الحمد لله خالق الاكوان الموجود ازلا وابدا بلا مكان والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على سيد ولد عدنان سيد المرسلين وحبيب رب العالمين وعلى ءاله واصحابه الغر الكرام الميامين أما بعدُ
يقولُ اللهُ تعالى في كتابِهِ العزيز { وإذا مَسَّ النّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا ربَّهُم منيبينَ إليه } سورة الروم, آية:33
ويقول عليه الصلاةُ والسلام ” الدعاءُ مُخُّ العبادة ” رواه الترمذي .
إخوة الايمانِ، إنَّ الدعاءَ قُربَةٌ من القُرَب إن كانَ بخير، وينتفعُ المسلمُ بالدُعاءِ ولو لم يحصل على مراده الذي طلبه، فالدّاعي قد يُعطى بعضَ ما طلَب ولا يُعطَى البعضَ الآخر، وأما قولُه تعالى “ ادعوني أستَجبْ لكم ” فمعناه اعبدوني أُثِبْكم. وليس معناه أنّ كلَّ ما دعا به الانسانُ يُعطاه.
وهنا أيّها الأحبّةُ ينبغي التنبيهُ إلى أنَّ قولَ اللهِ تعالى { يَمحُو اللهُ ما يشاءُ ويُثبت } ليسَ معناهُ كما يتوهم بعضُ الجُهّالِ من أنَّ اللهَ يغيّرُ مشيئتَهُ بلِ المعنى الصحيحُ لهذه الآيةِ هو كما قال الشافعي رضي اللهُ عنه فيما رواهُ عنه البيهقيُ رحمه اللهُ، أي أنَّ اللهَ تعالى يمحو ما يشاءُ من القرءانِ ويرفَعُ حكمَهُ وينسَخُهُ ويُثبت ما يشاءُ من القرءانِ فلا ينسخُه وهذا في حياةِ رسولِ اللهِ أما بعد وفاته فلا نَسْخَ.
وأمَا قولُه تعالى {كلَّ يومٍ هو في شأن } فليسَ معناهُ أنّ اللهَ يغيّرُ مشيئتهُ وإنما معناهُ كما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم “ يَغْفِرُ ذنباً ويكشِفُ كَرْباً ويَرفَعُ قوماً ويضع ءاخرين“
اخوة الايمان يطيب لنا في هذا المجال ان نهنئ انفسنا بدار اضحت ملاذا لجاليتنا فهي منارة للخير والعلم والمعرفة عنينا بذلك دار الفتوى في اوستراليا
وفي الختام ندعوا المولى سبحانه وتعالى ان يجمع كلمتنا على الخير والهدى