الثَّقَافَةُ الإِسْلاَمِيَّةُ
الْجُزْءُ الرَّابِعُ
فَصْلُ الْعَقَائِدِ
الدَّرْسُ الأَوَّلُ
الشَّهَادَتَانِ
الشَّهَادَتَانِ هُمَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَيَجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ فِي دِينِ الإِسْلاَمِ النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ فَوْرًا بِنِيَّةِ الدُّخُولِ فِي الإِسْلاَمِ مَعَ اعْتِقَادِ مَعْنَاهُمَا.
وَمَعْنَى أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ:
أَعْتَقِدُ بِقَلْبِي وَأَعْتَرِفُ بِلِسَانِي أَنْ لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللَّهُ، أَيْ لاَ أَحَدَ يَسْتَحِقُّ أَنْ أَتَذَلَّلَ لَهُ نِهَايَةَ التَّذَلُّلِ إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَى.
وَمَعْنَى أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَعْتَقِدُ بِقَلْبِي وَأَعْتَرِفُ بِلِسَانِي أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيَّ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مُرْسَلٌ إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ، وَعَرَبٍ وَعَجَمٍ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ قُرَيْشٍ أَشْرَفِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وُلِدَ بِمَكَّةَ وَبُعِثَ بِهَا (أَيْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُّ وَهُوَ بِمَكَّةَ بِغَارِ حِرَاءَ)، وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ فِيهَا، وَهُوَ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَفْضَلُهُمْ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ.
فَيَجِبُ التَّصْدِيقُ بِجَمِيعِ مَا أَخْبَرَ بِهِ وَبَلَّغَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ الإِمَامُ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ: »مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بِبَالِكَ فَاللَّهُ بِخِلاَفِ ذَلِكَ«.
أَسْئِلَةٌ:
مَاذَا يَجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ فِي الإِسْلاَمِ؟
مَا مَعْنَى أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟
مَا مَعْنَى لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللَّهُ؟
مَا مَعْنَى أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟
أَيْنَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ؟ وَأَيْنَ بُعِثَ؟
إِلَى أَيْنَ هَاجَرَ؟ وَأَيْنَ دُفِنَ؟
مِنْ أَيِّ قَبِيلَةٍ هُوَ؟ وَلِمَنْ هُوَ مُرْسَلٌ؟
الدَّرْسُ الثَّانِي
أَوَّلُ الْوَاجِبَاتِ
مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةُ الرَّسُولِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ﴾ [سُورَةَ مُحَمَّدٍ/ ءَايَة 19].
أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْرِفَةُ اللهِ تَكُونُ بِمَعْرِفَةِ مَا يَجِبُ للهِ وَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَى اللهِ وَمَا يَجُوزُ فِي حَقِّهِ.
وَيَجِبُ للهِ صِفَاتُ الْكَمَالِ الَّتِي تَلِيقُ بِهِ كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالإِرَادَةِ، وَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ الْجَهْلُ وَالْعَجْزُ وَكُلُّ صِفَاتِ الْحُدُوثِ كَصِفَاتِ الْبَشَرِ، وَيَجُوزُ فِي حَقِّهِ خَلْقُ الْمَخْلُوقَاتِ وَإِعْدَامُهَا.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »أَفْضَلُ الأَعْمَالِ إيِمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
قَالَ الْغَزَالِيُّ: »لاَ تَصِحُّ الْعِبَادَةُ إِلاَّ بَعْدَ مَعْرِفَةِ الْمَعْبُودِ«.
وَمَعْرِفَةُ الرَّسُولِ تَكُونُ بِمَعْرِفَةِ مَا يَجِبُ لَهُ وَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ وَمَا يَجُوزُ فِي حَقِّهِ.
فَيَجِبُ لَهُ الصِّدْقُ وَالأَمَانَةُ وَالشَّجَاعَةُ وَالذَّكَاءُ وَتَبْلِيغُ الرِّسَالَةِ، وَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ: الْكَذِبُ وَالْغَشُّ وَالْغَبَاوَةُ وَالْجُبْنُ وَالْكُفْرُ، وَالْكَبَائِرُ وَصَغَائِرُ الْخِسَّةِ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ نَبِيًّا وَبَعْدَ أَنْ صَارَ نَبِيًّا. وَيَجُوزُ فِي حَقِّهِ: الأَكْلُ وَالشُّرْبُ وَالنَّوْمُ وَالزِّوَاجُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ.
الصِّفَاتُ الْوَاجِبَةُ للهِ:
1 – الْوُجُودُ 2 – الْوَحْدَانِيَّةُ 3- الْقِدَمُ
4 – الْبَقَاءُ 5 – الْقِيَامُ بِالنَّفْسِ 6 – الْقُدْرَةُ
7 – الإِرَادَةُ 8 – الْعِلْمُ 9 – السَّمْعُ
10 – الْبَصَرُ 11- الْحَيَاةُ 12 – الْكَلاَمُ
13 – الْمُخَالَفَةُ لِلْحَوَادِثِ
أَسْئِلَةٌ:
مَا هُوَ أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ؟
بِمَ تَكُونُ مَعْرِفَةُ اللهِ؟
مَاذَا يَجِبُ للهِ؟
مَاذَا يَسْتَحِيلُ عَلَى اللهِ؟ وَمَاذَا يَجُوزُ فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟
مَاذَا قَالَ الْغَزَالِيُّ؟
بِمَ تَكُونُ مَعْرِفَةُ الرَّسُولِ؟
مَاذَا يَجِبُ لِلأَنْبِيَاءِ؟
مَاذَا يَسْتَحِيلُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ؟
مَاذَا يَجُوزُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ؟
مَا هِيَ الصِّفَاتُ الْوَاجِبَةُ للهِ؟
الدَّرْسُ الثَّالِثُ
الإيِمَانُ وَالتَّقْوَى
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [سُورَةَ الْحَشْرِ/ ءَايَة 18].
أَمَرَ اللهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ فِي هَذِهِ الآيَةِ بِالتَّقْوَى.
وَالتَّقْوَى هِيَ أَدَاءُ الْوَاجِبَاتِ وَاجْتِنَابُ الْمُحَرَّمَاتِ.
وَأَوَّلُ وَأَفْضَلُ الْوَاجِبَاتِ هُوَ الإيِمَانُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَنَحْوُهُمَا.
وَأَكْبَرُ الذُّنُوبِ وَأَشَدُّهَا هُوَ الْكُفْرُ بِاللهِ تَعَالَى، وَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ تَعَالَى لِمَنْ مَاتَ عَلَيْهِ. وَمَا سِوَاهُ مِنَ الذُّنُوبِ كَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَكْلِ الرِّبَا يَغْفِرُهَا اللهُ لِمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ: »وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنًى مِنْ مَعَانِي الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ«.
فَالَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الإيِمَانِ عَلَى قِسْمَيْنِ:
قِسْمٌ مَاتُوا عَلَى الإيِمَانِ وَالتَّقْوَى فَهَؤُلاَءِ لاَ عَذَابَ عَلَيْهِمْ فِي الْقَبْرِ وَلاَ فِي الآخِرَةِ.
وَقِسْمٌ مَاتُوا عَلَى الإيِمَانِ وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ أَيْ كَانُوا يَتْرُكُونَ الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَةَ وَيَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ مَثَلاً. فَهَؤُلاَءِ مِنْهُمْ مَنْ يُسَامِحُهُمُ اللهُ وَيَغْفِرُ لَهُمْ وَلاَ يُعَذِّبُهُمْ أَيْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلاَ عَذَابٍ وَلَكِنْ مَرْتَبَتُهُمْ دُونَ مَرْتَبَةِ الأَتْقِيَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعَذِّبُهُمْ ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ خَالِدِينَ فِيهَا.
أَسْئِلَةٌ:
مَا مَعْنَى التَّقْوَى؟
مَا هُوَ أَفْضَلُ الْوَاجِبَاتِ؟
مَا هُوَ أَكْبَرُ الذُّنُوبِ وَأَشَدُّهَا؟ وَمَا هُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ لِمَنْ مَاتَ عَلَيْهِ؟
مَا سِوَى الْكُفْرِ مِنَ الذُّنُوبِ هَلْ يَغْفِرُهَا اللهُ تَعَالَى؟
الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الإيِمَانِ عَلَى كَمْ قِسْمٍ؟
مَا هُوَ حَالُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الإيِمَانِ وَالتَّقْوَى؟
مَا هُوَ حَالُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ؟
عَدِّدْ بَعْضَ الْمَعَاصِي الْكَبِيرَةِ.
الدَّرْسُ الرَّابِعُ
الإِسْلاَمُ دِينُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ
قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [سُورَةَ ءَالِ عِمْرَانَ/ ءَايَة 85].
وَقَالَ تَعَالَى أَيْضًا: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾ [سُورَةَ ءَالِ عِمْرَانَ/ ءَايَة 19].
فَالدِّينُ الْحَقُّ عِنْدَ اللهِ هُوَ الإِسْلاَمُ، وَاتِّبَاعُهُ فِيهِ السَّعَادَةُ فِي الآخِرَةِ، وَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ الأَنْبِيَاءَ وَهُمْ رِجَالٌ صَادِقُونَ خَصَّهُمْ بِالنُّبُوةِ لِتَعْلِيمِ النَّاسِ عَقِيدَةَ الإِسْلاَمِ وَمَا فِيهِ مَصَالِحُ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ.
وَكُلُّ الأَنْبِيَاءِ مُسْلِمُونَ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ أَوَّلُهُمْ ءَادَمُ وَءَاخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى سَائِرِ إِخْوَانِهِ النَّبِيِّينَ وَسَلَّمَ، أَمَّا شَرَائِعُهُمْ فَكَانَتْ تَخْتَلِفُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ، فَفِي شَرِيعَةِ عِيسَى وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ صَلاَتَيْنِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، أَمَّا فِي شَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
أَسْئِلَةٌ:
مَا هُوَ الدِّينُ الْحَقُّ؟ اذْكُرْ ءَايَةً تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ.
لِمَ أَرْسَلَ اللهُ الأَنْبِيَاءَ؟
مَنْ هُمُ الأَنْبِيَاءُ؟ مَنْ هُوَ أَوَّلُهُمْ؟ وَمَنْ هُوَ ءَاخِرُهُمْ؟
اذْكُرْ ءَايَةً تَدُلُّ عَلَى كُفْرِ مَنْ يَتَّبِعُ غَيْرَ الإِسْلاَمِ.
مَا هُوَ دِينُ كُلِّ الأَنْبِيَاءِ؟ وَبِمَ يُؤْمِنُ كُلُّ الأَنْبِيَاءِ؟
هَلْ كَانَتْ شَرَائِعُ الأَنْبِيَاءِ تَخْتَلِفُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
الدَّرْسُ الْخَامِسُ
صِفَاتُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [سُورَةَ الأَنْعَامِ/ ءَايَة 86].
الأَنْبِيَاءُ هُمْ أَفْضَلُ مَخْلُوقَاتِ اللهِ تَعَالَى وَهُمْ صَفْوَةُ الْبَشَرِ، أَرْسَلَهُمُ اللهُ تَعَالَى لِيُبَلِّغُوا النَّاسَ مَصَالِحَ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، فَهُمْ مَوْصُوفُونَ بِالأَخْلاَقِ الْحَسَنَةِ وَالصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ.
فَمِنْ أَخْلاَقِهِمُ الْحَسَنَةِ أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ صَادِقُونَ أَذْكِيَاءُ، أُمَنَاءُ، مَوْصُوفُونَ بِالْعِفَّةِ وَالشَّجَاعَةِ، فَلَمْ يَكُنْ أَيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ كَذَّابًا أَوْ غَبِيًّا، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَخُونُ الأَمَانَةَ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ كَانَ رَذِيلاً أَوْ جَبَانًا.
وَالأَنْبِيَاءُ لاَ يُصَابُونَ بِالأَمْرَاضِ الْمُنَفِّرَةِ كَخُرُوجِ الدُّودِ مِنْ أَبْدَانِهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلاَ يُصَابُونَ بِالْجُنُونِ.
فَالأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ:
مَوْصُوفُونَ بِالصِّدْقِ، فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمُ الْكَذِبُ.
وَمَوْصُوفُونَ بِالْفَطَانَةِ، فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمُ الْبَلاَدَةُ وَالْغَبَاوَةُ.
وَمَوْصُوفُونَ بِالأَمَانَةِ، فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمُ الْخِيَانَةُ.
وَمَوْصُوفُونَ بِالْعِفَّةِ، فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمُ الرَّذَالَةُ وَالسَّفَاهَةُ.
وَمَوْصُوفُونَ بِالشَّجَاعَةِ، فَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمُ الْجُبْنُ.
أَسْئِلَةٌ:
مَنْ هُمْ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقَاتِ؟ أُذْكُرْ ءَايَةً تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ.
اذْكُرْ بَعْضَ أَخْلاَقِ الأَنْبِيَاءِ الْحَسَنَةِ.
مَا هِيَ الأَمْرَاضُ الَّتِي لاَ يُصَابُونَ بِهَا؟
بِمَ يُوصَفُ الأَنْبِيَاءُ وَمَاذَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ؟
الدَّرْسُ السَّادِسُ
الْفَرْقُ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾ [سُورَةَ النِّسَاءِ/ ءَايَة 136].
وَالْمُرَادُ بِالرِّسَالَةِ هُنَا مَا يَعُمُّ النُّبُوَّةَ، ذَلِكَ لأَنَّ الرُّسُلَ كُلَّهُمْ أَنْبِيَاءُ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَنْبِيَاءِ رُسُلاً، لأَنَّ الرَّسُولَ هُوَ نَبِيٌّ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ بِشَرْعٍ جَدِيدٍ أَيْ أَحْكَامٍ جَدِيدَةٍ يُعَلِّمُهَا لِلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ، أَمَّا النَّبِيُّ فَهُوَ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِشَرْعِ الرَّسُولِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ بِشَرْعٍ جَدِيدٍ.
قَالَ الْعُلَمَاءُ: كُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولاً.
وَالأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ كُلُّهُمْ يُبَلِّغُونَ الدَّعْوَةَ إِلَى النَّاسِ.
وَلِهَذَا الأَمْرِ، فَإِنَّ عَدَدَ الأَنْبِيَاءِ كَبِيرٌ جِدًا، أَمَّا الرُّسُلُ فَعَدَدُهُمْ ثَلاَثُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ رَسُولاً، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْقُرْءَانِ أَسْمَاءُ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ نَبِيًّا هُمْ:
ءَادَمُ، إِدْرِيسُ، نُوحٌ، هُودٌ، صَالِحٌ، إِبْرَاهِيمُ، إِسْمَاعِيلُ، إِسْحاقُ، يَعْقُوبُ، لُوطٌ، يُوسُفُ، أَيُّوبُ، شُعَيْبٌ، مُوسَى، هَارُونُ، ذُو الْكِفْلِ، دَاوُدُ، سُلَيْمَانُ، إِلْيَاسُ، الْيَسَعُ، يُونُسُ، زَكَرِيَّا، يَحْيَى، عِيسَى، مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ تَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الإيِمَانِ بِالرُّسُلِ.
مَا الْمُرَادُ بِالرِّسَالَةِ فِي الآيَةِ السَّابِقَةِ؟
مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ؟
مَنْ هُوَ الرَّسُولُ؟ وَمَنْ هُوَ النَّبِيُّ؟
مَا هِيَ وَظِيفَةُ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ؟
اذْكُرْ أَسْمَاءَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ وَرَدَ ذِكْرُهُمْ فِي الْقُرْءَانِ.
الدَّرْسُ السَّابِعُ
الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُعْجِزَةِ وَالسِّحْرِ
خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ وَجَعَلَ لَهُ عَقْلاً يُمَيِّزُ بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ، وَأَرْسَلَ أَنْبِيَاءَهُ لِيُرْشِدُوهُمْ إِلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُعَانِدُونَ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ فَلاَ يَسْتَعْمِلُونَ عُقُولَهُمْ لِمَا خُلِقَتْ لَهُ.
وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ تَعَالَى رُسُلَهُ الْكِرَامَ بِالْمُعْجِزَاتِ، وَالْمُعْجِزَةُ هِيَ أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ، أَيْ عَلَى خِلاَفِ الأَشْيَاءِ الَّتِي يَعْتَادُهَا النَّاسُ، وَهِيَ تَحْصُلُ عَلَى يَدِ الأَنْبِيَاءِ وَتُوَافِقُ دَعْوَاهُمْ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُعَارِضَهَا بِالْمِثْلِ كَخُرُوجِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَانْقِلاَبِ الْعَصَا ثُعْبَانًا لِسَيِّدِنَا مُوسَى.
وَالْمُعْجِزَةُ لَيْسَتْ سِحْرًا لأَِنَّ السِّحْرَ يُتَوَصَّلُ إِلَيْهِ بِالتَّعَلُّمِ وَالْمُمَارَسَةِ وَيُعَارَضُ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ، أَيْ قَدْ يَأْتِي سَاحِرٌ بِسِحْرٍ أَقْوَى، فَلِذَلِكَ ءَامَنَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ بِمُوسَى رَسُولاً مِنْ عِنْدِ اللهِ لَمَّا انْقَلَبَتْ عَصَاهُ ثُعْبَانًا حَقِيقِيًّا وَابْتَلَعَتْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ الَّتِي خُيِّلَ لِلنَّاسِ أَنَّهَا حَيَّاتٌ لأَِنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ سِحْرًا.
وَالسِّحْرُ فِعْلُهُ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.
أَسْئِلَةٌ:
لِمَ خَلَقَ اللهُ لِلإِنْسَانِ عَقْلاً؟ وَلِمَ أَرْسَلَ الأَنْبِيَاءَ؟
بِمَ أَيَّدَ اللهُ تَعَالَى رُسُلَهُ الْكِرَامَ؟ وَمَا هِيَ الْمُعْجِزَةُ؟
عَلَى يَدِ مَنْ تَحْصُلُ الْمُعْجِزَاتُ؟ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُعَارِضَهَا بِالْمِثْلِ؟
اذْكُرْ مُعْجِزَةً حَصَلَتْ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخْرَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى.
مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُعْجِزَةِ وَالسِّحْرِ؟
مَا حُكْمُ فِعْلِ السِّحْرِ؟
الدَّرْسُ الثَّامِنُ
الإيِمَانُ بِمَا جَاءَ عَنْ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [سُورَةَ الْحَشْرِ/ ءَايَة 7]
أَمَرَنَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ بِاتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَمَرَنَا بِهِ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَانَا عَنْهُ.
لأَِنَّ الرَّسُولَ صَادِقٌ فِي كُلِّ مَا يُبَلِّغُهُ عَنِ اللهِ تَعَالَى.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [سُورَةَ النَّجْمِ/ ءَايَة 3- 4].
فَكُلُّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ وَصِدْقٌ سَوَاءٌ مَا كَانَ مِنْ أُمُورِ الْحَلاَلِ أَوِ الْحَرَامِ أَوْ كَانَ إِخْبَارًا عَمَّا مَضَى مِنْ قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ أَوْ مَا سَيَحْصُلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
وَمِمَّا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَذَابُ الْقَبْرِ لِلْكَافِرِينَ وَبَعْضِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ، وَنَعِيمُ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِينَ الأَتْقِيَاءِ، وَالْقِيَامَةُ، وَالْحِسَابُ، وَالثَّوَابُ، وَالْعِقَابُ، وَالْجَنَّةُ، وَالنَّارُ، وَغَيْرُهَا مِنَ الأُمُورِ. فَالْكُفَّارُ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ الصَّالِحُونَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُنَوِّرُ قُبُورَهُمْ بِنُورٍ كَنُورِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ فِيهَا الأَمْرُ بِاتِّبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ تَدُلُّ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ فِيمَا بَلَّغَهُ عَنِ اللهِ.
عَدِّدْ بَعْضَ الأُمُورِ الَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ.
لِمَنْ يَحْصُلُ عَذَابُ الْقَبْرِ؟ وَنَعِيمُهُ؟
اذْكُرْ مِثَالاً عَنْ نَعِيمِ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ.
الدَّرْسُ التَّاسِعُ
الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [سُورَةَ الاِنْفِطَارِ/ ءَايَة 13- 14].
يَجِبُ الإيِمَانُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى يُثِيبُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا فَعَلُوهُ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ وَيُعَذِّبُ الْكُفَّارَ عَلَى مَا اقْتَرَفُوهُ مِنْ كُفْرٍ وَذُنُوبٍ وَكَذَلِكَ يُعَذِّبُ مَنْ شَاءَ مِنْ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَوْمُ الْحِسَابِ.
فَالثَّوَابُ هُوَ مَا يَنَالُهُ الْمُؤْمِنُ فِي الآخِرَةِ مِمَّا يَسُرُّهُ كَالشُّرْبِ مِنْ حَوْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتِيَازِ الصِّرَاطِ وَدُخُولِ الْجَنَّةِ حَيْثُ النَّعِيمُ الْمُقِيمُ.
أَمَّا الْعَذَابُ فَهُوَ مَا يَسُوءُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَتَعَرُّضِ الْكُفَّارِ لِحَرِّ الشَّمْسِ وَدُخُولِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ حَيْثُ الْعَذَابُ الْمُقِيمُ. وَيَدْخُلُهَا أَيْضًا بَعْضُ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ مَاتُوا بِلاَ تَوْبَةٍ وَلَمْ يَغْفِرِ اللهُ لَهُمْ. فَيُعَذَّبُونَ فِي النَّارِ فَتْرَةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُخْرِجُهُمُ اللهُ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، لأَِنَّهُمْ مَاتُوا عَلَى الإيِمَانِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً تَدُلُّ عَلَى الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
مَا مَعْنَى الإيِمَانِ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ؟
مَا هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؟
مَا هُوَ الثَّوَابُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
مَا هُوَ الْعَذَابُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
مَاذَا يَحْصُلُ لِبَعْضِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
الدَّرْسُ الْعَاشِرُ
نَعِيمُ الآخِرَةِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾ [سُورَةَ لُقْمَان/ ءَايَة 8].
وَعَدَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَدَّوِا الْوَاجِبَاتِ وَاجْتَنَبُوا الْمُحَرَّمَاتِ جَنَّاتٍ وَاسِعَةً فِيهَا نَعِيمٌ دَائِمٌ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَزُولُ، فِيهَا أَنْهَارٌ وَاسِعَةٌ نَهْرٌ مِنَ لَبَنٍ وَنَهْرٌ مِنْ عَسَلٍ وَنَهْرٌ مِنْ مَاءٍ وَنَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ لاَ يُسْكِرُ لَيْسَ كَخَمْرِ الدُّنْيَا وَفِيهَا رَوَائِحُ عَطِرَةٌ وَفِيهَا أَشْجَارٌ جَمِيلَةٌ وَقُصُورٌ كَبِيرَةٌ.
وَالْمُؤْمِنُونَ فِي الْجَنَّةِ فِي عُمُرٍ وَاحِدٍ، فِي سِنِّ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى مَنْ مَاتَ هَرِمًا أَوْ طِفْلاً يُصْبِحُ بِهَذَا الْعُمُرِ.
وَكُلُّهُمْ جَمِيلُو الشَّكْلِ بِطُولِ سَيِّدِنَا ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
وَكُلُّ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ لاَ يَمُوتُ وَلاَ يَمْرَضُ وَلاَ يَحْزَنُ وَلاَ يَهْرَمُ وَلاَ يَتْعَبُ. وَالْجَنَّةُ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْعَرْشُ سَقْفُهَا لاَ يَدْخُلُهَا الْكُفَّارُ أَبَدًا، وَهِيَ بَاقِيَةٌ لاَ تَفْنَى وَلاَ يَفْنَى أَهْلُهَا.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُؤْمِنِينَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
بِمَ وَعَدَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ؟
عَدِّدْ بَعْضَ نَعِيمِ الْجَنَّةِ.
كَمْ هُوَ عُمُرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟
كَمْ هُوَ طُولُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟
أَيْنَ تُوجَدُ الْجَنَّةُ؟ وَمَا هُوَ سَقْفُهَا؟
مَنْ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَبَدًا؟
فَصْــــلُ الْعِبَادَاتِ
الدَّرْسُ الأَوَّلُ
أَقْسَامُ الْمِيَاهِ
تُقْسَمُ الْمِيَاهُ إِلَى عِدَّةِ أَقْسَامٍ مِنْهَا:
مَاءٌ طَهُورٌ أَيْ طَاهِرٌ مُطَهِّرٌ.
وَمَاءٌ طَاهِرٌ غَيْرُ مُطَهِّرٍ.
وَمَاءٌ نَجِسٌ.
الْمَاءُ الطَّهُورُ: هُوَ الْمَاءُ الطَّاهِرُ فِي نَفْسِهِ الْمُطَهِّرُ لِغَيْرِهِ، أَيْ يُمْكِنُ الاِغْتِسَالُ مِنْهُ وَالْوُضُوءُ، وَإِزَالَةُ النَّجَاسَةِ بِهِ. كَمَاءِ الْمَطَرِ أَوِ الْبَحْرِ أَوِ النَّهْرِ أَوِ الْبِئْرِ أَوِ الْعَيْنِ.
الْمَاءُ الطَّاهِرُ غَيْرُ الْمُطَهِّرِ، مِنْهُ:
الْمَاءُ الْمُسْتَعْمَلُ: هُوَ الْمَاءُ الَّذِي اسْتُعْمِلَ فِي رَفْعِ الْحَدَثِ غُسْلاً كَانَ أَوْ وُضُوءًا، أَوْ فِي إِزَالَةِ نَجَاسَةٍ إِذَا أَزَالَهَا وَلَمْ تَتَغَيَّرْ إِحْدَى صِفَاتِهِ أَيْ لَوْنُهُ أَوْ طَعْمُهُ أَوْ رَائِحَتُهُ. فَهَذَا الْمَاءُ طَاهِرٌ فِي نَفْسِهِ غَيْرُ مُطَهِّرٍ لِغَيْرِهِ، أَيْ إِنْ جَمَعْنَاهُ لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ لِلْغُسْلِ وَالْوُضُوءِ وَإِزَالَةِ النَّجَاسَةِ إِلاَّ إِذَا كَثُرَ، وَلَكِنْ نَسْتَطِيعُ اسْتِعْمَالَهُ لِغَسْلِ الثِّيَابِ غَيْرِ الْمُتَنَجِّسَةِ مَثَلاً.
وَأَمَّا الْمَاءُ النَّجِسُ: فَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ غَيْرُ مَعْفُوٍّ عَنْهَا، سَوَاءٌ تَغَيَّرَتْ إِحْدَى صِفَاتِهِ أَمْ لاَ، وَكَذَلِكَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ غَيَّرَتْ صَفَاتِهِ الثَّلاَثَةَ كُلَّهَا أَوْ بَعْضَهَا، أَمَّا إِنْ لَمْ تَتَغَيَّرْ صِفَاتُهُ فَلاَ يَتَنَجَّسُ. وَالْمَاءُ الْكَثِيرُ هُوَ مِقْدَارُ قُلَّتَيْنِ فَأَكْثَرَ، وَالْقُلَّتَانِ نَحْوُ مِائَةٍ وَأَرْبَعَةٍ وَتِسْعِينَ (194) لِيتْرًا إِذَا اعْتُبِرَ الذِّرَاعُ الشَّرْعِيُّ (46,2) سَنْتِمْ. أَمَّا الْمَاءُ الْقَلِيلُ فَهُوَ مَا كَانَ دُونَ الْقُلَّتَيْنِ.
