قال تعالى: (لَقَد جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحيمٌ) التوبة / 128.
ذكر الإمام البخاري في صحيحه عمود نسب النّبي الرّفيع ﷺ فقال: هو محمّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافِ ابنِ قصيِّ بنِ كلابِ بنِ مرّةَ بنِ كعبِ بنِ لؤيِّ بنِ غالبِ بنِ فهرِ بنِ مالكِ بنِ النّضرِ بنِ كنانةَ بنِ خزيمةَ بنِ مدركةَ بنِ إلياسِ بنِ مضرَ ابنِ نزارِ بنِ معدِّ بنِ عدنان.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: «وأخرج ابن سعد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النّبي ﷺ إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معدَّ بن عدنان». ومن هنا يعلم العاقل أصالة هذا النسب وشرفه وعزّته وكرامته فهو ﷺ خيرة الله تعالى وصفوة خلقه في جميع القرون والأجيال كلها. فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله ﷺ بُعِثْتُ مِن خَيرِ قُرُونِ بَنِي ءادَمَ قَرنًا فَقَرنًا حَتَّى بُعثتُ مِن القَرنِ الَّذِي كُنتُ مِنه». وروى الطبراني وابن السَّكن وغيرهما أن النّبي ﷺ لـمّا دخل المدينة مرجعه من غزوة تبوك قال العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله أتأذن لي أن أمتدحك، فقال له: قل لا يَفضُضِ الله فَاكَ، فقال العباس: [المنسرح]
مِن قَبلِهَا طِبْتَ في الظلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ حَيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ
ثم هبطتَ البلاد لا بَشَرٌ أَنْتَ ولا مُضْغَةٌ ولا عَلَقُ
بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ وَقَدْ أَلجــمَ نَسْرًا وأَهْلَـــهُ الغَـــرَقُ
تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إلى رَحِمٍ إذا مضى عالَـمٌ بَدَا طَبَقُ
وَرَدْتَ نارَ الخليل مُكْتَتَمًا في صُلْبِهِ أنتَ كَيْفَ يَحْتَرِقُ
حتى احتوى بَيتَكَ المهيمنُ مِنْ خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحتَها النُّطُقُ
وأنتَ لـمَّا ولدتَ أَشْرَقَتِ الْـــ أَرْضُ وضاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ
فَنَحْنُ في ذلك الضياءِ وفي الـنْ ــنُورِ وَسُبْل الرشادِ نَخترقُ
وقد روى الترمذي أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنَّ الله اصطَفَى مِن وَلَدِ إبرَاهِيمَ إسمَاعِيلَ ، وَمِن وَلَدِ إسمَاعِيلَ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى قُرَيشًا مِن كِنَانَةَ، وَاصطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصطَفَانِي مِن بَنِي هَاشِمٍ».