Fri, 11th Oct, 2024 /
8 Rabī ath-Thānī , 1446
الجمعة ١١ , أكتوبر , ٢٠٢٤ / 8 رَبِيع ٱلثَّانِي , 1446

من أخلاق المتقين

قال شيخ الطريقة القادرية الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ونفعنا الله به: «إياكم أن تحبوا أحدًا أو تكرهوه إلا بعد عرض أفعاله على الكتاب والسنة، كيلا تحبوه بالهوى، وتبغضوه بالهوى، واعلموا أنه لا يجوز لكم هجر أحد على الظن والتهمة» اهـ.

وقال الشيخ محي الدين بن عربي في الفتوحات المكية: «من أراد أن لا يضل فلا يرم ميزان الشريعة من يده طرفة عين بل يستصحبها ليلاً نهارًا عند كل قول وفعل واعتقاد» اهـ.

فالقول الأول: وهو قول الشيخ عبد القادر الجيلاني يوقعنا على معنى عظيم وهو ألا نقع في فخ إتباع الهوى، وأن يكون ميزاننا الحب في الله والبغض في الله، وهو ما يترتب عليه تقديم ما يحبه الله على هوى النفس، وبغض ما يبغضه الله، وذلك ما لا يعرف إلا بالعلم، كما قال ابن رسلان في الزبد:

وزن بحكم الشرع كل خاطر                   فإن يكن مأموره فبادر

ولذلك قال الشيخ عبد القادر نفعنا الله به ما نصه: “إذا لم تتبع الكتاب والسنة ولا الشيوخ العارفين بهما فما تفلح أبدًا، ما سمعت من استغنى برأيه ضل، هذّب نفسك بصحبة من هو أعلم منك“اهـ،

وقال سيدنا الحبيب الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه: “والرجل من جمع الناس على الله لا على نفسه وجذبهم لله لا إلى نفسه وبقي بمعزل عنهم وهو ذلك الفارس البطل”اهـ، وهذا ما تراه واضحًا في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان شديدًا في أمر الله إنكارًا على من تبع هواه حتى قال يومًا  “ما ترك الحق صاحبًا لعمر“.

 وهو ما تجده أيضًا في سيرة التابعي الجليل أويس القرني رضي الله عنه وهو القائل: “إن قيام المؤمن بما لله لم يترك له صديقًا والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيسبون ويشتمون أعراضنا“.

وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري في هامش السيف الصقيل (ص/24) ما نصه: “وأما اليوم فقلما تجد بين العلماء من يسهر على السنة النقية البيضاء والدين الحنيف فاتسع المجال لتمويه الضلال. وأدعو الله سبحانه أن يوقظ أهل الشأن من سباتهم العميق ويرشدهم إلى حراسة الشرع من اعتداء المعتدين” اهـ.

< Previous Post

وصية عالم

Next Post >

فصل في تربية الأولاد

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map