أَسْئِلَةٌ:
إِلَى كَمْ قِسْمٍ تُقْسَمُ الْمِيَاهُ؟
مَا هُوَ الْمَاءُ الطَّهُورُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
مَا هُوَ الْمَاءُ الْمُسْتَعْمَلُ؟
الْمَاءُ الطَّاهِرُ غَيْرُ الْمُطَهِّرِ هَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ لِلْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ؟
الْمَاءُ الطَّاهِرُ غَيْرُ الْمُطَهِّرِ هَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ لِغَسْلِ الثِّيَابِ الْمُتَنَجِّسَةِ؟ وَالْغَيْرِ مُتَنَجِّسَةٍ؟
الْمَاءُ الْقَلِيلُ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ غَيْرُ مَعْفُوٍّ عَنْهَا مَاذَا يُعْتَبَرُ؟
مَتَى يَتَنَجَّسُ الْمَاءُ الْكَثِيرُ؟
مَا هُوَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ؟ وَمَا هُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ؟
الدَّرْسُ الثَّانِي
التَّطْهِيرُ مِنَ النَّجَاسَاتِ
النَّجَاسَاتُ عَلَى نَوْعَيْنِ: عَيْنِيَّةٌ وَحُكْمِيَّةٌ.
النَّجَاسَةُ الْعَيْنِيَّةُ: هِيَ الَّتِي بَقِيَ جِرْمُهَا أَوِ الَّتِي يُدْرَكُ لَهَا لَوْنٌ أَوْ طَعْمٌ أَوْ رِيحٌ كَنُقْطَةِ دَمٍ عَلَى ثَوْبٍ، وَتُزَالُ بِصَبِّ الْمَاءِ الطَّاهِرِ الْمُطَهِّرِ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ يَذْهَبَ جِرْمُهَا وَأَوْصَافُهَا.
النَّجَاسَةُ الْحُكْمِيَةُ: وَهِيَ النَّجَاسَةُ الَّتِي لَيْسَ لَهَا لَوْنٌ وَلاَ طَعْمٌ وَلاَ رِيحٌ، كَبَوْلٍ أَصَابَ ثَوْبًا ثُمَّ جَفَّ فَذَهَبَ جِرْمُهُ وَانْقَطَعَ ريِحُهُ وَلَوْنُهُ وَطَعْمُهُ، فَإِنَّهُ يَطْهُرُ بِإِجْرَاءِ الْمَاءِ الطَّاهِرِ الْمُطَهِّرِ عَلَيْهِ.
ثُمَّ إِذَا كَانَتِ النَّجَاسَةُ كَلْبِيَّةً أَوْ خِنْزِيرِيَّةً كَأَنْ أَصَابَ رِيقُ كَلْبٍ أَوْ خِنْزِيرٍ يَدَ إِنْسَانٍ أَوْ ثَوْبَهُ أَوْ وِعَاءَهُ، فَإِنَّهُ يَطْهُرُ بِغَسْلِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ بِالْمَاءِ الطَّاهِرِ الْمُطَهِّرِ، إِحْدَاهُنَّ مَمْزُوجَةٌ بِالتُّرَابِ الطَّهُورِ.
وَهُنَاكَ نَجَاسَاتٌ مَعْفُوٌّ عَنْهَا كَرَشَاشِ بَوْلٍ لاَ يُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ إِذَا وَقَعَ فِي الْمَاءِ لاَ يُنَجِّسُهُ، وَمَيْتَةُ مَا لَيْسَ لَهُ دَمٌ يَسِيلُ، إِذَا وَقَعَ فِي الْمَاءِ وَمَاتَ فِيهِ لاَ يُنَجِّسُهُ كَالذُّبَابِ وَالْبَرْغَشِ.
أَسْئِلَةٌ:
مَا هِيَ النَّجَاسَةُ الْعَيْنِيَّةُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
كَيْفَ تُزَالُ النَّجَاسَةُ الْعَيْنِيَّةُ عَنْ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَصَابَتْهُ؟
مَا هِيَ النَّجَاسَةُ الْحُكْمِيَّةُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
كَيْفَ نُطَهِّرُ الْمَوْضِعَ الْمُتَنَجِّسَ بِنَجَاسَةٍ حُكْمِيَّةٍ؟
كَيْفَ نُطَهِّرُ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَصَابَتْهُ نَجَاسَةٌ كَلْبِيَّةٌ أَوْ خِنْزِيرِيَّةٌ؟
أَعْطِ مِثَالاً عَنْ نَجَاسَةٍ كَلْبِيَّةٍ.
هَلْ هُنَاكَ نَجَاسَاتٌ مَعْفُوٌّ عَنْهَا؟ أَعْطِ مِثَالاً.
هَلْ يَتَنَجَّسُ الْمَاءُ إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ مَعْفُوٌّ عَنْهَا؟
الدَّرْسُ الثَّالِثُ
شُرُوطُ الطَّهَارَةِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [سُورَةَ الْبَقَرَةِ/ ءاية 222].
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »الطُّهُورُ شَطْرُ الإيِمَانِ« [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
وَمَعْنَى الطُّهُورِ: الطَّهَارَةُ مِنَ الْحَدَثَيْنِ الأَكْبَرِ وَالأَصْغَرِ وَمِنَ النَّجَاسَةِ. وَلِلطَّهَارَةِ شُرُوطٌ لاَ بُدَّ مِنْهَا حَتَّى تَكُونَ صَحِيحَةً، وَهِيَ:
الإِسْلاَمُ: أَيْ أَنْ يَكُونَ الشَّخْصُ مُسْلِمًا، فَلاَ تَصِحُّ الطَّهَارَةُ مِنْ كَافِرٍ.
وَالتَّمْيِيزُ: وَهُوَ أَنْ يَبْلُغَ الْوَلَدُ مِنَ الْعُمُرِ إِلَى حَيْثُ يَفْهَمُ الْخِطَابَ وَيَرُدُّ الْجَوَابَ، وَيَسْتَقِّلُ بِالأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَيَتَجَنَّبُ النَّجَاسَاتِ (وَغَالِبُ سِنِّ التَّمْيِيزِ سِتُّ أَوْ سَبْعُ سِنِينَ وَقَدْ يَكُونُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ).
وَعَدَمُ وُجُودِ مَانِعٍ مِنْ وُصُولِ الْمَاءِ إِلَى الْعُضْوِ الْمَغْسُولِ كَالْبَويَا وَالشَّحْمِ وَطِلاَءِ الأَظَافِرِ (الْمَنَاكِير).
وَالسَّيَلاَنُ: أَيْ أَنْ يَجْرِيَ الْمَاءُ بِطَبْعِهِ عَلَى الْعُضْوِ الْمَغْسُولِ، فَلَوْ بَلَلْتَ يَدَكَ بِالْمَاءِ وَمَسَحْتَ بِهَا وَجْهَكَ أَوْ يَدَيْكَ فِي الْوُضُوءِ فَإِنَّهُ لاَ يَصِحُّ وُضُوؤُكَ.
وَأَنْ يَكُونَ الْمَاءُ طَاهِرًا مُطَهِّرًا: أَيْ غَيْرَ نَجِسٍ وَغَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ فِي غُسْلٍ أَوْ وُضُوءٍ سَابِقٍ أَوْ فِي إِزَالَةِ نَجِسٍ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ فِي أَمْرِالطَّهَارَةِ.
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ فِي شَأْنِ الطُّهُورِ.
مَا مَعْنَى الطُّهُورِ؟
عَدِّدْ شُرُوطَ الطَّهَارَةِ.
مَا هُوَ التَّمْيِيزُ؟
أَعْطِ مِثَالاً عَنْ مَانِعٍ يَمْنَعُ مِنْ وُصُولِ الْمَاءِ إِلَى الْعُضْوِ الْمَغْسُولِ.
مَا هُوَ السَّيَلاَنُ؟
الدَّرْسُ الرَّابِعُ
الاِسْتِنْجَــــــاءُ
يَجِبُ الاِسْتِنْجَاءُ مِنْ خُرُوجِ رَطْبٍ نَجِسٍ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ (أَيِ الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ)، فَإِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَانِ بَوْلٌ أَوْ غَائِطٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَنْجِي قَبْلَ الصَّلاَةِ لِتَصِحَّ صَلاَتُهُ. وَلاَ يَجِبُ الاِسْتِنْجَاءُ لِخُرُوجِ الرِّيحِ.
وَالاِسْتِنْجَاءُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ بِالْمَاءِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ بِشَىْءٍ طَاهِرٍ جَامِدٍ يَقْلَعُ النَّجَاسَةَ (يُزِيلُ عَيْنَهَا، كَالْحَجَرِ أَوِ الْوَرَقِ) غَيْرِ مُحْتَرَمٍ، وَالْمُحْتَرَمُ كَوَرَقَةٍ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا عِلْمٌ شَرْعِيٌّ.
وَالاِسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ يَكُونُ بِصَبِّ الْمَاءِ الْمُطَهِّرِ عَلَى مَحَلِّ النَّجَاسَةِ حَتَّى يَطْهُرَ الْمَحَلُّ.
وَأَمَّا الاِسْتِنْجَاءُ بِغَيْرِ الْمَاءِ كَالْحَجَرِ فَيَكُونُ بِمَسْحِ الْمَخْرَجِ ثَلاَثَ مَسَحَاتٍ حَتَّى يَنْقَى الْمَحَلُّ، فَإِنْ لَمْ يَنْقَ الْمَحَلُّ زَادَ عَلَى ثَلاَثِ مَسَحَاتٍ حَتَّى يَنْقَى وَلاَ يَكْفِي أَقَلُّ مِنْ ثَلاَثِ مَسَحَاتٍ وَلَوْ حَصَلَ النَّقَاءُ بِمَسْحَتَيْنِ.
فَائِدَةٌ:
يُسَنُّ لِدَاخِلِ الْخَلاَءِ أَنْ يَقُولَ عِنْدَ الدُّخُولِ:
»بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ«، وَعِنْدَ الْخُرُوجِ: »غُفْرَانَكَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّيَ الأَذَى وَعَافَانِي«.
أَسْئِلَةٌ:
مِمَّ يَجِبُ الاِسْتِنْجَاءُ؟ وَمَا مَعْنَى السَّبِيلَيْنِ؟
هَلْ يَجِبُ الاِسْتِنْجَاءُ لِخُرُوجِ الرِّيحِ؟ مَا هُوَ الْقُبُلُ؟ وَمَا هُوَ الدُّبُرُ؟
بِمَ يَكُونُ الاِسْتِنْجَاءُ؟
مَا مَعْنَى شَىْءٌ يَقْلَعُ النَّجَاسَةَ؟ وَأَعْطِ مِثَالاً.
كَيْفَ يَكُونُ الاِسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ؟
مَنْ أَرَادَ الاِسْتِنْجَاءَ بِغَيْرِ الْمَاءِ كَالْحَجَرِ كَمْ مَرَّةً يَمْسَحُ الْمَخْرَجَ؟
هَلْ يَكْفِي فِي الاِسْتِنْجَاءِ بِغَيْرِ الْمَاءِ أَقَلُّ مِنْ ثَلاَثِ مَسَحَاتٍ؟
إِنْ مَسَحَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يَنْقَ الْمَحَلُّ مَاذَا يَفْعَلُ؟
مَاذَا يُسَنُّ لِدَاخِلِ الْخَلاَءِ أَنْ يَقُولَ؟
مَاذَا يُسَنُّ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْخَلاَءِ أَنْ يَقُولَ؟
الدَّرْسُ الْخَامِسُ
الْوُضُوءُ: فَرَائِضُهُ وَسُنَنُـــهُ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ﴾ [سُورَةَ الْمَائِدَةِ/ ءَايَة 6].
وَأَرْكَانُ الْوُضُوءِ سِتَّــةٌ هِيَ:
النِّيَّةُ بِالْقَلْبِ عِنْدَ غَسْلِ الْوَجْهِ فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ مَثَلاً: نَوَيْتُ الْوُضُوءَ.
غَسْلُ الْوَجْهِ مِنْ مَنَابِتِ شَعَرِ الرَّأْسِ إِلَى أَسْفَلِ الذَّقَنِ وَمِنَ الأُذُنِ إِلَى الأُذُنِ.
غَسْلُ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ: أَيْ يَغْسِلُ يَدَيْهِ مِنْ رُؤُوسِ الأَصَابِعِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَالْمِرْفَقُ هُوَ الْعَظْمُ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاعِدِ وَالْعَضُدِ.
مَسْحُ بَعْضِ الرَّأْسِ.
غَسْلُ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ أَيْ مَعَ الْكَعْبَيْنِ، وَالْكَعْبَانِ هُمَا الْعَظْمَانِ النَّاتِئَانِ عِنْدَ جَانِبَيِ الْقَدَمِ.
التَّرْتِيبُ أَيْ أَنْ يَنْوِيَ عِنْدَ غَسْلِ الْوَجْهِ ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ ثُمَّ يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بَعْضَ رَأْسِهِ ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ.
وَمِنْ سُنَنِ الْوُضُوءِ:
التَّسْمِيَةُ أَيْ قَوْلُ (بِسْمِ اللهِ) عِنْدَ الْبَدْءِ.
وَاسْتِعْمَالُ السِّوَاكِ.
وَغَسْلُ الْكَفَّيْنِ.
وَالْمَضْمَضَةُ.
وَالاِسْتِنْشَاقُ.
وَمَسْحُ جَمِيعِ الرَّأْسِ.
وَمَسْحُ الأُذُنَيْنِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا بِمَاءٍ جَدِيدٍ.
وَتَخْلِيلُ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ.
وَتَقْديِمُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى.
وَالطَّهَارَةُ ثَلاَثًا ثَلاَثًا.
وَالدَّلْكُ.
وَالْمُوَالاَةُ، وَهِيَ غَسْلُ الْعُضْوِ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ الْعُضْوُ الَّذِي قَبْلَهُ.
وَتَقْلِيلُ الْمَاءِ.
أَسْئِلَةٌ:
مَا هِيَ الآيَةُ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى فَرْضِيَةِ الْوُضُوءِ؟
كَمْ هِيَ أَرْكَانُ الْوُضُوءِ؟ عَدِّدْهَا.
