Fri, 1st Nov, 2024 /
29 Rabī ath-Thānī , 1446
الجمعة ٠١ , نوفمبر , ٢٠٢٤ / 29 رَبِيع ٱلثَّانِي , 1446

خُطْبَةُ عِيدِ الْفِطْرِ 1445-2024

اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ،

اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ،

اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ،  وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

اللَّهُ أَكْبَرُ مَا صَامَ صَائِمٌ وَأَفْطَرَ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللهم إنّا نوحدك ولا نحدُّك. ونؤمن بك ولا نكيفك. ونعبدك ولا نشبهك. ونعتقد أن من شبهك بخلقك ما عرفك، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى سائر الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، (وَاتَّقُوا اللَّهَ ‌وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمٌ)([1]).

 أَيُّهَا الْمَسْرُورُونَ بِالْعِيدِ: نُبَارِكُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمَ السَّعِيدَ، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا مُنَاسَبَةٌ لِلِاحْتِفَاءِ بِالْقِيَمِ الَّتِي جَاءَ بِهَا دِينُنَا الْحَنِيفُ؛ مِنْ قِيَمِ التَّوَاصُلِ وَالتَّزَاوُرِ، وَالتَّآلُفِ وَإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَطْفَالِ. وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا نَحْتَفِي بِهِ مِنْ قِيَمِنَا: قِيمَةُ الْعِلْمِ، تِلْكُمُ الْقِيمَةُ السَّامِيَةُ، قال الله سبحانه: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ ‌مَا ‌لَمْ ‌يَعْلَمْ)([2]).

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

مَعَاشِرَ السُّعَدَاءِ بِالْعِيدِ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا ‌الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)([3])، فَالْعِلْمُ مَا كَانَ فِي شَىءٍ إِلَّا نَمَا وَارْتَفَعَ؛ وَيَكْفِي الْعِلْمَ أَهَمِّيَّةً؛ أَنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى غَيْرِهِ؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «كَفَضْلِ ‌الْقَمَرِ ‌لَيْلَةَ ‌الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ»([4])،

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،

اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

أَيُّهَا الْمُبْتَهِجُونَ بِعِيدِكُمْ: بِالْعِيدِ نَتَوَشَّحُ حُلَلَ الْقِيَمِ، وَنَتَحَلَّى بِمَكَارِمِ أَخْلَاقِ الْعِلْمِ وَالشِّيَمِ، وَنَبْتَهِلُ إِلَى خَالِقِنَا، قَائِلِينَ: (رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)([5])، وَمَا الْعِيدُ إِلَّا نِعَمٌ مُتَجَدِّدَةٌ، وَبِالْعِلْمِ تُحْفَظُ أُسَرُنَا وَعَلَاقَاتُنَا، وَمَا الْعِيدُ إِلَّا مَوْعِدٌ للصِّلَاتِ، وعَملِ الـمبراتِ، كــبِــــرِّ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ؛ وَصِلةِ الأَرحَامِ، وعِيادةِ المرضَى، ومساعدةِ المحتاجينَ، وزيارةِ القبورِ وقراءةِ القرءانِ عندَها.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: ولا ننسى إخوانَنا المستضعفين، ولا سيما في فِلسطين، وما يعانونه من قتلٍ ودمارٍ بلا تمييزٍ بين كبير وصغير ورجلٍ وامرأةٍ ومريضٍ وصحيح، على مرأى مِن جميع الدول، وما استطاعت الدول إلى الآن أن يعينوهم بدواءٍ أو غذاء، أين العدلُ والعدالة؟! أين الرحمةُ والرأفة؟!

لذا نحن في دار الفتوى ومن نمثل ندعو إلى وقف إطلاق للنار فوريّ ومدِ يدِ العونِ للمنكوبين والمحتاجين وإعطاءِ كلِّ ذي حقّ حقَّه، ونطالبُ حكومةَ بلدنا بالتسهيلَ لذلك.

وستبقى دارُ الفتوى الملاذَ الآمنَ لحمايةِ الاعتدالِ ورعايةِ إيصالِ الحقوقِ إلى أهلها، والداعيةِ لصيغةِ التعايشِ الحسن بين أطياف المجتمع الأسترالي، الساعيةِ للحفاظ على أفكار الشباب من التطرفِ والعنفِ الممقوت.

إخوة الإيمان ونذكركم بإخراجِ زكاةِ الفطر، وقدرناها هذا العام على وَفق المذهبِ الحنفي نحو خمسة عشرَ دولار أسترالي عن الشخصِ الواحد.

كما أذكركم إخوة الإيمان بصيامِ ستةِ أيامٍ من شوال لقوله عليه الصلاة والسلام: « مَنْ ‌صَامَ ‌رَمَضَانَ، ‌ثُمَّ ‌أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَيَّامَنَا سَعَادَةً، وَنِعَمَكَ عَلَيْنَا فِي زِيَادَةٍ، وانْشُرِ الْبَهْجَةَ فِي بُيُوتِنَا، وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَاتِ فِي أَوَطانِنَا.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، وَارْحَمْهُمْ كَمَا رَبَّوْنَا صِغَارًا، وَأَعِنَّا عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِنَا، وَإِدْخَالِ السَّعَادَةِ عَلَى أَهْلِنَا وَأَحْبَابِنَا.

هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ

([1]) البقرة: 282.

([2]) العلق: 1-5.

([3]) المجادلة: 11.

([4]) أبو داود: 3641

([5]) طه: 114.

< Previous Post

خطبة عيد الأضحى المبارك 1444-2023

Next Post >

خطبة الجمعة | فضل العشر الأول من ذي الحجة

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map