قصة تبع الأوسط الحميري

تبع الأوسط الحميري واسمه أسعد اليماني كان رجلا من العرب ذكر في القرءان الكريم في سورة الدخان بقوله تعالى” أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ “. {37}سورة الدخان.

كانت حِمْيَر – وهم سبأ – كلما ملك فيهم رجل سموه ” تُبَّعًا “، كما يقال: كسرى: لمن ملك الفرس، وقيصر: لمن ملك الروم، وفرعون: لمن ملك مصر كافرا، والنجاشي: لمن ملك الحبشة، وغير ذلك.

وكان من قصة تبع، أنه أقبل يفتتح المدائن حتى نزل المدينة، فجمع أحبارهم وعلماءهم، فأخبروه أنه سيخرج نبي من بني إسماعيل، مولده بمكة، وهذه – أي المدينة المنورة- دار هجرته اسمه أحمد، وأخبروه أنه لا يدركه، قال: وما صفته؟ قيل له: رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، في عينيه حمرة يركب البعير ويلبس الشملة، سيفه على عاتقه، ولا يبالي من لاقى حتى يظهر أمره. فقال تبع: ما إلى هذا البلد من سبيل وما كان ليكون خرابها على يدي.

وفي بعض الروايات: فبينا تبع على ذلك من قتالهم، إذ جاءه عالمان من علماء المسلمين على شريعة موسى عليه السلام من بني قريظة، عالمان راسخان، حين سمعا بما يريد من إهلاك المدينة وأهلها، فقالوا له: أيها الملك لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها، ولم نأمن عليك حل العقوبة. فقال لهما: ولم ذلك؟ قالا: هي مهاجر نبي، يخرج من هذا الحرم (المكي) من قريش في آخر الزمان، تكون (المدينة) داره وقراره، فتناهى عن ذلك، ورأى أن لهما علمًا، وأعجبه ما سمع منهما، فانصرف عن المدينة، واتبعهما على دينهما.

وقال تبع للأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد، فإن خرج فيكم، فآزروه وصدقوه، وإن لم يخرج، فأوصوا بذلك أولادكم. وقال شعرا أودعه عند أهلها فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر، إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فأدوه إليه. ويقال: كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري، وهو أول من نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وفيه:

شهدت على أحمد أنه رسول               من الله  باري  النسمْ  

فلو مد عمري إلى عمره                    لكنت وزيرا له وابن عمْ

وجاهدت بالسيف أعداءه                 وفرجت عن صدره كل غمْ

فرجع تبع منصرفا إلى اليمن، وأثناء رجوعه مر على مكة المكرمة، فطاف في البيت ونحر عنده وحلق رأسه وأقام فيها مدة، ينحر بها للناس ويطعم أهلها ويسقيهم العسل.

أُرِي في المنام أن يكسوا البيت أي الكعبة، فكساه، وأوصى به ولاته وأمرهم بتطهيره، وجعل له بابا ومفتاحا.

وتوفي قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو من سبعمائة عام.

أخرج أحمد والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم“.

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا أسعد الحميري وقال: هو أول من كسا الكعبة“.

وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان تبع رجلا صالحا، ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه.اهـ

وأخرج ابن المنذر وابن عساكر، عن سعيد بن جبير قال: إن تبعا كسا البيت.

وأخرج ابن عساكر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن.

وذكر الزجاج وابن أبي الدنيا في كتاب القبور وغيرهما أنه حُفر قبر بصنعاء، في الإسلام، فوُجِد فيه امرأتان صحيحتان، وعند رؤوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب: “هذا قبر حُبـّي ولميس ابنتي تبع، ماتتا وهما يشهدان أن لا إله إلا الله ولا يشركان به شيئا وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما”.اهـ

 

< Previous Post

أَصْحَابُ الْجَنَّةِ (أَيِ الْبُسْتَانِ)

Next Post >

شؤم الحسد

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map