مَتَى تَنْوِي الْوُضُوءَ؟
مَا هُوَ الْقَدْرُ الْوَاجِبُ غَسْلُهُ مِنَ الْوَجْهِ؟
مَا هُوَ الْقَدْرُ الْوَاجِبُ غَسْلُهُ مِنَ الْيَدَيْنِ؟
مَا هُوَ الْمِرْفَقُ؟
مَا هُوَ الْقَدْرُ الْوَاجِبُ غَسْلُهُ مِنَ الرِّجْلَيْنِ؟
مَا هُمَا الْكَعْبَانِ؟
مَا مَعْنَى التَّرْتِيبِ؟
عَدِّدْ بَعْضَ سُنَنِ الْوُضُوءِ.
الدَّرْسُ السَّادِسُ
نَوَاقِضُ الْوُضُوءِ وَمَكْرُوهَاتُهُ
مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَنْقُضُ الْوُضُوءَ:
خُرُوجُ شَىْءٍ مِنَ السَّبِيلَيْنِ، كَخُرُوجِ الْبَوْلِ أَوِ الْغَائِطِ أَوِ الرِّيحِ أَوِ الدُّودِ.
وَمَسُّ قُبُلِ الآدَمِيِّ أَوْ حَلْقَةِ دُبُرِهِ.
وَالنَّوْمُ عَلَى غَيْرِ هَيْئَةِ الْمُتَمَكِّنِ (أَيْ عَلَى غَيْرِ حَالَةِ الْقُعُودِ مَعَ إِلْصَاقِ دُبُرِهِ بِمَكَانِ جُلُوسِهِ بِحَيْثُ لاَ يَبْقَى تَجَافٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَانِ جُلُوسِهِ)، أَمَّا النُّعَاسُ فَلاَ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ، وَالنُّعَاسُ هُوَ الَّذِي يُسْمَعُ فِيهِ الْكَلاَمُ لَكِنْ لاَ يُفْهَمُ وَلاَ تُرَى فِيهِ رُؤْيَا.
زَوَالُ الْعَقْلِ، فَمَنْ غَابَ عَقْلُهُ بِالْجُنُونِ أَوِ الإِغْمَاءِ انْتَقَضَ وُضُوؤُهُ.
مِنْ مَكْرُوهَاتِ الْوُضُوءِ:
تَقْديِمُ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى.
وَالزِّيَادَةُ عَلَى الثَّلاَثِ فِي الغَسْلِ.
وَالإِسْرَافُ فِي الْمَاءِ.
وَالْكَلاَمُ الَّذِي لاَ خَيْرَ فِيهِ أَثْنَاءَ الْوُضُوءِ.
وَتَرْكُ التَّسْمِيَةِ.
أَسْئِلَةٌ:
عَدِّدْ بَعْضَ مَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ.
مَا مَعْنَى السَّبِيلَيْنِ؟
هَلِ النُّعَاسُ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ؟ وَمَا هُوَ النُّعَاسُ؟
مَا مَعْنَى زَوَالِ الْعَقْلِ؟
عَدِّدْ بَعْضَ مَكْرُوهَاتِ الْوُضُوءِ.
الدَّرْسُ السَّابِعُ
الأَذَانُ وَالإِقَامَــــــةُ
إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلاَةِ يُسَنُّ أَنْ يَقُومَ أَحَدُ الْمُسْلِمِينَ بِالدَّعْوَةِ إِلَى أَدَائِهَا بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَهَذَا يُسَمَّى الأَذَانَ، يَقِفُ الْمُؤَذِّنُ مُتَطَهِّرًا فِي مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْقِبْلَةِ، وَيَقُولُ:
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ.
حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ.
حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
وَفِي أَذَانِ الصُّبْحِ يَزِيدُ الْمُؤَذِّنُ بَعْدَ قَوْلِهِ: »حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ« الثَّانِيَةِ: »الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ«.
وَيُسَنُّ لِلْمُسْتَمِعِينَ أَنْ يُرَدِّدُوا وَرَاءَ الْمُؤَذِّنِ مِثْلَمَا يَقُولُ. وَلَكِنْ حِينَ يَقُولُ »حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ«. يَقُولُونَ »لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ«.
الإِقَامَةُ:
بَعْدَ أَنْ يَنْتَهِيَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الأَذَانِ، وَيَجْتَمِعَ النَّاسُ لِتَأْدِيَةِ الصَّلاةِ الْمَفْرُوضَةِ، يَتَوَلَّى أَحَدُهُمْ إِقَامَةَ الصَّلاةِ، فَيَقُولُ:
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ.
حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
وَيُسَنُّ بَعْدَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَسْئِلَةٌ:
إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلاَةِ مَاذَا يُسَنُّ قَبْلَ الدُّخُولِ فِيهَا؟
هَلْ تَحْفَظُ أَلْفَاظَ الأَذَانِ؟ مَا هِيَ؟
مَاذَا يَزِيدُ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِ الصُّبْحِ؟
مَاذَا يُسَنُّ لِلْمُسْتَمِعِينَ لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَقُولُوا؟
هَلْ تَحْفَظُ أَلْفَاظَ إِقَامَةِ الصَّلاَةِ؟ مَا هِيَ؟
مَاذَا يُسَنُّ بَعْدَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ أَنْ تَقُولَ؟
الدَّرْسُ الثَّامِنُ
الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَةُ وَأَوْقَاتُهَا
الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسٌ هِيَ:
الصُّبْحُ، وَالظُّهْرُ، وَالْعَصْرُ، وَالْمَغْرِبُ،وَالْعِشَاءُ. وَأَوْقَاتُ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ هِيَ:
الصُّبْحُ: وَيَبْدَأُ وَقْتُهَا مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ الصَّادِقِ، وَهُوَ بَيَاضٌ يَظْهَرُ فِي عَرْضِ الأُفُقِ الشَّرْقِيِّ، وَيَنْتَهِي بِطُلُوعِ الشَّمْسِ.
الظُّهْرُ: وَيَبْدَأُ وَقْتُهَا إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ إِلَى جِهَةِ الْمَغْرِبِ وَيَنْتَهِي بِدُخُولِ وَقْتِ الْعَصْرِ.
الْعَصْرُ: وَيَبْدَأُ وَقْتُهَا إِذَا صَارَ ظِلُّ الشَّىْءِ مِثْلَهُ زَائِدًا عَلَى ظِلِّهِ لَمَّا كَانَتِ الشَّمْسُ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ (وَهُوَ ظِلُّ الاِسْتِوَاءِ) وَيَنْتَهِي بِدُخُولِ وَقْتِ الْمَغْرِبِ.
الْمَغْرِبُ: وَيَبْدَأُ وَقْتُهَا مِنْ مَغِيبِ الشَّمْسِ وَيَنْتَهِي بِدُخُولِ وَقْتِ الْعِشَاءِ.
الْعِشَاءُ: وَيَبْدَأُ وَقْتُهَا مِنْ مَغِيبِ الشَّفَقِ الأَحْمَرِ وَيَنْتَهِي بِدُخُولِ وَقْتِ الصُّبْحِ.
فَيَجِبُ أَدَاءُ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ فِي أَوْقَاتِهَا وَلاَ يَجُوزُ تَقْديِمُهَا أَوْ تَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا إِلاَّ لِعُذْرٍ.
أَسْئِلَةٌ:
مَا هِيَ الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟
كَيْفَ يَبْدَأُ وَقْتُ الصُّبْحِ؟ وَكَيْفَ يَنْتَهِي؟
مَا هُوَ الْفَجْرُ الصَّادِقُ؟
مَتَى يَبْدَأُ وَقْتُ الظُّهْرِ؟ وَمَتَى يَنْتَهِي؟
مَتَى يَبْدَأُ وَقْتُ الْعَصْرِ؟ وَمَتَى يَنْتَهِي؟
مَتَى يَبْدَأُ وَقْتُ الْمَغْرِبِ؟ وَمَتَى يَنْتَهِي؟
مَتَى يَبْدَأُ وَقْتُ الْعِشَاءِ؟ وَمَتَى يَنْتَهِي؟
الدَّرْسُ التَّاسِعُ
شُرُوطُ صِحَّةِ الصَّلاَةِ
شُرُوطُ صِحَّةِ الصَّلاَةِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي يَجِبُ تَوَفُّرُهَا فِي الْمُصَلِّي قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي الصَّلاَةِ، وَمِنْهَا:
الإِسْلاَمُ: فَلاَ تَصِحُّ الصَّلاَةُ مِنْ كَافِرٍ.
وَالتَّمْيِيزُ: وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ وَصَلَ إِلَى سِنٍّ بِحَيْثُ يَفْهَمُ الْخِطَابَ وَيَرُدُّ الْجَوَابَ.
وَالْوُضُوءُ: أَيْ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ الشَّخْصُ مُتَوَضِّئًا وَإِلاَّ فَلاَ تَصِحُّ صَلاَتُهُ.
وَطَهَارَةُ ثِيَابِ الْمُصَلِّي وَجِسْمِهِ: وَالْمَكَانِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ مِنَ النَّجَاسَةِ الَّتِي لاَ يُعْفَى عَنْهَا.
وَسَتْرُ الْعَوْرَةِ: أَيْ أَنْ يَسْتُرَ الرَّجُلُ مِنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ. أَمَّا الْمَرْأَةُ الْحُرَّةُ فَعَلَيْهَا أَنْ تَسْتُرَ جَمِيعَ بَدَنِهَا مَا عَدَا وَجْهَهَا وَكَفَّيْهَا.
وَالْعِلْمُ بِدُخُولِ وَقْتِ الصَّلاَةِ: أَيْ أَنْ يَعْرِفَ الْمُصَلِّي أَنَّ وَقْتَ الصَّلاَةِ قَدْ دَخَلَ.
وَاسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ: أَيِ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ الَّتِي فِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ. فَالْمُصَلِّي الَّذِي يُخِلُّ بِشَرْطٍ مِنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ لاَ تَصِحُّ صَلاَتُهُ.
أَسْئِلَةٌ:
مَا هِيَ شُرُوطُ صِحَّةِ الصَّلاَةِ؟
عَدِّدْ شُرُوطَ صِحَّةِ الصَّلاَةِ.
مَا هُوَ التَّمْيِيزُ؟
هَلْ تَصِحُّ الصَّلاَةُ بِدُونِ وُضُوءٍ؟
هَلْ تَصِحُّ الصَّلاَةُ إِذَا كَانَ عَلَى ثِيَابِ الْمُصَلِّي نَجَاسَةٌ لاَ يُعْفَى عَنْهَا؟
مَا هِيَ عَوْرَةُ الرَّجُلِ؟ وَعَوْرَةُ الْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ؟
مَا مَعْنَى الْعِلْمِ بِدُخُولِ وَقْتِ الصَّلاَةِ.
مَا هِيَ الْقِبْلَةُ؟
مَنْ أَخَلَّ بِشَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ الصَّلاَةِ مَا حُكْمُ صَلاَتِهِ؟
الدَّرْسُ الْعَاشِرُ
أَرْكَانُ الصَّلاَةِ
الصَّلاَةُ لَهَا أَرْكَانٌ وَسُنَنٌ، فَالأَرْكَانُ لاَ تَصِحُّ الصَّلاَةُ بِدُونِهَا، وَأَمَّا السُّنَنُ إِذَا تَرَكَهَا الشَّخْصُ فَتَصِحُّ صَلاَتُهُ لَكِنْ يَفُوتُهُ ثَوَابُهَا.
وَأَرْكَانُ الصَّلاَةِ سَبْعَةَ عَشَرَ رُكْنًا هِيَ:
النِّيَّةُ: وَهِيَ أَنْ يَنْوِيَ بِقَلْبِهِ أَنَّهُ يُصَلِّي فَرْضَ الظُّهْرِ مَثَلاً مَعَ التَّكْبِيرِ، فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ: أُصَلِّي فَرْضَ الظُّهْرِ.
وَتَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ: وَهِيَ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى فِي الصَّلاَةِ فَيَقُولُ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ: »اللهُ أَكْبَرُ«.
وَالْقِيَامُ فِي الْفَرْضِ لِلْقَادِرِ: أَيْ أَنَّهُ يُشْتَرَطُ الْقِيَامُ فِي صَلاَةِ الْفَرْضِ لِلْقَادِرِ.
وَقِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ بِالْبَسْمَلَةِ وَالتَّشْدِيدَاتِ: وَتَجِبُ مُوَالاَتُهَا وَإِخْرَاجُ الْحُرُوفِ مِنْ مَخَارِجِهَا.
وَالرُّكُوعُ: بِأَنْ يَنْحَنِيَ بِحَيْثُ تَنَالُ رَاحَتَاهُ رُكْبَتَيْهِ.
وَالطُّمَأْنِينَةُ فِيهِ: بِقَدْرِ »سُبْحَانَ اللهِ« وَهِيَ سُكُونُ الأَعْضَاءِ دَفْعَةً وَاحِدَةً.
وَالاِعْتِدَالُ: بِأَنْ يَنْتَصِبَ بَعْدَ الرُّكُوعِ قَائِمًا.
وَالطُّمَأْنِينَةُ فِيهِ.
وَالسُّجُودُ مَرَّتَيْنِ: وَالسُّجُودُ يَكُونُ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ فَيَضَعُ شَيْئًا مِنَ الْجَبْهَةِ مَكْشُوفًا، وَشَيْئًا مِنَ الرُّكْبَتَيْنِ وَمِنْ بُطُونِ الْكَفَّيْنِ وَمِنْ بُطُونِ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ.
وَالطُّمَأْنِينَةُ فِيهِ.
وَالْجُلُوسُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
وَالطُّمَأْنِينَةُ فِيهِ.
وَالْجُلُوسُ الأَخِيرُ: أَيْ لِلتَّشَهُّدِ الأَخِيرِ وَمَا بَعْدَهُ.
وَالتَّشَهُّدُ الأَخِيرُ: وَأَقَلُّهُ التَّحِيَّاتُ لله سلاَمٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ سلاَمٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. وَأَكْمَلُهُ التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ.
وَالصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ: وَأَقَلُّهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ.
وَالسَّلاَمُ: وَأَقَلُّهُ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ.
وَالتَّرْتِيبُ: (أَيْ عَلَى مَا ذُكِرَ) فَلَوْ سَجَدَ قَبْلَ رُكُوعِهِ عَمْدًا بَطَلَتْ صَلاَتُهُ.
