إن الإقدام على إحراق المصحف الشريف بتحريض وإشراف القس الأميريكي تيري جونز في إحدى الكنائس الصغيرة في فلوريدا هو جريمة بشعة نكراء تعتبر اعتداء على الإسلام وشعائره والمقدسات الإسلامية واستفزازًا لمشاعر جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وتمثل هذه الجريمة نموذجًا صارخًا للتطرف والهمجية وتعبيرًا واضحًا عن الحقد الدفين ضد الإسلام كدين وضد المسلمين كأمة، وقد بلغ مرتكبو هذه الجريمة باليد والتحريض دركًا سحيقًا في الخسة والدناءة والحقارة، ولن تنفعهم المداولات الفلكلورية التي أجروها قبل عملية الإحراق تحت عنوان “محاكمة القرآن” وزعمهم أن القرآن مذنب ومسؤول عن عدة جرائم ارتكبت.
وقد كنا نأمل أن لا يقدم هؤلاء على جريمتهم خاصة أنه سبق لهم أن تراجعوا وألغوا عملية مماثلة كانوا يعتزمون القيام بها العام الماضي في ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول وسط موجة من الإدانات الإسلامية والدولية آنذاك.
وعلى ما يبدو فإن هذا القس وجماعته ومن يقف وراءه مصرون على الإساءة إلى الإسلام وعلى تأجيج نار الإضطرابات وإثارة الفتن لأغراض مشبوهة وغايات قد تكون لها آثار وعواقب خطيرة.
إن دار الفتوى في أستراليا التي طالما حذرت من مخاطر التطرف والمتطرفين تدين بشدة وتستتنكر أشد الإستنكار هذا الفعل الإجرامي الذي ينم عن تعصب مقيت وجهل بعظمة الإسلام وحقائقه وتعاليمه، وتسأل ماذا لو وقع مثل هذا الفعل على غير المسلمين هل كانوا سيسكتون ويتغاضون عنه ؟!! وتدعو إلى قيام حملة واسعة من التنديد وردود الفعل والقرارات الحاسمة الجدية بما ينسجم مع خطورة وفداحة الفعل ويضع حداً لهذا القس وجماعته وكل من يسير على طريقه، ويمنع تكرار ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء، كما تدعو إلى التنبه للغايات المبيتة وإلى أعلى درجات الوعي واليقظة وتفويت الفرصة وإحباط المؤامرة الكامنة وراءها.
ونختم بالقول إن هذه الجريمة لن تنقص من عظمة القرآن الكريم شيئًا وستزيدنا تمسكًا به مهما تجبر المتجبرون الحاقدون.