دار الفتوى: العلم الشرعي الصافي حصن الوطن والمواطن

10 رمضان 1430

         اهتماما منها بحفظ القرءان الكريم وتعليم أحكامه ونشر العلوم الشرعية الصافية وعملًا منها في نشر التعايش الحسن وترحيبًا بشهر رمضان المبارك، أقامت دار الفتوى احتفالًا تكريميًا لخريجي الدورة الأزهرية الثامنة.

         حضر الاحتفال إلى جانب الأمين العام سماحة الشيخ سليم علوان الحسيني رئيس الوزراء كيفن راد ممثلًا بنائب رئيس حزب العمال النائب الفدرالي داريل ملحم، رئيس المعارضة مالكوم تيرنبول ممثلًا بوزير الظل للهجرة الدكتورة شارمن ستون، رئيس ولاية نيو ساوث ويلز نايثان ريز ممثلًا بالوزير بول لينش ورئيس المعارضة في الولاية باري أوفاريل ممثلًا بمسئولة الشئون الاثنية داي لي، وعدد من الأئمة والمشايخ والدعاة والأساتذة والفعاليات في الجالية الإسلامية.

         وبعد تلاوة من القرءان الكريم من فضيلة الشيخ ربيع الأزهري، ألقى سماحة الشيخ سليم علوان الحسيني كلمة في الاحتفال جاء فيها:

         إن الاشتغال بالعلم من أفضل القرب وأجل الطاعات، وأهم أنواع الخير وءاكد العبادات، وأولى ما أنفقت فيه نفائس الأوقات، وشمر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات، وبادر إلى الاهتمام به المسارعون إلى الخيرات، وسابق إلى التحلي به مستبقو المكرمات.

          والأمّة تُقاس حضارتها بفُشُوّ العلم بين أبنائها، فالعِلم في المجتمعِ هو مِقياس تقدُّمه ورقِيِّه وكونه مجتمعًا نافعًا. وتعلم العلم وتعليمه ليس خاصًا بالرجال دون النساء بل لقد عُني الإسلام بتعليمِ المرأةِ ما ينفعها وتحتاجه في حياتها وما يمكِن أن تخدم به مجتمَعَها، فكان من جملة النساء فقيهات محدثات عَلَّمْنَ فقهاء محدثين رجالًا.

          أيّها السادة الحضور، وانطلاقًا من هذه الثوابت والتي من أهمها العناية بمصير المسلمين في أستراليا من أن تشوه سمعتهم ويحرف دينهم، أقمنا نحن في دار الفتوى عدة دورات علمية باللغة العربية والإنكليزية لتثقيف أبناء جاليتنا وتأهيل الدعاة وخطباء المنابر وتقوية أساتذة المدارس ومن يذهب للتدريس الديني في السجون، أحببنا في هذا اللقاء أن نكرم الذين تأهلوا في هذه الدورة الأزهرية الثامنة، وأن نوزع عليهم شهادات تقدير، ءاملين منهم أن يعملوا بما تعلموا، وأن يبلغوا ذلك للناس بالرفق واللين والحكمة، ولا سيما للناشئة وباللغة الانكليزية.

كلمة رئيس الوزراء كيفن راد ألقاها النائب الفدرالي داريل ملحم، جاء فيها:

       نيابة عن رئيس الوزراء أود أن أبلغكم تحياته وأود أن أشكركم جزيل الشكر على دعوتكم لي لحضور حفل التخرج لطلاب الدورة الأزهرية، إن المواد التي يتم تدريسها في هذه الدورة مهمة جدًا لمجتمعنا، فهناك وللأسف من يقوم على نشر الحقد والتطرف ومعروف أن هذا الطريق لا يوصل إلى بر الأمان.

         إن دورات دار الفتوى تعلم الاحترام وتوجه الفرد لكيفية التعامل مع باقي المجتمع، وإن العناوين الثلاثة التي تعمل عليها دار الفتوى من الاعتدال وتوجيه الشبيبة والاندماج بالمجتمع هي حقًا ما تحتاجه أستراليا، مرة أخرى أحييكم على جهودكم في خدمة هذا المجتمع بالتوجيه والرعاية فأستراليا تحتاج إلى مثل هذه التوجيهات لنكمل مسيرتنا نحو الأمام، شكرًا لكم وتهانينا للخريجين.

كلمة زعيم المعارضة مالكوم تيرنبول ألقتها وزيرة الظل للهجرة الدكتورة شارمن ستون

         جاء فيها: إني فخورة جدًا أن أكون بينكم في هذا الحفل لأنقل إليكم تحيات رئيس المعارضة وتهانينا لجميع الخريجين ولا سيما الشباب والفتيات، إن تاريخ الجالية الإسلامية يعود إلى سنوات بعيدة جدًا، فالتجار المسلمون من أندنوسيا قد دخلوا هذه البلاد منذ سنوات طويلة، كذلك بعض المسلمين دخلوا مع الرعيل الأول من المساجين الذين استوطنوا هنا فيما بعد، كما أن المسلمين قد لعبوا دورًا بارزًا في بناء هذا الوطن فقد كان لهم دور مهم في نشر خطوط السكك الحديدية ونشر التلغراف ومعروف أن الأتراك المسلمين يعود تاريخهم في هذه البلاد إلى مراحل متقدمة.