شَرْحُ بَعْضِ أَلْفَاظِ الصَّلاَةِ
اللهُ أَكْبَرُ: مَعْنَاهُ أَنَّ اللهَ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ قَدْرًا وَعَظَمَةً لاَ حَجْمًا، لأَِنَّ اللهَ مُنَزَّهٌ عَنِ الْحَجْمِ.
التَّحِيَّاتُ: مَعْنَاهُ مَا يُحَيِّي بِهِ الْعِبَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
الْمُبَارَكَاتُ: الأَعْمَالُ النَّامِيَةُ فِي الْخَيْرِ.
وَأَمَّا الصَّلَوَاتُ: فَهِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ.
وَأَمَّا الطَّيِّبَاتُ: فَمَعْنَاهَا الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ، أَيْ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ مِلْكٌ لِلَّهِ تَعَالَى.
وَأَمَّا السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ: فَمَعْنَاهُ السَّلاَمَةُ مِنَ الآفَاتِ.
سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى: مَعْنَاهُ أُنَزِّهُ رَبِّيَ الأَعْلَى أَيْ عُلُوَّ قَدْرٍ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ كَالْمَكَانِ وَالْجِهَةِ وَالْعَجْزِ وَالْجَهْلِ وَالتَّغَيُّرِ.
أَسْئِلَةٌ:
هَلْ تَصِحُّ الصَّلاَةُ بِدُونِ الأَرْكَانِ؟
كَمْ هِيَ أَرْكَانُ الصَّلاَةِ؟
عَدِّدْ أَرْكَانَ الصَّلاَةِ بِدُونِ شَرْحٍ.
مَا هِيَ النِّيَّةُ وَمَتَى يَنْوِي؟
مَا هِيَ تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ؟
هَلِ النِّيَّةُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ أَمْ لِسَانِيٌّ؟
هَلِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى بِالْقَلْبِ أَمْ بِاللِّسَانِ؟
مَا مَعْنَى الْقِيَامِ فِي الْفَرْضِ لِلْقَادِرِ؟
مَا هُوَ الرُّكُوعُ؟
مَا هِيَ الطُّمَأْنِينَةُ وَبِأَيِ قَدْرٍ تَجِبُ؟
مَا هُوَ الاِعْتِدَالُ؟
كَيْفَ يَكُونُ السُّجُودُ؟
مَا هُوَ أَقَلُّ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ؟
مَا هُوَ أَكْمَلُ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ؟
مَا هُوَ أَقَلُّ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ؟
مَا هُوَ أَقَلُّ السَّلاَمِ؟
مَا مَعْنَى التَّرْتِيبِ؟
الدَّرْسُ الْحَادِيَ عَشَرَ
سُنَنُ الصَّلاَةِ
سُنَنُ الصَّلاَةِ كَثِيرَةٌ، مَنْ تَرَكَهَا صَحَّتْ صَلاَتُهُ، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَهَا فَلَهُ ثَوَابٌ وَأَجْرٌ عِنْدَ اللهِ، فَيَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يُحَافِظَ عَلَيْهَا وَمِنْ هَذِهِ السُّنَنِ:
وَضْعُ الْيَدِ الْيُمْنَى عَلَى كُوعِ الْيُسْرَى فَوْقَ السُّرَّةِ وَتَحْتَ الصَّدْرِ.
وَقِرَاءَةُ دُعَاءِ الاِفْتِتَاحِ قَبْلَ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى.
وَقِرَاءَةُ سُورَةٍ قَصِيرَةٍ بَعْدَ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ (لِغَيْرِ الْمَأْمُومِ فِي الصَّلاَةِ الْجَهْرِيَةِ).
وَالتَّكْبِيرَاتُ (أَيْ قَوْلُ اللهُ أَكْبَرُ) عِنْدَ الاِنْتِقَالِ مِنْ رُكْنٍ فِعْلِيٍّ إِلَى رُكْنٍ ءَاخَرَ، إِلاَّ عِنْدَ الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ فَيَقُولُ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، أَمَّا تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ فَإِنَّهَا رُكْنٌ.
وَقَوْلُ »سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ« ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الرُّكُوعِ.
وَقَوْلُ »سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ« فِي الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ.
وَقَوْلُ »رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ« فِي الاِعْتِدَالِ.
وَقَوْلُ »سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى« ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السُّجُودِ.
وَقَوْلُ »اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي« فِي الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
وَالتَّشَهُّدُ الأَوَّلُ (أَيْ بَعْدَ إِتْمَامِ الرَّكَعْتَيْنِ الأَوَّلِيَيْنِ) فِي صَلاَةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
وَقِرَاءَةُ الصَّلاَةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ بِأَكْمَلِهَا بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ.
وَزِيَادَةُ »وَرَحْمَةُ اللهِ« فِي السَّلاَمِ، فَيَقُولُ: »السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ«.
وَالتَّسْلِيمَةُ الثَّانِيَةُ.
وَالاِلْتِفَاتُ إِلَى الْيَمِينِ فِي التَّسْلِيمَةِ الأُولَى وَإِلَى الْيَسَارِ فِي التَّسْلِيمَةِ الثَّانِيَةِ.
أَسْئِلَةٌ:
أَيْنَ يُسَنُّ وَضْعُ الْيَدِ الْيُمْنَى بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ؟
مَاذَا يُسَنُّ أَنْ نَقْرَأَ قَبْلَ الْفَاتِحَةِ؟
مَاذَا يُسَنُّ أَنْ نَقْرَأَ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ؟ وَفِي أَيِّ رَكْعَةٍ؟
مَاذَا يُسَنُّ عِنْدَ الاِنْتِقَالِ مِنْ رُكْنٍ إِلَى رُكْنٍ؟
مَاذَا يُسَنُّ أَنْ نَقُولَ فِي الرُّكُوعِ؟ وَفِي السُّجُودِ؟
مَاذَا يُسَنُّ أَنْ يُقَالَ فِي الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ؟ وَفِي الاِعْتِدَالِ؟
مَاذَا يُسَنُّ أَنْ يُقَالَ فِي الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ؟
مَاذَا يُسَنُّ أَنْ نَزِيدَ فِي السَّلاَمِ؟
أَيُّ التَّسْلِيمَتَيْنِ سُنَّةٌ؟ وَأَيُّ التَّشَهُّدَيْنِ سُنَّةٌ؟
إِلَى أَيِّ جِهَةٍ يُسَنُّ الاِلْتِفَاتُ فِي التَّسْلِيمَةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ؟
الدَّرْسُ الثَّانِيَ عَشَرَ
مُبْطِلاَتُ الصَّلاَةِ
هُنَاكَ أُمُورٌ تُبْطِلُ الصَّلاَةَ، لاَ بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهَا لاِجْتِنَابِهَا.
مِنْ هَذِهِ الْمُبْطِلاَتِ:
الْكَلاَمُ الْعَمْدُ: أَيْ إِذَا تَكَلَّمَ الْمُصَلِّي بِكَلاَمِ النَّاسِ بِحَرْفٍ مُفْهِمٍ أَوْ بِأَكْثَرَ عَامِدًا ذَاكِرًا أَنَّهُ فِي الصَّلاَةِ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ، أَمَّا ذِكْرُ اللهِ فَلاَ يُبْطِلُ الصَّلاَةَ.
وَالأَكْلُ وَالشُّرْبُ: فَإِذَا أَكَلَ الْمُصَلِّي أَوْ شَرِبَ عَامِدًا ذََاكِرًا أَنَّهُ فِي الصَّلاَةِ وَلَوْ كَانَ قَلِيلاً كَحَبَّةِ سِمْسِمٍ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ.
وَالأَفْعَالُ الْكَثِيرَةُ: فَمَنْ فَعَلَ أَفْعَالاً كَثِيرَةً كَأَنْ تَحَرَّكَ ثَلاَثَ حَرَكَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ فَإِنَّهُ تَبْطُلُ صَلاَتُهُ.
وَالْحَرَكَةُ الْمُفْرِطَةُ: كَالْوَثْبَةِ الْفَاحِشَةِ.
وَالْحَرَكَةُ الْوَاحِدَةُ لِلَّعِبِ: كَتَحْرِيكِ اللِّسَانِ أَوِ الْجَفْنِ بِقَصْدِ اللَّعِبِ.
وَزِيَادَةُ رُكْنٍ: كَأَنْ سَجَدَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الرَّكْعَةِ الْوَاحِدَةِ عَمْدًا.
وَتَغْيِيرُ النِّيَّةِ: فَإِذَا نَوَى قَطْعَ الصَّلاَةِ، أَوْ تَرَدَّدَ فِي قَطْعِهَا، أَوْ عَلَّقَ قَطْعَهَا عَلَى شَىْءٍ كَأَنْ قَالَ فِي نَفْسِهِ إِنْ قُرِعَ الْبَابُ أَقْطَعُ الصَّلاَةَ بَطَلَتْ فِي الْحَالِ.
وَالْحَدَثُ: كَخُرُوجِ الرِّيحِ.
أَسْئِلَةٌ:
عَدِّدْ بَعْضَ مُبْطِلاَتِ الصَّلاَةِ.
مَا مَعْنَى الْكَلاَمِ الْعَمْدِ؟
هَلْ ذِكْرُ اللهِ يُبْطِلُ الصَّلاَةَ؟
مَا حُكْمُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ وَلَوْ قَلِيلاً عَامِدًا ذَاكِرًا أَنَّهُ فِي الصَّلاَةِ؟
أَعْطِ مِثَالاً عَنِ الأَفْعَالِ الْكَثِيرَةِ.
أَعْطِ مِثَالاً عَنِ الْحَرَكَةِ الْمُفْرِطَةِ.
أَعْطِ مِثَالاً عَنِ الْحَرَكَةِ الْوَاحِدَةِ لِلَّعِبِ.
أَعْطِ مِثَالاً عَنْ زِيَادَةِ رُكْنٍ.
مَا مَعْنَى تَغْيِيرِ النِّيَّةِ؟
مَا مَعْنَى طُرُوءِ الْحَدَثِ؟
الدَّرْسُ الثَّالِثَ عَشَرَ
الصَّلاَةُ السِّرِيَّةُ وَالصَّلاَةُ الْجَهْرِيَةُ
الصَّلَوَاتُ الْجَهْرِيَةُ : الصُّبْحُ وَالْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ
وَيُجْهَرُ فِيهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأَوَّلِيَيْنِ فِي الْقِيَامِ فِي قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَالتَّأْمِينِ وَمَا بَعْدَهُمَا كَالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ، هَذَا لِلْمُنْفَرِدِ وَلِلإِمَامِ.
الصَّلاَتَانِ السِّرِيَّتَانِ الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ.
وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةٌ مِنْ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ يَقْضِيهَا، فَإِنْ كَانَتْ جَهْرِيَّةً قَضَاهَا فِي وَقْتِ صَلاَةٍ سِرِيَّةٍ يُسِرُّ بِهَا كَأَنْ قَضَى الصُّبْحَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ. أَمَّا إِنْ قَضَاهَا فِي وَقْتِ صَلاَةٍ جَهْرِيَةٍ جَهَرَ بِهَا كَأَنْ قَضَى الْمَغْرِبَ فِي وَقْتِ الْعِشَاءِ.
وَإِنْ قَضَى السِّرِيَّةَ فِي وَقْتِ الْجَهْرِيَّةِ يَجْهَرُكَأَنْ قَضَى الْعَصْرَ فِي وَقْتِ الْمَغْرِبِ.
فَائِدَةٌ: إِذَا سَمِعَ الْمَأْمُومُ الإِمَامَ فِي الصَّلاَةِ الْجَهْرِيَّةِ يَقْرَأُ:
﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [سُورَةَ التِّينِ/ ءَايَة 8]، يَقُولُ الْمَأْمُومُ: »بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ«. وَإِنْ كَانَ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ يَقُولُ: »بَلَى« ثُمَّ يُكْمِلُ الْفَاتِحَةَ، وَإِذَا انْتَهَى الإِمَامُ مِنْ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ يَقُولُ الْمَأْمُومُ: »ءَامِين« مَعَ الإِمَامِ. وَإِذَا سَمِعَ ءَايَةً فِيهَا اسْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ كَأَنْ يَقُولَ:
»اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ«.
أَمَّا لَوْ سَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلاَ يَقُولُ لَهُ: »وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ«. فَإِنْ قَالَ لَهُ ذَلِكَ فَسَدَتْ صَلاَتُهُ، وَكَذَلِكَ إِذَا قَالَ لِلْعَاطِسِ: »يَرْحَمُكَ اللهُ«.
أَسْئِلَةٌ:
مَا هِيَ الصَّلَوَاتُ الْجَهْرِيَةُ بَيْنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؟
بِمَ يَجْهَرُ الْمُنْفَرِدُ فِي الصَّلاَةِ الْجَهْرِيَّةِ؟
مَا هِيَ الصَّلَوَاتُ السِّرِيَّةُ بَيْنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؟
مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةٌ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَاذَا يَفْعَلُ؟
مَنْ قَضَى الصَّلاَةَ الْجَهْرِيَّةَ فِي وَقْتِ الصَّلاَةِ السِّرِيَّةِ هَلْ يَجْهَرُ أَمْ يُسِرُّ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
مَنْ قَضَى الصَّلاَةَ السِّرِيَّةَ فِي وَقْتِ الصَّلاَةِ الْجَهْرِيَّةِ هَلْ يَجْهَرُ أَمْ يُسِرُّ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
الدَّرْسُ الرَّابِعَ عَشَرَ
صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ
يُصَلِّي الْمُسْلِمُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْمَسَاجِدِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ جَمَاعَةً، وَلِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ أُمُورٌ يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا مِنْهَا:
أَنْ يَقِفَ الْمُصَلِّي خَلْفَ الإِمَامِ وَلاَ يُكَبِّرُ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ يُكَبِّرَ الإِمَامُ.
أَنْ يَنْوِيَ الصَّلاَةَ جَمَاعَةً فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ مَثَلاً: أُصَلِّي فَرْضَ الظُّهْرِ جَمَاعَةً.
