الحمد لله الكريم المنان الموجود أزلًا وأبدًا بلا كيف ولا مكان والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان الذي أكرمه ربه بالقرءان المعجزة المستمرة على تعاقب الأزمان وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والعرفان

أما بعد فها قد أهل علينا شهر عظيم هو شهر رمضان المبارك شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين، فمرحبًا بسيد الشهور أهلًا بشهر البركات أكرم به من زائر هو ءات وقد كان الأكابر يدعون ستة أشهر أن يبلغهم الله رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.

أين حالنا اليوم من حال القوم الذين كان دهرهم كله كأنه رمضان ليلهم قيام ونهارهم صيام، لو يعلم الناس ما في رمضان لتمنت الأمة أن يكون رمضان السنة كلها ففيه يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ويبشر العاقل بوقت يغلّ به الشيطان، وهذا كله لا يكون في أي زمان إنما يكون في رمضان.

هذا وقد اغتنمت الجمعية الصوفية الأسترالية هذا الشهر المبارك للمشاركة في موائد الخير فأقامت إفطارها السنوي تحت رعاية دار الفتوى في أستراليا حيث شارك في الحضور فضيلة الشيخ بلال حميصي وأعضاء من جمعية العائلة الأسترالية العربية والجمعية الصومالية والجمعية الأفريقية بعد تناول طعام الإفطار تكلم فضيلة الشيخ بلال حميصي بكلمة جاء فيها: قال الله تعالى { شهرُ رمضانَ الذي أُنزلَ فيهِ القرآنُ هدىً للناسِ وبَيِّناتٍ من الهُدى والفُرقانِ فمن شَهِدَ منكم الشهرَ فليصُمْهُ } البقرة /185

إنّ شهر رمضان شهر اختصه الله دون سائر الشهور بشرف نزول القرآن الكريم فلقد أنزل الله القرآن الكريم جملةً إلى بيت العزة في السماء الأولى ليلة الرابع والعشرين من رمضان. والقرآنُ { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }سورة فُصِّلَت.

أنزله على عبده المصطفى ليخرج به الناس من خرافات الجهل ومزالق الهوى والكفر إلى نور الهدى والإيمان وصفاء النفس والعقيدة { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }سورة إبراهيم.

وإن الاهتداء بهدى القرآن والاسترشاد بتعاليمه والسير على منهاجه هو الصراط المستقيم والطريق السوي.
أخي المسلم:

إنّ الصيام عبادة لا يَطَّلِع على صدق صاحبها إلا الله سبحانه علام الغيوب الذي يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور.

والتقي الصالح يخضع نفسه وهواه لطاعة الله سبحانه ويترك طعامه وشرابه وشهوته فإنّ الله يجزل له الأجر ويضاعف له الثواب مضاعفة تقر بها عينه ويفرح بها في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.                                              
هذا ونذكر بمقولة سيدنا عمر بن عبد العزيز في ءاخر خطبة خطبها حيث يروى عنه أنه قال:

إنكم لم تخلقوا عبثًا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادًا يفصل الله به بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السماوات والارض، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين يأخذها بعدكم الباقون، كذلك الأمر حتى ترد الارض إلى خير الوارثين، في كل يوم تشيعون غاديًا قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه، وتدعونه في صدغ من الارض غير موسد وممهد فقد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب غنيًا عما خلف فقيرًا إلى ما أسلف فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته.

في الختام نشكر جميع الذين ساهموا في إنجاح هذا الافطار ونتقدم من أبناء جاليتنا بأحر التهاني بهذه المناسبة العطرة.

                                                                                الجمعية الصوفية الأسترالية

< Previous Post

الإسلام رحمة للعالمين – المؤتمر الدولي الثاني للعلماء والمفكرين الإسلاميين في جاكرتا

Next Post >

الشباب أمل هذه الأمة

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map