِالْخَيْرِ وَالرَّحَمَاتِ، وَالْيُمْنِ وَالْبَرَكَاتِ وَالسَّلَامِ، فأَنْتَ يَا رَبَّنَا السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، وَإِلَيْكَ السَّلَامُ، فَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ.

                                                                                         أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

([1]) الحجر: 45 – 46.

[2] قال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير، وفيه جابر الجعفي وثقه الثوري وروى عنه هو وشعبة وضعفه الناس وهو متروك.اهـ

([3]) إبراهيم: 7.

([4]) متفق عليه.

([5]) متفق عليه.

([6]) المدثر: 56.

([7]) طه: 82.

< Previous Post

خطبة عيد الأضحى 1443-2022

Next Post >

خطبة عيد الأضحى المبارك 1444-2023

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map