وَإِنْ كَانَ فِي صَلاَةٍ سِرِيَّةٍ، يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ وَالسُّورَةَ بَعْدَهَا سِرًّا، وَأَمَّا فِي الصَّلاَةِ الْجَهْرِيَّةِ، فَيَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ فَقَطْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجْهَرَ وَيَسْتَمِعُ لِقِرَاءَةِ الإِمَامِ. أَمَّا الإِمَامُ فَيَجْهَرُ بِالْفَاتِحَةِ وَالتَّأْمِينِ وَالسُّورَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأَوَّلِيَيْنِ وَبِكُلِّ التَّكْبِيرَاتِ وَبِقَوْلِ: »سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ«.
أَنْ يَقُولَ »ءَامِين« مَعَ الإِمَامِ بَعْدَ أَنْ يَقْرَأَ الإِمَامُ ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ﴾ [سُورَةَ الْفَاتِحَةِ/ ءَايَة 7].
أَنْ يَتْبَعَ الإِمَامَ وَلاَ يَسْبِقَهُ، فَيَرْكَعَ بَعْدَ رُكُوعِ الإِمَامِ وَيَعْتَدِلَ بَعْدَ اعْتِدَالِهِ وَيَسْجُدَ بَعْدَ سُجُودِهِ.
وَإِذَا صَلَّى مُقْتَدِيًا وَلاَ مَأْمُومَ سِوَاهُ يَقِفُ إِلَى يَمِينِ الإِمَامِ مُتَأَخِّرًا عَنْهُ قَلِيلاً، ثُمَّ إِذَا جَاءَ ثَالِثٌ رَجَعَ إِلَى خَلْفِ الإِمَامِ وَوَقَفَ مَعَ الْقَادِمِ فِي صَفٍّ وَاحِدٍ.
أَنْ لاَ يُسَلِّمَ الْمَأْمُومُ قَبْلَ الإِمَامِ فَإِنَّهُ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ.
أَسْئِلَةٌ:
أَيْنَ يَقِفُ الْمُصَلِّي خَلْفَ الإِمَامِ؟ وَمَتَى يُكَبِّرُ؟
مَاذَا يَنْوِي مَنْ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ خَلْفَ إِمَامٍ؟
مَتَى يَقُولُ الْمَأْمُومُ ءَامِين؟
مَتَى يَرْكَعُ الْمَأْمُومُ وَمَتَى يَعْتَدِلُ؟
مَتَى يُسَلِّمُ الْمَأْمُومُ؟ وَمَا حُكْمُ صَلاَتِهِ إِنْ سَلَّمَ عَمْدًا قَبْلَ الإِمَامِ؟
الدَّرْسُ الْخَامِسَ عَشَرَ
صَلاَةُ الْجُمُعَةِ
صَلاَةُ الْجُمُعَةِ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى الذُّكُورِ الأَحْرَارِ الْبَالِغِينَ الْعَاقِلِينَ الْمُقِيمِينَ غَيْرِ الْمَعْذُورِينَ، إِذَا كَانُوا أَرْبَعِينَ مُسْتَوْطِنِينَ فِي أَبْنِيَةٍ، فَلَوْ نَقَصُوا عَنِ الأَرْبَعِينَ أَوْ كَانُوا مُقِيمِينَ فِي الْخِيَامِ لَمْ تَجِبْ عَلَيْهِمْ فِي مَكَانِهِمْ. وَمِنَ الْعُذْرِ الشَّرْعِيِّ أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُ مَرِيضًا مَرَضًا شَدِيدًا يَشُقُّ عَلَيْهِ مَعَهُ الذَّهَابُ إِلَى مَكَانِ الْجُمُعَةِ.
وَصَلاَةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ بَدَلَ صَلاَةِ الظُّهْرِ، يَجْهَرُ الإِمَامُ فِيهِمَا وَيُشْتَرَطُ فِيهَا:
أَنْ تُصَلَّى بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الظُّهْرِ.
وَأَنْ يَسْبِقَهَا خُطْبَتَانِ بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الظُّهْرِ يَسْمَعُهُمَا الأَرْبَعُونَ.
وَأَنْ تُصَلَّى جَمَاعَةً بِالأَرْبَعِينَ، فَلَوْ نَقَصَ الأَرْبَعُونَ وَاحِدًا لَمْ يُصَلُّوا الْجُمُعَةَ، بَلِ الظُّهْرَ.
وَأَنْ تُقَامَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ فِي الْبَلَدِ الْوَاحِدِ، إِلاَّ إِذَا عَسُرَ اجْتِمَاعُ النَّاسِ فَيَجُوزُ التَّعَدُّدُ بِمِقْدَارِ الْحَاجَةِ.
وَأَرْكَانُ الْخُطْبَتَيْنِ:
حَمْدُ اللهِ.
وَالصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ.
وَالْوَصِيَّةُ بِالتَّقْوَى، كَأَنْ يَقُولَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَيَأْتِي الْخَطِيبُ بِهَذِهِ الأَرْكَانِ الثَّلاَثَةِ فِي الْخُطْبَتَيْنِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ.
وَءَايَةٌ مُفْهِمَةٌ فِي إِحْدَاهُمَا وَلَوْ كَانَتْ قَصِيرَةً كَآيَةِ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. وَالأَفْضَلُ أَنْ تَكُونَ فِي الْخُطْبَةِ الأُولَى.
وَالدُّعَاءُ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الثَّانِيَةِ.
وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ صَلَّى الظُّهْرَ لأَِنَّ الْجُمُعَةَ لاَ تُصَلَّى قَضَاءً جُمُعَةً.
أَسْئِلَةٌ:
عَلَى مَنْ تَجِبُ الْجُمُعَةُ؟
كَمْ رَكْعَةً صَلاَةُ الْجُمُعَةِ؟
عَدِّدْ بَعْضَ شُرُوطِ الْجُمُعَةِ.
مَا هِيَ أَرْكَانُ الْخُطْبَتَيْنِ؟
مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةُ الْجُمُعَةِ مَاذَا يَفْعَلُ؟ لِمَاذَا؟
الدَّرْسُ السَّادِسَ عَشَرَ
صَلاَةُ الْمَسْبُوقِ
حَثَّنَا الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ، وَبَيَّنَ فَضْلَهَا عَلَى صَلاَةِ الْمُنْفَرِدِ فَقَالَ: »صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].
مَنْ هُوَ الْمَسْبُوقُ؟
الْمَسْبُوقُ هُوَ الَّذِي دَخَلَ فِي صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ بَعْدَ أَنْ بَدَأَ الإِمَامُ بِهَا بِحَيْثُ لَمْ يُدْرِكْ قَدْرَ الْفَاتِحَةِ مِنْ قِيَامِ الإِمَامِ، أَوْ كَانَ الإِمَامُ فِي رُكْنٍ ءَاخَرَ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلاَةِ كَالرُّكُوعِ أَوِ الاِعْتِدَالِ أَوِ السُّجُودِ أَوِ التَّشَهُّدِ مَثَلاً.
وَتُدْرَكُ فَضِيلَةُ الْجَمَاعَةِ بِإِدْرَاكِ جُزْءٍ مِنَ الصَّلاَةِ مَعَ الإِمَامِ.
مَاذَا يَفْعَلُ الْمَسْبُوقُ؟
يَدْخُلُ الْمَسْبُوقُ فِي الصَّلاَةِ بِتَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ مَعَ النِّيَّةِ وَيُتَابِعُ الإِمَامَ فِيمَا هُوَ فِيهِ:
فَإِذَا كَانَ الإِمَامُ فِي ءَاخِرِ الْفَاتِحَةِ يَبْدَأُ الْمَأْمُومُ بِالْقِرَاءَةِ، فَإِذَا نَزَلَ الإِمَامُ لِلرُّكُوعِ يَقْطَعُ الْقِرَاءَةَ وَيَرْكَعُ مَعَهُ وَتَسْقُطُ عَنْهُ بَقِيَّةُ الْفَاتِحَةِ.
وَإِذَا كَانَ الإِمَامُ فِي الرُّكُوعِ، يَرْكَعُ الْمَأْمُومُ، فَإِنِ اطْمَأَنَّ رَاكِعًا قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ الإِمَامُ تُحْسَبُ لَهُ الرَّكْعَةُ وَإِنْ لَمْ يَطْمَئِنْ يَأْتِي بِرَكْعَةٍ بَعْدَ سَلاَمِ الإِمَامِ.
أَمَّا إِذَا كَانَ الإِمَامُ فِي مَا بَعْدَ الرُّكُوعِ، فِي الاِعْتِدَالِ أَوِ السُّجُودِ أَوِ الْجُلُوسِ، فَالْمَأْمُومُ يُتَابِعُهُ وَلاَ تُحْسَبُ لَهُ هَذِهِ الرَّكْعَةُ، بَلْ يَأْتِي بِرَكْعَةٍ بَعْدَ سَلاَمِ الإِمَامِ.
وَإِنْ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ وَالإِمَامُ فِي التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ تَابَعَهُ، وَبَعْدَ أَنْ يُسَلِّمَ الإِمَامُ يَقُومُ وَيَأْتِي بِكُلِّ رَكَعَاتِ الصَّلاَةِ.
تَنْبِيهٌ: تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ تُقَالُ فِي حَالِ الْوُقُوفِ وَلَوْ كَانَ الشَّخْصُ يُرِيدُ إِدْرَاكَ الصَّلاَةِ مَعَ مُصَلٍّ رَاكِعٍ مَثَلاً.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ يُبَيِّنُ فَضْلَ صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ.
مَنْ هُوَ الْمَسْبُوقُ؟
بِمَ تُدْرَكُ فَضِيلَةُ الْجَمَاعَةِ؟
مَاذَا يَفْعَلُ الْمَسْبُوقُ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ وَكَانَ الإِمَامُ فِي ءَاخِرِ الْفَاتِحَةِ؟
مَاذَا يَفْعَلُ الْمَسْبُوقُ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ وَكَانَ الإِمَامُ فِي الرُّكُوعِ؟
مَاذَا يَفْعَلُ الْمَسْبُوقُ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ وَالإِمَامُ فِي الاِعْتِدَالِ أَوِ السُّجُودِ؟
مَاذَا يَفْعَلُ الْمَسْبُوقُ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ وَالإِمَامُ فِي الْجُلُوسِ لِلتَّشَهُّدِ الأَخِيرِ؟
الدَّرْسُ السَّابِعَ عَشَرَ
قَضَاءُ الصَّلَوَاتِ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »مَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
فَمَنْ كَانَ نَائِمًا وَقْتَ الصَّلاَةِ، وَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلاَّ بَعْدَ انْتِهَاءِ وَقْتِهَا فَإِنَّهُ يَقْضِي تِلْكَ الصَّلاَةَ وَإِذَا نَسِيَ الْمُسْلِمُ أَدَاءَ الصَّلاَةِ وَلَمْ يَتَذَكَّرْهَا إِلاَّ بَعْدَ انْتِهَاءِ الْوَقْتِ فَإِنَّهُ يَقْضِيهَا وَأَمَّا مَنْ فَاتَتْهُ صَلَوَاتٌ كَثِيرَةٌ لاَ يَعْلَمُ عَدَدَهَا بِالضَّبْطِ فَإِنَّهُ يَبْدَأُ بِقَضَاءِ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ حَتَّى يَغْلِبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ قَضَاهَا كُلَّهَا.
وَلاَ يُهْمِلُ الْمُسْلِمُ الْكَامِلُ قَضَاءَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الصَّلَوَاتِ وَيُسْرِعُ فِي قَضَائِهَا وَلاَ يَتَقَاعَسُ عَنِ الْقَضَاءِ لِيَشْتَغِلَ بِأُمُورِ الْمَالِ وَالأَوْلاَدِ وَالتِّجَارَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَيُسَنُّ تَرْتِيبُ قَضَاءِ الصَّلَوَاتِ الْفَائِتَةِ فَيَقْضِي الصُّبْحَ ثُمَّ الظُّهْرَ وَهَكَذَا.
فَمَنْ مَاتَ وَلَمْ يُتِمَّ قَضَاءَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الصَّلَوَاتِ وَكَانَ قَدْ بَاشَرَ بِقَضَائِهَا بِهِمَّةٍ وَفِي نِيَّتِهِ أَنْ يُكْمِلَهَا فَاللهُ لاَ يُعَذِّبُهُ عَلَيْهَا إِذَا لَمْ يَتَكَاسَلْ.
وَلاَ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي حَالِ الْحَيْضِ أَوِ النِّفَاسِ، وَلاَ يَجِبُ عَلَيْهَا قَضَاءُ مَا فَاتَهَا مِنْ صَلاَةٍ أَثْنَاءَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ إِنَّمَا يَلْزَمُهَا قَضَاءُ مَا فَاتَهَا مِنَ الصِّيَامِ أَثْنَاءَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ.
أَسْئِلَةٌ:
مَا الدَّلِيلُ عَلَى لُزُومِ قَضَاءِ الصَّلَوَاتِ الْفَائِتَةِ؟ أُذْكُرِ الْحَدِيثَ.
مَنْ كَانَ نَائِمًا وَقْتَ الصَّلاَةِ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ مَاذَا يَفْعَلُ؟
مَنْ نَسِيَ أَدَاءَ الصَّلاَةِ مَاذَا يَفْعَلُ؟
مَاذَا يَفْعَلُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَوَاتٌ كَثِيرَةٌ لاَ يَعْلَمُ عَدَدَهَا؟
مَنْ كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ مَثَلاً بِأَيِّهِمَا يَبْدَأُ؟
فِي أَيِّ حَالٍ لاَ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ؟ وَهَلْ يَجِبُ عَلَيْهَا الْقَضَاءُ؟
الدَّرْسُ الثَّامِنَ عَشَرَ
صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمَبَارَكِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [سُورَةَ الْبَقَرَةِ/ ءَايَة 185].
