الله أكبر ،  الله أكبر ، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله اكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر .

إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، صلى الله على سيّدنا محمّد صلاةً يقضي بها حاجاتنا ويفرج بها كرباتنا ويكفينا بها شر أعدائنا، وسلم عليه وعلى ءاله سلامًا كثيرًا، أما بعد  عباد الله فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العلي العظيم، فاتقوه.

عباد الله … أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله فالرابح من صان نفسه وحماها وقهرها ومنعها من الحرام فإن فعل فقد حفظها، وأما من أطلق لنفسه العنان ولجوارحه الاسترسال في المعاصي فقد أذل نفسه واستحق عذاب الله.

يقول ربنا تبارك وتعالى في القرءان الكريم {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين} (هي جزء من ءاية) سورة النساء.

تفكروا في هذه الآية  انظروا فيها نظرة محاسبةٍ للنفس واستعداد للتطبيق كما كان حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن في هذه الآية حثًا على برّ الوالدين وكسب رضاهما في حياتهما، إما أن يسبقا الولد او يسبقهما إلى الموت فإن كثيرًا من الناس يندمون على فوات بر الوالدين بعد موتهما يندمون ندمًا شديدًا شديدًا، ففي حياتهما حكمته الغفلة وشغلته الدنيا، وبعد ذلك صار يفكر كيف فوت على نفسه هذا الخير العظيم. ومن البر أن يزورهما، ويدعو لهما، ويصل رحمه من جهتهما ولا يقطع أقاربه، ويزيد بالبر لهم ثم إن صلة الأرحام خصلة عظيمة حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، فقال “أطعم الطعام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام“.

خصال عظيمة حثنا على العمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي سبب لحصول الثواب، ودخول الجنة، والفوز بالسلامة ورضوان الله، والترقي في المقامات العلية.

وكان من جملتها صلة الأرحام، فهي خصلة علمنا إياها بالحال والمقال.

فهذا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه جبريل بالوحي ذكر ما قد رءاه من نزول الملك عليه لخديجة وقال لها: “والله لقد خشيت على نفسي” (ومعنى خشيت على نفسي أي من المرض أو استدامة المرض). فقالت له: اثبت يا ابن عم وأبشر، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ (أيِ التعب) ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ“.

اعلموا عباد الله أن صلة أرحام المسلمين من جملة الواجبات، وقطيعة الرحم من الكبائر بإجماع المسلمين، والأرحام هم الأقارب كالخالات والعمات وأولادهن والأخوال والأعمام وأولادهم.

وتحصل القطيعة بإيحاش قلوب الأرحام وتنفيرها إما بترك الإحسان إليهم في حال الحاجة النازلة بهم أو ترك الزيارة بلا عذر.

وأما صلة الأرحام فتحصل بالزيارة في الأفراح مثلاً كأيام العيد، وفي غيرها كما هي الحال عند الوفاة، وفي هذه الحال يكون للزيارة وقع أشد.

كذلك –  أحبابنا الكرام – فإياكم والوقوع في حبائل الشيطان فيدفعكم للقول “فلان ءاذاني لا أزوره”، “فلان لا يزورني فأنا أقطعه” بدعوى المعاملة بالمثل فإن هذا سبب للحرمان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل من وصل رحمه إذا قطعت“.

وهذا فيه إيذان بأن صلة الرجل للرحم التي لا تصله أفضل من صلته رحمه التي تصله لأن ذلك من حسن الخلق. فاعملوا بالأخلاق والآداب المحمدية، وتزينوا بالالتزام بكتاب الله تعالى، فإن ربنا عز وجل يقول {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} سورة فصلت .

{ادفع بالتي هي أحسن} تدفع الغضب بالصبر، والجهل – أي الطيش والغضب – بالحلم، والاساءة بالعفو والإحسان، فإن هذا يؤلف قلوبًا ويغير أحوالاً.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا حسن الحال وحسن المآل والوفاة على كامل الإيمان.  

      هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الله أكبر ، الله أكبر، الله اكبر، الله أكبر ، الله أكبر، الله اكبر،  الله أكبر.

إن الحمد لله  نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله. أما بعد عباد الله فأوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله العلي العظيم.

واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة والسلام على نبيه الكريم فقال {إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} اللهم صل على سيّدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيميوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.

اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما نتخوف.

عباد الله {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (سورة النحل)  

< Previous Post

خطبة عيد الأضحى المبارك 2007

Next Post >

خطبة عيد الفطر 1431-2010

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map