قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان.، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان“. رواه الطبراني والحاكم.

وروى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصْحَابِهِ : أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْءانِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْءانِ.

قال  الحافظ ابن حجر في فتح البارى المجلد التاسع كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْءانِ باب فَضْلِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ : قوله: (ثلث القرءان) حمله بعض العلماء على ظاهره فقال: هي ثلث باعتبار معاني القرءان، لأنه أحكام وأخبار وتوحيد وقد اشتملت هي على القسم الثالث فكانت ثلثا بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بما أخرجه أبو عبيدة من حديث أبي الدرداء قال ” جزء النبي صلى الله عليه وسلم القرءان ثلاثة أجزاء: فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرءان ” وقال القرطبي: اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله تعالى يتضمنان جميع أصناف الكمال لم يوجدا في غيرها من السور وهما الأحد الصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، وبيان ذلك أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال لأنه الذي انتهى إليه سؤدده فكان مرجع الطلب منه وإليه، ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع خصال الكمال وذلك لا يصلح إلا لله تعالى، فلما اشتملت هذه السورة على معرفة الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام المعرفة بصفات الذات وصفات الفعل ثلثا .اهـ

وقال غيره: تضمنت هذه السورة توجيه الاعتقاد وصدق المعرفة وما يجب إثباته لله من الأحدية المنافية لمطلق الشركة، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص، ونفي الولد والوالد المقرر لكمال المعنى، ونفي الكفء المتضمن لنفي الشبيه والنظير، وهذه مجمع التوحيد الاعتقادي، ولذلك عادلت ثلث القرآن لأن القرءان خبر وإنشاء، والإنشاء أمر ونهي وإباحة، والخبر خبر عن الخالق وخبر عن خلقه، فأخلصت سورة الإخلاص الخبر وعن الله وخلصت قارئها من الشرك الاعتقادي. اهـ من الفتح.

وفي شرح مسلم للنووي الجزء السادس  تتمَّة كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب فضل قل هو الله أَحد : وقال القاضي قال المازري : قيل معناه إن القرءان على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى، وقل هو الله أحد متضمنة الصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء .اهـ

وقال في تحفة الأحوذي كتاب فضائل القرءان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  باب مَا جَاءَ فِي إِذَا زُلْزلَت: وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان لأن علوم القرءان ثلاثة علم التوحيد وعلم الشرائع وعلم تهذيب الأخلاق وهي مشتملة على الأول.اهـ

وقال السيوطي في شرح مسلم : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان، قيل معناه إن القرءان على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات الله تعالى وقل هو الله أحد متضمنة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء.اهـ

< Previous Post

ماذا نقول لمن يحرم نسيان حرف من القرءان ؟

Next Post >

تفسير مختصر لسورة العصر مع نصيحة

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map