شَهْرُ الصِّيَامِ:
الصِّيَامُ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ فَرَضَهَا اللهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِيَقُومُوا بِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ كُلِّ عَامٍ، وَفِيهَا الثَّوَابُ الْجَزِيلُ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
مَعْنَى الصِّيَامِ:
وَالصِّيَامُ هُوَ الاِمْتِنَاعُ عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَسَائِرِ الْمُفَطِّرَاتِ مَعَ النِّيَّةِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ: »نَوَيْتُ صِيَامَ يَوْمِ غَدٍ عَنْ أَدَاءِ فَرْضِ رَمَضَانَ هَذِهِ السَّنَةِ إيِمَانًا وَاحْتِسَابًا للهِ تَعَالَى«.
مُفْسِدَاتُ الصِّيَامِ:
هُنَاكَ أُمُورٌ تُفْسِدُ الصِّيَامَ مِنْهَا:
الأَكْلُ وَالشُّرْبُ وَلَوْ قَلِيلاً، إِذَا كَانَ ذَاكِرًا أَنَّهُ فِي الصِّيَامِ، أَمَّا مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا لَمْ يُفْطِرْ وَلَوْ كَانَ صَائِمًا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
وَإِذَا أَخْرَجَ الصَّائِمُ الْقَىْءَ عَمْدًا بِإِصْبَعِهِ مَثَلاً أَفْطَرَ، وَأَمَّا إِنْ غَلَبَهُ الْقَىْءُ فَلاَ يُفْطِرُ.
وَالْقَطْرَةُ فِي الأُذُنِ وَالأَنْفِ تُفَطِّرُ إِذَا وَصَلَ الْمَقْطُورُ إِلَى الْجَوْفِ، أَمَّا الْقَطْرَةُ فِي الْعَيْنِ فَلاَ تُفَطِّرُ.
هُنَاكَ حَالاَتٌ يَجُوزُ فِيهَا الْفِطْرُ مِنْهَا:
الْمَرِيضُ مَرَضًا يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ مَعَهُ الضَّرَرَ مِنَ الصَّوْمِ.
وَالْمُسَافِرُ سَفَرًا طَوِيلاً كَالَّذِي يُسَافِرُ مِنْ بَيْرُوتَ إِلَى دِمْشَقَ.
وَلاَ يَجُوزُ لِلْحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ الصَّوْمُ، وَعَلَيْهِمَا الْقَضَاءُ بَعْدَ انْتِهَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ فِي الأَمْرِ بِصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ.
مَا هُوَ الصِّيَامُ؟
مَا هُوَ وَقْتُ الصِّيَامِ؟
مَا هُوَ كَمَالُ النِّيَّةِ فِي الصَّوْمِ؟
عَدِّدْ بَعْضَ مَا يُفْسِدُ الصِّيَامَ.
مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا هَلْ يُفْسِدُ صِيَامَهُ، وَلِمَاذَا؟
مَا الْحُكْمُ إِذَا غَلَبَهُ الْقَىْءُ؟
مَا حُكْمُ الْقَطْرَةِ فِي الأُذُنِ وَالأَنْفِ وَالْعَيْنِ؟
مَنْ يَجُوزُ لَهُ الْفِطْرُ فِي رَمَضَانَ؟
مَاذَا تَفْعَلُ الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ وَقْتَ الصِّيَامِ؟ وَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهِمَا؟
الدَّرْسُ التَّاسِعَ عَشَرَ
الزَّكَاةُ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ﴾ [سُورَةَ النُّورِ/ ءَايَة 56].
فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَدْفَعَ قِسْمًا مَعْلُومًا مِنْ مَالِهِ إِذَا وَجَبَتْ فِيهِ الزَّكَاةُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي الآيَةِ الْكَريِمَةِ:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [سُورَةَ التَّوْبَةِ/ ءَايَة 60].
الْفُقَرَاءُ: هُمُ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِصْفَ كِفَايَتِهِمُ الضَّرُورِيَّةِ.
وَالْمَسَاكِينُ: هُمُ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ كُلَّ كِفَايَتِهِمُ الضَّرُورِيَّةِ وَلَكِنْ يَجِدُونَ نِصْفَهَا أَوْ أَكْثَرَ.
وَالْعَامِلُونَ عَلَيْهَا: هُمُ الَّذِينَ يَجْمَعُونَ الزَّكَاةَ لِلْخَلِيفَةِ بِدُونِ رَاتِبٍ.
وَالْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ: هُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا حَدِيثًا وَيُرْجَى بِإِعْطَائِهِمْ مِنَ الزَّكَاةِ إِسْلاَمُ نُظَرَائِهِمْ.
وَفِي الرِّقَابِ: هُمُ الْعَبِيدُ الَّذِينَ شَرَطَ عَلَيْهِمْ أَسْيَادُهُمْ قَدْرًا مِنَ الْمَالِ لِيَتَحَرَّرُوا.
وَالْغَارِمُونَ: هُمُ الْمَدِينُونَ الْعَاجِزُونَ عَنْ وَفَاءِ دُيُونِهِمْ غَيْرِ الْمُحَرَّمَةِ.
وَفِي سَبِيلِ اللهِ: هُمُ الْغُزَاةُ الْمُتَطَوِّعُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ.
وَابْنُ السَّبِيلِ: هُوَ الْمُسَافِرُ الَّذِي مَرَّ بِبَلَدِ الزَّكَاةِ وَلَيْسَ مَعَهُ مَا يَرُدُّهُ إِلَى بَلَدِهِ.
زَكَاةُ الْفِطْرِ:
كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُكَلَّفٍ أَنْ يَدْفَعَ زَكَاةَ الْفِطْرِ فِي رَمَضَانَ أَوْ يَوْمِ الْعِيدِ عَنْ نَفْسِهِ وَزَوْجَتِهِ وَأَوْلاَدِهِ الصِّغَارِ وَوَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا فَقِيرَيْنِ.
وَيَدْفَعُ عَنْ كُلِّ نَفْسٍ صَاعًا مِنْ غَالِبِ قُوتِ الْبَلَدِ كَالْقَمْحِ لِمُسْلِمٍ فَقِيرٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ مُسْتَحِقِّي الزَّكَاةِ وَالصَّاعُ يُسَاوِي أَرْبَعَ حَفَنَاتٍ بِالْيَدَيْنِ الْمُعْتَدِلَتَيْنِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ فِيهَا الأَمْرُ بِدَفْعِ الزَّكَاةِ.
اذْكُرِ الآيَةَ الْقُرْءَانِيَةَ الَّتِي تُبَيِّنُ الأَصْنَافَ الْمُسْتَحِقِّينَ لِلزَّكَاةِ.
مَنْ هُمُ الْفُقَرَاءُ؟
مَنْ هُمُ الْمَسَاكِينُ؟
مَنْ هُمُ الْعَامِلُونَ عَلَيْهَا؟
مَنْ هُمُ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ؟
مَا مَعْنَى وَفِي الرِّقَابِ؟
مَنْ هُمُ الْغَارِمُونَ؟
مَا مَعْنَى وَفِي سَبِيلِ اللهِ؟
مَنْ هُوَ ابْنُ السَّبِيلِ؟
مَا هُوَ مِقْدَارُ زَكَاةِ الْفِطْرِ؟
كَمْ يُسَاوِي الصَّاعُ؟
فَصْلُ الأَخْلاَقِ الإِسْلاَمِيَّةِ
الدَّرْسُ الأَوَّلُ
الرِّيَاءُ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ« قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: »الرِّيَاءُ« [رَوَاهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ].
الرِّيَاءُ هُوَ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ طَلَبًا لِمَحْمَدَةِ النَّاسِ أَيْ لِيَمْدَحُوهُ، وَهُوَ عَكْسُ الإِخْلاَصِ، وَالإِخْلاَصُ هُوَ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ طَلَبًا لِرِضَا اللهِ وَحْدَهُ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمُ: »إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ« – [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ] – أَيْ أَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لاَ بُدَّ فِيهِ مِنْ نِيَّةٍ صَحِيحَةٍ خَالِصَةٍ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى لِيَكُونَ مَقْبُولاً، فَالْمُسْلِمُ الْبَالِغُ إِذَا صَلَّى لِيَذْكُرَهُ النَّاسُ بِالْمَدْحِ، أَوْ لِيَقُولُوا عَنْهُ فُلاَنٌ مُصَلٍّ، فُلاَنٌ تَقِيٌّ، فَإِنَّهُ يَسْقُطُ عَنْهُ الْفَرْضُ وَلَكِنَّهُ يَكُونُ وَقَعَ فِي مَعْصِيَةِ الرِّيَاءِ وَلاَ ثَوَابَ لَهُ فِي صَلاَتِهِ.
كَذَلِكَ إِذَا صَامَ وَكَانَ قَصْدُهُ مِنْ صِيَامِهِ أَنْ يَقُولَ عَنْهُ النَّاسُ: »إِنَّهُ زَاهِدٌ عَابِدٌ«، فَهَذَا يَكُونُ مُرَائِيًا فِي صَوْمِهِ، فَيَسْقُطُ عَنْهُ الْفَرْضُ وَلَكِنَّهُ يَكُونُ قَدْ وَقَعَ فِي الْمَعْصِيَةِ وَلاَ ثَوَابَ لَهُ فِي صِيَامِهِ.
كَذَلِكَ كُلُّ عَمَلٍ فِيهِ طَاعَةٌ إِذَا فَعَلَهُ الإِنْسَانُ وَكَانَ قَصْدُهُ أَنْ يَمْدَحَهُ النَّاسُ، يَقَعُ صَاحِبُهُ فِي مَعْصِيَةٍ كَبِيرَةٍ وَهِيَ الرِّيَاءُ وَلاَ ثَوَابَ لَهُ فِي هَذَا الْعَمَلِ.
فَالْمُسْلِمُ إِذَا فَعَلَ الطَّاعَةَ مِنْ صَلاَةٍ أَوْ صِيَامٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَقْصِدَ بِهَا رِضَا اللهِ وَحْدَهُ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ.
مَا هُوَ الرِّيَاءُ؟
مَا هُوَ الإِخْلاَصُ؟
اذْكُرْ حَدِيثًا فِي الْحَثِّ عَلَى الإِخْلاَصِ. وَمَنْ رَوَاهُ؟
اذْكُرْ حَدِيثًا فِي الْحَثِّ عَلَى الإِخْلاَصِ. وَمَنْ رَوَاهُ؟
مَا مَعْنَى الْحَدِيثِ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ؟
الْمُسْلِمُ الْبَالِغُ إِذَا صَلَّى وَصَامَ لِيَمْدَحَهُ النَّاسُ مَاذَا عَلَيْهِ؟
وَمَاذَا تُسَمَّى مَعْصِيَتُهُ؟ هَلْ صَحَّ عَمَلُهُ؟
مَاذَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَقْصِدَ بِعَمَلِهِ الصَّالِحِ؟
الدَّرْسُ الثَّانِي
الْغِيبَةُ وَالْبُهْتَانُ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟« قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: »ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ« قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ. قَالَ: »إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ« [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
عَرَّفَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَعْصِيَتَيْنِ مِنْ مَعَاصِي اللِّسَانِ هُمَا: الْغِيبَةُ وَالْبُهْتَانُ.
فَالْغِيبَةُ هِيَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ بِمَا يَكْرَهُ مَمَّا فِيهِ فِي خَلْفِهِ، فَمَثَلاً لَوْ قَالَ مُسْلِمٌ فِي مُسْلِمٍ ءَاخَرَ: »فُلاَنٌ أَعْوَرُ«، وَهُوَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُقَالَ عَنْهُ أَعْوَرُ فَيَكُونُ الْقَائِلُ قَدْ وَقَعَ فِي الْغِيبَةِ الْمُحَرَّمَةِ.
وَأَمَّا الْبُهْتَانُ فَهُوَ أَنْ تَذْكُرَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ فِي خَلْفِهِ بِمَا يَكْرَهُ بِشَىْءٍ لَيْسَ فِيهِ فَمَثَلاً لَوْ قَالَ مُسْلِمٌ عَنْ مُسْلِمٍ ءَاخَرَ فِي غَيْبَتِهِ: »فُلاَنٌ كَذَّابٌ«، وَهُوَ لَيْسَ بِكَذَّابٍ فَقَدْ وَقَعَ الْقَائِلُ فِي الْبُهْتَانِ، وَهُوَ أَشَدُّ مَعْصِيَةً مِنَ الْغِيبَةِ.
فَالْمُسْلِمُ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُؤْذِيَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خُلُقُهُ حَسَنًا، وَإِذَا وَجَدَ عَيْبًا فِي أَخِيهِ يَسْتُرُهُ وَلاَ يَفْضَحُهُ بَيْنَ النَّاسِ.
فَالْغِيبَةُ وَالْبُهْتَانُ يُؤَدِّيَانِ إِلَى الشِّجَارِ وَالْخُصُومَاتِ بَيْنَ الأَحْبَابِ وَالأَصْدِقَاءِ فَتَجَنَّبْ أَنْ تَقَعَ فِي الْغِيبَةِ وَالْبُهْتَانِ.
أَمَّا الْكَلاَمُ فِي الشَّخْصِ بِمَا فِيهِ لِيَحْذَرَهُ النَّاسُ كَالتَّحْذِيرِ مِنَ الَّذِي يَغُشُّ النَّاسَ فِي الطَّعَامِ أَوْ يَغُشُّ النَّاسَ فِي أَمْرِ الدِّينِ فَهَذَا جَائِزٌ بِالإِجْمَاعِ بَلْ هُوَ وَاجِبٌ لأَِنَّهُ مِنْ بَابِ إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ الْوَاجِبِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْغِيبَةِ وَالْبُهْتَانِ.
مَا هِيَ الْغِيبَةُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
مَا هُوَ الْبُهْتَانُ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
أَيُّهُمَا أَشَدُّ مَعْصِيَةً الْغِيبَةُ أَمِ الْبُهْتَانُ؟
مَا حُكْمُ ذِكْرِ الشَّخْصِ الَّذِي يَغُشُّ النَّاسَ فِي دُنْيَاهُمْ أَوْ فِي دِينِهِمْ؟
الدَّرْسُ الثَّالِثُ
الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].
فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ حَثَّنَا الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى قَوْلِ الصِّدْقِ وَحَذَّرَنَا مِنْ قَوْلِ الْكَذِبِ، وَالْكَذِبُ هُوَ الْكَلاَمُ بِخِلاَفِ الْوَاقِعِ وَهُوَ حَرَامٌ فِي الْجِدِّ وَالْمِزَاحِ.
فَالْمُسْلِمُ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ بِخِلاَفِ الْحَقِيقَةِ وَهُوَ يَعْلَمُ ذَلِكَ، فَقَدْ وَقَعَ فِي مَعْصِيَةِ الْكَذِبِ، مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ شَخْصٌ: »أَنَا ضَرَبْتُ فُلاَنًا« وَهُوَ لَمْ يَضْرِبْهُ.
وَالْكَذِبُ إِذَا كَانَ يُؤَدِّي إِلَى إِيذَاءِ مُسْلِمٍ وَإِيقَاعِ الضَّرَرِ بِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ مَعْصِيَةً كَبِيرَةً، فَيَنْبَغِي أَنْ تُعَوِّدَ لِسَانَكَ عَلَى قَوْلِ الصِّدْقِ وَأَنْ تَجْتَنِبَ الْكَذِبَ، فَالْكَذِبُ عَادَةٌ شَنِيعَةٌ قَبِيحَةًٌ، فَكَمْ مِنْ أُنَاسٍ تَعَوَّدُوا الْكَذِبَ حَتَّى عَدَّهُمُ النَّاسُ كَذَّابِينَ فَصَارُوا غَيْرَ مَوْثُوقِينَ عِنْدَ النَّاسِ.
وَتَذَكَّرْ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لَمْ يَكْذِبْ فِي حَيَاتِهِ قَطُّ، حَتَّى سَمَّاهُ قَوْمُهُ »الصَّادِقُ الأَمِينُ«. وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَكْذِبُونَ قَطُّ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ فِي الْحَثِّ عَلَى الصِّدْقِ وَالتَّحْذِيرِ مِنَ الْكَذِبِ.
مَا هُوَ الْكَذِبُ؟ وَمَا حُكْمُهُ؟
مَا حُكْمُ الْكَذِبِ إِذَا كَانَ يُؤَدِّي إِلَى إِيذَاءِ مُسْلِمٍ؟
بِمَ اشْتَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قَوْمِهِ؟
الدَّرْسُ الرَّابِعُ
السَّرِقَةُ وَالأَمَانَةُ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءَ بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ﴾ [سُورَةَ الْمَائِدَةِ/ ءَايَة 38].
السَّرِقَةُ هِيَ أَخْذُ مَالِ الْغَيْرِ خُفْيَةً بِدُونِ رِضَاهُ وَهِيَ حَرَامٌ وَمَرَضٌ اجْتِمَاعِيٌّ خَطِيرٌ.
فَالْمُسْلِمُ إِذَا أَخَذَ مَالَ غَيْرِهِ عَلَى وَجْهٍ لاَ يَحِلُّ لَهُ بِالسَّرِقَةِ يَكُونُ قَدْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِي ذَنْبٍ مِنَ الذُّنُوبِ، لأَِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِ الْغَيْرِ بِدُونِ رِضَاهُ بِلاَ حَقٍّ.
وَالإِنْسَانُ قَدْ تُحَدِّثُهُ نَفْسُهُ إِذَا رَأَى مَالَ غَيْرِهِ أَنْ يَأْخُذَ جُزْءًا مِنْهُ، فَيَقُولَ فِي نَفْسِهِ مَثَلاً: ءَاخُذُ جُزْءًا يَسِيرًا فَقَطْ، إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْمَالِ غَنِيٌّ لَنْ يُؤَثِّرَ عَلَيْهِ فُقْدَانُ هَذَا الْمَالِ، أَوْ يَقُولُ: إِنَّ صُنْدُوقَ الْمَالِ مَفْتُوحٌ أَمَامِي ءَاخُذُ مِنْهُ مَا أَشَاءُ لَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ بِذَلِكَ، أَوْ يَقُولُ: رِفَاقِي يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ الْجَدِيدَةَ، لِمَاذَا لاَ أَسْرُقُ لأَِشْتَرِيَ ثِيَابًا كَثِيَابِهِمْ وَأَحْذِيَةً كَأَحْذِيَتِهِمْ.
فَلْيُرَاقِبِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَلْيَحْذَرْ وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُوقِعَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ وَظُلْمِ الْغَيْرِ وَأَخْذِ مَالِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَقَدْ يَجُرُّهُ ذَلِكَ إِلَى الْفَضِيحَةِ وَالسِّجْنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَضْلاً عَنِ الْعَذَابِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ فِي الآخِرَةِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ تَدُلُّ عَلَى تَحْريِمِ السَّرِقَةِ.
مَا هِيَ السَّرِقَةُ؟
مَا حُكْمُ أَخْذِ مَالِ الْغَيْرِ بِدُونِ رِضَاهُ؟
إِذَا كَانَ الإِنْسَانُ لاَ يَتَّقِي اللهَ إِلَى مَاذَا قَدْ تُحَدِّثُهُ نَفْسُهُ إِذَا رَأَى مَالَ غَيْرِهِ.
مَنْ أَخَذَ مَالَ غَيْرِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْ ظَلَمَ غَيْرَهُ إِلَى مَاذَا يَجُرُّهُ ذَلِكَ؟
الدَّرْسُ الْخَامِسُ
عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]. وَمَعْنَى لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَيْ لاَ يَدْخُلُهَا مَعَ الأَوَّلِينَ.
وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ هُوَ أَنْ يُؤْذِيَ الْوَلَدُ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا أَذًى شَدِيدًا غَيْرَ هَيِّنٍ، وَذَلِكَ كَأَنْ يَضْرِبَ وَالِدَيْهِ أَوْ يَسُبَّهُمَا أَوْ يَلْعَنَهُمَا أَوْ أَحَدَهُمَا فَهَذَا مِنَ الْمَعَاصِي الْكَبِيرَةِ.
وَمِنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ أَنْ يُعِينَ الْوَلَدُ أَبَاهُ عَلَى ظُلْمِ أُمِّهِ، أَوْ يُعِينَ أُمَّهُ عَلَى ظُلْمِ أَبِيهِ، فَهَذَا أَيْضًا حَرَامٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ. وَعُقُوقُ الأُمِّ أَشَدُّ مَعْصِيَةً مِنْ عُقُوقِ الأَبِ، كَمَا أَنَّ بِرَّ الأُمِّ أَعْظَمُ ثَوَابًا مِنْ بِرِّ الأَبِ، وَإِذَا أَطَاعَ الْمُسْلِمُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ إِذَا أَمَرَاهُ بِشَىْءٍ لَيْسَ فِيهِ مَعْصِيَةٌ للهِ كَانَ لَهُ ثَوَابٌ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى إِنْ نَوَى نِيَّةً حَسَنَةً.
وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَحْمِلُ أُمَّهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَقَالَ لَهُ هَذَا الرَّجُلُ: لَقَدْ حَجَجْتُ بِأُمِّي وَهِيَ عَلَى ظَهْرِي، أَتَرَانِي وَفَّيْتُهَا حَقَّهَا يَا ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: »وَلاَ بِطَلْقَةٍ«، أَيْ وَلاَ بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ ءَالاَمِ الْوَضْعِ عِنْدَمَا وَلَدَتْهُ.
فَاحْرِصْ أَنْ تَكُونَ مُطِيعًا لِوَالِدَيْكَ فِي طَاعَةِ اللهِ وَاجْتَنِبْ تِلْكَ الْمَعْصِيَةَ الذَّمِيمَةَ، مَعْصِيَةَ الْعُقُوقِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ فِي النَّهْيِ عَنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ. وَمَنْ رَوَاهُ؟
مَا مَعْنَى الْحَدِيثِ: »لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ«؟
مَا هُوَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ؟ أَعْطِ مِثَالاً.
أَيُّهُمَا أَشَدُّ مَعْصِيَةُ عُقُوقِ الأُمِّ أَمْ عُقُوقِ الأَبِ؟
أَيُّهُمَا أَعْظَمُ ثَوَابًا بِرُّ الأُمِّ أَمْ بِرُّ الأَبِ؟
الدَّرْسُ السَّادِسُ
صِلَةُ الرَّحِمِ
سَأَلَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلاً: يَا رَسُولَ اللهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَقَالَ: »أَطْعِمِ الطَّعَامَ وَصِلِ الأَرْحَامَ وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ« [رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ].
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ أَخَذَ بِهَذِهِ الْخِصَالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِدُونِ عَذَابٍ وَإِحْدَى هَذِهِ الْخِصَالِ: صِلَةُ الأَرْحَامِ.
فَالأَرْحَامُ هُمْ قَرَابَةُ الشَّخْصِ إِنْ كَانُوا مِنْ جِهَةِ الأَبِ أَوْ مِنْ جِهَة الأُمِّ، وَمَنْ قَطَعَ وَاحِدًا مِنْهُمْ اسْتَحَقَّ عَذَابَ اللهِ لِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ« [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
وَالْمَعْنَى أَنَّ قَاطِعَ الرَّحِمِ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَ الأَوَّلِينَ.
وَمَعْنَى أَنْ يَصِلَ الشَّخْصُ رَحِمَهُ أَنْ يَزُورَ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْ أَقَارِبِهِ وَيُرَاسِلَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ زِيَارَتَهُ وَالإِحْسَانُ إِلَى الْمُحْتَاجِ مِنْهُمْ، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَقْطَعَ أَرْحَامَهُ فَلاَ يَزُورُهُمْ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي الْعِيدَيْنِ وَلاَ عِنْدَ الْمَصَائِبِ وَلاَ فِي الأَفْرَاحِ وَلاَ فِي غَيْرِهَا بَلْ تَمْضِي مُدَّةٌ يَشْعُرُ الْقَرِيبُ فِيهَا بِالْجَفَاءِ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا يُقَالُ لَهُ: قَاطِعٌ.
إِنَّ زِيَارَةَ الأَقَارِبِ الَّذِينَ لاَ يَزُورُونَكَ لَيْسَتْ مَهَانَةً وَمَذَلَّةً بَلْ خَصْلَةُ خَيْرٍ وَعَمَلُ طَاعَةٍ للهِ تَعَالَى، فَاحْرِصْ عَلَى زِيَارَتِهِمْ وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَاللُّطْفِ وَاعْمَلْ عَلَى إِعَانَتِهِمْ فِي فِعْلِ الْخَيْرَاتِ.
أَسْئِلَةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَثِّ عَلَى صِلَةِ الرَّحِمِ.
مَنْ هُمُ الأَرْحَامَ؟
مَا حُكْمُ مَنْ قَطَعَ وَاحِدًا مِنَ الأَرْحَامِ؟
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَاطِعِ الرَّحِمِ. وَمَنْ رَوَاهُ؟
مَا مَعْنَى الْحَدِيثِ: لاَ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ؟
مَا مَعْنَى أَنْ يَصِلَ الشَّخْصُ رَحِمَهُ.
الدَّرْسُ السَّابِعُ
التَّحَابُّ فِي اللهِ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »قَالَ اللهُ تَعَالَى: “الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”«.
وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: »سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ«. وَذُكِرَ فِي السَّبْعَةِ، »رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ«.
التَّحَابُّ فِي اللهِ هُوَ أَنْ يُحِبَّ الْمُسْلِمُ لأَِخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ، فَلاَ يَغُشُّهُ لاَ بِالْفِعْلِ وَلاَ بِالْقَوْلِ، وَإِنْ رَءَاهُ عَلَى خَيْرٍ يَفْرَحُ، وَإِنْ رَءَاهُ عَلَى شَرٍّ لاَ يُزَيِّنُ لَهُ هَذَا الشَّرَّ وَلاَ يَسْكُتُ عَنْهُ مَا دَامَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ هَذَا الشَّرِّ بَلْ يَنْصَحُهُ حَتَّى يُصْلِحَ مَا فَسَدَ مِنْ حَالِهِ، فَإِنْ رَءَاهُ مَثَلاً تَارِكَ صَلاَةٍ أَرْشَدَهُ إِلَى فِعْلِهَا وَحَذَّرَهُ مِنْ مَخَاطِرِ تَرْكِهَا، وَإِنْ رَأَى فِيهِ خَصْلَةً قَبِيحَةً نَصَحَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْهَا، وَإِنْ رَءَاهُ جَاهِلاً بِعِلْمِ الدِّينِ دَلَّهُ أَوْ أَرْشَدَهُ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُ الْعِلْمَ الصَّحِيحَ.
وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ كَمَا أَخْبَرَنَا الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يَكُونُونَ قَبْلَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ، فَيُعْجَبُ بِهِمُ النَّاسُ حَتَّى الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ مَعَ أَنَّ الأَنْبِيَاءَ أَعْلَى مِنْهُمْ دَرَجَةً لَكِنْ عِندَمَا يَرَوْنَ هَذَا لِمَنْ هُوَ دُونَهُمْ يَعْجَبُونَ وَيَفْرَحُونَ لَهُمْ بِذَلِكَ بَيْنَمَا الْكُفَّارُ يَتَأَذَّوْنَ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ.
هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ يَجْتَمِعُونَ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى الإِثْمِ وَالشَّرِّ، تَجْمَعُهُمْ طَاعَةُ اللهِ بَعِيدًا عَنِ الأَغْرَاضِ الدُّنْيَوِيَّةِ، لاَ يَغُشُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَلاَ يَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَلاَ يَدُلُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى شَرٍّ أَوْ ضَلاَلٍ أَوْ ظُلْمٍ، بَلْ يَتَحَابُّونَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى. فَاحْرِصْ عَلَى أَنْ تَكُونَ وَاحِدًا مِنْهُمْ.
أَسْئَلِةٌ:
اذْكُرْ حَدِيثًا قُدْسِيًّا فِي فَضْلِ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ.
اذْكُرْ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ فِي فَضْلِ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ.
مَا هُوَ التَّحَابُّ فِي اللهِ؟
أَيْنَ يَكُونُ الْمُتَحَابُّونَ قَبْلَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ؟
عَلاَمَ يَجْتَمِعُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ؟