           من هنا أود أن أقول أن المسلمين الأستراليين لهم دور بارز في بناء هذه البلاد وأن ما يقوم به بعض المتطرفين لا علاقة له بهذا الدين، غير صحيح ما يقولونه إن دينهم يدعوهم إلى القيام بالأعمال الإرهابية والإجرامية، للأسف هناك البعض ممن ينتسبون إلى الإسلام يستخدمون الدين كغطاء لأعمالهم التخريبية بفهمهم الخاطئ للدين، ومن هنا تأتي أهمية الدورة الأزهرية، سمعة الإسلام غالية جدًا ولا بد من حمايتها وهذه الدورات تعمل فعليًا على حماية هذه السمعة كما أن هذه الدورات تبين للمجتمع الأسترالي أن المسلمين راقون ومعتدلون يعملون على إغاثة الملهوف. الأستراليون لا يرغبون برؤية أستراليا قد تحولت إلى مسرح للأعمال التخريبية.

         المسلمون جزء مهم من المجتمع الأسترالي وهم يمدون أيديهم لكل محب لهذا الوطن للوقوف أمام من يريد تخريبه، والمسلمون يعيشون بأمان مع بقية المجتمع فهم يعملون على بناء وخدمة أستراليا أنا فخورة بوجودي بينكم ففي ضاحيتي يوجد عدد كبير من المسلمين يوجد نحو خمسة مساجد شكرًا لكم على دعوتكم وأتمنى لكم المزيد من التقدم.

صديق الجالية الإسلامية الوزير بول لينش الذي مثل رئيس الولاية نايثان ريز قال

        أشكر دار الفتوى على هذه الدعوة كما يسرني تهنئة الخريجين إن محافظتكم على قيمكم وعلى عاداتكم ودينكم وتفهمكم لكيفية التعامل مع المجتمع الأسترالي بهذا تكونون أستراليين حقيقيين لأنه إذا لم يكن للواحد منا أصول أبريجينية فكلنا مهاجرون ومستوطنون.

          إن توجيهات دار الفتوى ليست فقط مهمة للجالية الإسلامية بل مهمة لنا جميعًا كما تعلمون في الماضي إذا لم تكن تتكلم الانكليزية ولم تكن من البروتستانت تمنع من إظهار إعتقادك وكما تعلون أن أول عملية ارهابية قام بها إيرلندي كاثوليكي حاول إغتيال الأمير ألفرد هذا التاريخ تخطيناه لكن عليّ كسياسي أن أذكر بهذه المرحلة كي لا ننسى وكي لا نعود إليها، هؤلاء الذين يعاملون المهاجرين بطريقة غير مناسبة لا يعرفون تاريخهم ولا يعرفون أننا قد تخطينا هذه المرحلة المريضة، لذلك فإن توجيهات دار الفتوى تساهم بشكل فعال في تحسين حالة المجتمع الأسترالي.

كلمة زعيم المعارضة في الولاية ألقتها داي لي جاء فيها

            أستراليا بلد متعدد الثقافات ومن خلال عملي السابق كصحفية أجريت العديد من التحقيقات عن معاناة المهاجرين كاستهداف المهاجرين الفيتناميين ونحو ذلك من التاريخ السيئ، يسرني أن أكون معكم في هذه الأمسية لأهنئكم على هذا العمل الكبير، نجتمع الليلة لتسليط الضوء على نشاط مهم يعتمد على نشر العلم أي النور الذي هو عكس الظلام بمشاركة بقية المجتمع الأسترالي، أنا اعتقد أن الطلاب الذين تخرجوا لم يحصلوا فقط على العلم الكافي لتسهيل مهمتهم بل إن هذا العلم سيؤمن لهم ما يحتاجونه لبناء جسور التواصل مع بقية المجتمع الأسترالي.

          ثم قرأت رسالة زعيم المعارضة باري أوفارل الذي قال: أود أن أهنئكم على قدوم أفضل الشهور رمضان الذي يعلم الصبر والحب والاهتمام بالعائلة والمجتمع كما أن رمضان يعلم التضحية والسيطرة على الذات والبذل، أهنئ دار الفتوى على هذه الدورات العلمية التي تغني أستراليا بمزيد من المعلومات في مجتمعنا المتعدد الثقافات بمزيد من الاحترام، أهنئ الخريجين وأتمنى لهم التوفيق في عملهم لخدمة مجتمعهم وشكرًا.

         وتخلل الحفل عرض مصوَّر بروجكشن عن نشاطات دار الفتوى، وتوزيع شهادة تقديرية من دار الفتوى إلى إذاعة الجالية الإسلامية عرفان بالجميل لها على الخدمات الكبيرة التي تقدمها للمجتمع الأسترالي، ثم تولى سماحة الأمين العام لدار الفتوى مع الرسميين توزيع الشهادات على المتخرجين، بفرحة تملأ القلوب، وابتسامة تعلو الوجوه، ءاملين في مستقبل زاهر خال من التطرف البغيض والعنف الممقوت.

دار الفتوى تشكر كل من حضر وساهم في إنجاح هذا الحفل، متمنية المزيد من الدورات الدينية المعتدلة.

المكتب الإعلامي

الاثنين 31 آب 2009

10 رمضان 1430

 

< Previous Post

الجالية الإسلامية بقيادة دار الفتوى تكرم المقرىء الحاج محمد معروف قرانوح

Next Post >

اجماع المسلمين على مخالفة التكفيريين

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map