الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
مع اطلالة شهر ربيع الاول من كل عام يتهيأ المسلمون في بلاد الدنيا مستنهضين الهمم , ومسارعين لللاحتفاء بذكرى ولادة خير الكائنات وسيد السادات سيدنا محمد صلى الله علية وسلم , من اشرقت الارض بنور هديه الوهاج , حتى انقشعت الظلمات المتراكمة والجهالات المتعاقبة , فقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتجديد الدعوة الى الاسلام , التي هي دعوة الانبياء جميعا من لدن ادم عليه السلام .
ربيع الاول اقبل لهذا العام وهل هلاله ليذكرنا بولادة خير الانام وكيف لا نذكره ونعدد ماثره ونمدحه , ونحتفل بذكرى ولادته , كيف لا نمدح هذا النبي العظيم وقد مدحه خالق الاكوان في كتابه العزيز ووصفه بانه على خلق عظيم .
هذا وقد أقامت الجمعية الاسلامية الاجتماعية في فكتوريا احتفالا دينيا حاشدا حضره إلى جانب رئيس الجمعية الحاج مصطفى الشامي ممثل دار الفتوى في استراليا فضيلة الشيخ بلال حميصي نائب رئيس المجلس الاسلامي لولاية فيكتوريا رمزي السيد رئيس بلدية مورلاند طوني حلو عضو بلدية مورلاند ميلاد حبيب وعدد من ممثلي رؤساء وأعضاء جمعيات من الجاليات التركية والباكستانية والإفريقية والبوسنية والهررية ، وعدد من رجال الأعمال والهيئات الإعلامية.
بداية كانت الكلمة لدار الفتوى حيث القى فضيلة الشيخ بلال حميصي كلمة جاء فيها أما بعد فإن الله عز وجل قد كرم النبي محمدا وكرم أمته ورفع قدرها فوق الأمم السابقة قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وما ارتفعت هذه الأمة إلا بنبيها وما شرفت إلا به صلى الله عليه وسلم .
لذلك كان الاعتناء ببيان مولد النبي الكريم وما ظهر من الآيات عند ذلك , وما أعطاه الله من المواهب والشمائل من مهمات الأمور .
وأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد دلت عليها الآية الكريمة {وإنك لعلى خلق عظيم} [سورة القلم]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت عندما سُئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم:”فإن خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرءان” رواه مسلم في الصحيح .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما خُيّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تُنْتَهَكَ حُرمة الله تعالى
وعن عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: “لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، ولا سخَّابًا في الأسواق، ولا يَجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح
و “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خِدْرِهَا، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه“
وعن المغيرة بن شعبة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل: يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: “أفلا أكون عبدًا شكورًا“
وإلى جانب هذه الصفات الحميدة كان شديدًا في أمر الله، شجاعًا، أما أخبار كرمه وسخائه فعديدة منها ما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال: “ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا قط إلا أعطاه، فأتاه رجل فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين، فأتى قومه فقال: أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة“.
أما أخبار زهده وتواضعه واختياره الدار الآخرة فكثيرة منها ما رواه البيهقي والترمذي وابن ماجه عن عبد الله أنه قال: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثَّر الحصير بجلده، فجعلتُ أمسحه عنه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ألا أَذِنْتَنَا فنبسط لك شيئًا يقيك منه تنام عليه، فقال: “ما لي وللدنيا، ما أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها“.
فقد كان صلى الله عليه وسلم متصفًا بصفات حسنة من الصدق، والأمانة، والعفاف، والكرم، والشجاعة، وطاعة الله في كل حال وأوانٍ ولحظة ونفس، مع الفصاحة الباهرة والنصح التام، والرأفة والرحمة، والشفقة والإحسان، ومواساة الفقراء والأيتام والأرامل والضعفاء، وكان أشد الناس تواضعًا، يحب المساكين ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، هذا كله مع حسن السَّمت والصورة، والنسب العظيم.
كذلك القى رئيس بلدية مورلاند طوني حلو كلمة هنئ بها الجالية بهذه المناسبة الكريمة وشكر الجمعية على دعوته للحفل
تخلل الاحتفال وصلات من الأناشيد الدينية حيث كان لفريق الإنشاد للتراث الديني الأداء المميز الذي أطرب بحناجره الشجية الحضور .
وفي النهاية وزعت الحلوى على المشاركين بالفرحة الكبرى استبشارا بمولد خير الكائنات سيدنا محمد صللى الله عليه وسلم
الجمعية الاسلامية الاجتماعية في فكتوريا تتقدم بالشكر من كل من ساهم في انجاح هذا الحفل المبارك سائلين الله تعالى أن يفيض علينا من بركات صاحب الذكرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
القسم الاعلامي