اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، اللَّهُ أَكْبَرُ مَا سَعِدَ بِذِكْرِكَ الْمُتَّقُونَ، وَسَبَّحَتْ بِحَمْدِكَ الْخَلاَئِقُ أَجْمَعُونَ، فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كما يُحِبّ رَبُّنَا وَيَرْضَى.
سُبْحَانَكَ أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِمَوَاسِمِ الْخَيْرَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ مَا سَبَّحَ بِحَمْدِهِ أَهْلُ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، نَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَرَسُولُ السَّلاَمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ءالِهِ وَأَصْحَابِهِ الطيبين.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( الَّذِينَ ءامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: مَا أَجْمَلَ هَذِهِ الإِشْرَاقَةَ الْيَوْمَ، إِشْرَاقَةَ عِيدٍ، وَضَحْوَةَ يَوْمٍ سَعِيدٍ، وَإِنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا فِي عِيدِنَا أَنْ جَعَلَهُ مُنَاسَبَةً لِتَعْزِيزِ الْمَحَبَّةِ بيننا وَالسَّلاَمِ، فَإِنَّ السَّلاَمَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، ومعناه في حق الله السالم من كل عيب ونقص، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ نَفْسِهِ:( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ).
وَجَنَّةُ الْخُلْدِ هِيَ دَارُ السَّلاَمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِنْدَ رَبِّهِمْ). وَتَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلاَمُ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ). وَتُحَيِّيهِمُ الْمَلاَئِكَةُ الْكِرَامُ بِقَوْلِهِمْ:( سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
وجاء في الحديث الشريف أن رجلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا الإِسْلاَمُ؟ قَالَ:« أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ». (رواه الإمام أحمد)
وَكَانَ من أَوَّل مَا أَمَر بِهِ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَنْ قَالَ صلى الله عليه وسلم:« يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ». ( رواه أحمد والترمذي وابن ماجه)
وَبِإِفْشَاءِ السَّلاَمِ تَسُودُ الْمَحَبَّةُ وَالْوِئَامُ، وَيَتَحَقَّقُ كمال الإِيمَان، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» (رواه مسلم)
وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: « تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».( متفق عليه)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ». (رواه الطبراني في المعجم الأوسط)
وجَعَلَ صلى الله عليه وسلم الْخَيْرِيَّةَ لِمَنْ يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ». (متفق عليه)
لأَنَّ السَّلاَمَ سَبَبٌ لِلتَّآلُفِ وَالْمَوَدَّة، والتَّسَامُحِ وَالاِطْمِئْنَانِ، وَيُثْمِرُ التَّقَدُّمَ وَالرَّخَاءَ.
يَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَالسَّلاَمِ: وهذا ما يتأكد فعله في الْعِيدِ وَذَلِكَ مِنْ خِلاَلِ السَّلاَمِ وَالْمُصَافَحَةِ أَثْنَاءَ التَّزَاوُرِ، وَتَبَادُلِ التَّهْنِئَةِ، وَفي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَالإِحْسَانِ إِلَى الأَقْرَبِينَ، وَالرَّأْفَةِ بِالأَرَامِلِ، فَعِيدُنَا السَّلاَمُ، وَدِينُنَا دِينُ السَّلاَمِ، فَهَنِيئًا لَكُمْ عِيدُكُمْ هذا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ الْعِظَامِ، وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَرْضَى عَنَّا، وَيَتَقَبَّلَ مِنَّا، وَيَغْفِرَ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَمَا أَخَّرْنَا، وَأَنْ يوَفِّقَنَا لِطَاعَتِه أَجْمَعِينَ.
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْءانِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.