التحذِير من قول “الخالق النَّاطق”
اعلم رَحِمَكَ الله أّنَّ اللهَ سُبْحَانهُ وتعالى مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ أَزَلِيٍّ أَبَدِي لَيْسَ حَرْفًا وَلَا صَوْتًا وَلَا يُبْتَدَاُ وَلَا يُخْتَتَم وَلَا يُشبِهُ كَلَامَ العَالـمِينَ بِوَجْهٍ منَ الوُجُوه وَأنَّهُ لَا خَالِقَ لِشَىءٍ إِلَّا الله.
وَإِنَّ مِمَّا يَجِبُ الحَذَرُ مِنْه قَوْلُ بعضِ النَّاس إذا رَأَوْا شَخْصًا يُشبِهُ ءاخَرَ (الخَالقُ النّاطِق) فإنَّ هذِه الكَلِمَةَ فَسَادُهَا مِنْ وجْهَينِ، فالمخلُوقُ لا يُوصَفُ بأنَّه خَالِقٌ، والخَالِقُ وهوَ اللهُ لا يُوصَفُ بأنَّه نَاطِقٌ، لأنَّ النّاطِقَ هوَ الذي يتكَلّمُ بالحَرفِ والصّوتِ.
إنَّمَا يُقَالُ عَنِ اللهِ إِنَّهُ مُتَكَلِّم فوَصْفُ العَبْدِ بأنَّهُ خَالِقٌ كُفْرٌ ووَصْفُ اللهِ بأنَّه نَاطِقٌ كُفرٌ، وأمّا مَن كانَ لا يَفهَمُ مِن هذِه العِبارةِ إلا أنّ فُلانا يُشبِهُ فلانًا فلا يَكفُرُ ولكنْ يجِبُ نهيُهُ عن هذه العبارةِ، وأمّا لو قالُوا سُبْحَانَ اللهِ الذي خلَقَه فأَنْطَقَهُ لكَانَ المعنى صَحِيحًا.