يقول الله تعالى:” مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمًا“(الأحزاب).

إخوةَ الإيمانِ والإسلام

هو الحبيبُ الذي تحدّثْنَا عن وِلادَتِهِ صلى الله عليه وسلم، هو الحبيبُ الذي تحدثنا عنْ بعضِ صفاتِه، هو الحبيبُ الذي تحدثنا عن صبرِه وأخلاقِه. ولا أدرِي اليومَ إخوةَ الإيمانِ كيفَ أُحدِّثُكُم عنْ وَفاتِه، لأنّهُ هوَ الحبيبُ محمّد صلى الله عليه وسلم.

حَرِيٌّ بِنَا أنْ نتكَلَّمَ عنْ وفاةِ سَيِّدِ الأُمَةِ وإمامِ الأئمةِ، مَنْ أرسلَهُ اللهُ للنَّاسِ هُدًى وَرَحمةً، لأنَّ وفاتَه صلى الله عليه وسلم ليستْ كَوَفَاةِ سائِرِ النَّاس، إِذْ بِمَوْتِهِ صلى الله عليه وسلم انْقَطَعَتِ النُّبُوَّات.

فهذا يُذَكِّرُنَا بأنّ الدُّنيَا دارُ مَمَرٍّ والآخِرَةَ دَارُ مَقَرٍّ، وبأنَّ الموتَ حَقٌ قدْ كَتَبَهُ اللهُ على العباد، وأنَّ أفضلَ العبادِ قد ماتَ، ولا بُدَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أنْ يَمُوتَ، فقد قالَ اللهُ تعالى مُخاطِبًا نَبِيَّهُ المصطفى في الكتاب:” إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ” [الزمر:30]، أي إِنَّكَ سَتَمُوتُ وَهُم سَيَمُوتُون. وقال سبحانه:” وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَـإِن مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَـٰلِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ” [الأنبياء: 34، 35].

إخوةَ الإسلام

بدأَ المرضُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم في ليالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَر،‏ تقولُ السّيِّدَةُ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها:‏ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏مِنَ ‏الْبَقِيعِ ‏ ‏فَوَجَدَنِي وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَا رَأْسَاهُ، فَقَالَ: بَلْ أَنَا يَا‏ ‏عَائِشَةُ ‏وَا رَأْسَاهُ. ‏ [أحمد وابن ماجه ].

ثم أَتَمَّ الدَّوْرَ على نِسائِهِ حتى اشتَدَّ بِهِ المرَضُ وهوَ في بيتِ ميمونةَ فدَعَا نساءَه فاستأذنَهُنَّ أنْ يُمرَّضَ في بيتِ عائشة، فَأَذِنَّ لَه.

‏قَالَتْ عائشةُ: ‏لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ قَالَ:‏ ‏أَصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لا، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي‏ الْمِخْضَبِ، ‏فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ ‏ ‏لِيَنُوءَ -أي لينهض- ‏ ‏فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لا وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ‏، ‏فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ ‏لِيَنُوءَ ‏فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لا وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي ‏الْمِخْضَبِ، ‏‏فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ ‏لِيَنُوءَ‏ ‏فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: لا وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَتْ: وَالنَّاسُ ‏عُكُوفٌ ‏فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏لِصَلاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فقَالَ الرسول:” مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلّ بِالنّاسِ” فقَالَتْ عائشة: يَا نَبِيّ اللّهِ إنّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ ضَعِيفُ الصّوْتِ، كَثِيرُ الْبُكَاءِ إذَا قَرَأَ الْقُرْءانَ، فقَالَ” مُرُوهُ فَلْيُصَلّ بِالنّاسِ“.

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا ‏الْعَبَّاسُ والآخر عليٌّ ‏لِصَلاةِ الظُّهْرِ‏ ‏وَأَبُو بَكْرٍ‏ ‏يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَءَاهُ ‏أَبُو بَكْرٍ‏ ‏ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ ‏‏فَأَوْمَأَ‏ ‏إِلَيْهِ النَّبِيُّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَنْ لا يَتَأَخَّرَ، وَقَالَ لَهُمَا أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ ‏أَبِي بَكْرٍ‏، وَكَانَ ‏أَبُو بَكْرٍ‏ ‏يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلاةِ النَّبِيِّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ ‏أَبِي بَكْرٍ،‏ ‏وَالنَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَاعِدٌ.

ثم جَلَسَ الرسولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فكَانَ أَوّلَ مَا تَكَلّمَ بِهِ أَنّهُ صَلّى عَلَى أَصْحَابِ أُحُدٍ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وأوصى المهاجرين بالأنصار خيرا، ثُمّ قَالَ:” إنّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللّهِ خَيّرَهُ اللّهُ بَيْنَ الدّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللّهِ“. فَفَهِمَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعَرَفَ أَنّ نَفْسَهُ يُرِيدُ، فَبَكَى وَقَالَ بَلْ نَحْنُ نَفْدِيكَ بِأَنْفُسِنَا وَأَبْنَائِنَا، فَقَالَ:” عَلَى رِسْلِك يَا أَبَا بَكْرٍ“، ثُمّ قَالَ ” اُنْظُرُوا هَذِهِ الأبْوَابَ اللافِظَةَ فِي الْمَسْجِدِ فَسُدّوهَا إلا بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ فَإِنّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَفْضَلَ فِي الصُّحْبَةِ عِنْدِي يَدًا مِنْهُ “.

ثم عادَ إلى بيتِ عائشة، واشتدَّ عليهِ المرضُ وامتَنَعَ عنِ الخروجِ للنَّاس، و‏جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ الكَرْب، فَقَالَتْ ‏فَاطِمَةُ ‏عَلَيْهَا السَّلام: ‏وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: ‏لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ. ‏ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، ‏ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ،‏ فسُئِلَتْ بعد وفاته، فَقَالَتْ إِنَّهُ كَانَ حَدَّثَنِي‏ ‏أَنَّ ‏‏جِبْرِيلَ ‏كَانَ ‏‏يُعَارِضُهُ ‏بِالْقُرْءانِ أي يُذَاكِرُه كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ فِي هذا الْعَامِ مَرَّتَيْنِ، وَلا‏ ‏أُرَانِي إِلا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي فَقَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ،‏ ‏فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ.

وبَيْنَما المسلمون فِي صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ‏ ‏الاثْنَيْنِ‏ ‏وَأَبُو بَكْرٍ‏ ‏يُصَلِّي بهمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلا رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَدْ ‏كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ‏ ‏عَائِشَةَ، ‏فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلاةِ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، ‏فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ رَجَاءَ أَنْ يَخْلُفَهُ اللَّهُ فِيهِمْ بِالَّذِي رَءاهُمْ، وقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ‏أَيُّمَا أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ‏أَوْ مِن الْمُؤْمِنِينَ ‏أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي. ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِه.

تقولُ السيّدةُ عَائِشَة:” رَأَيْتُ رسولَ اللهِ وَهُوَ يَمُوتُ، وَعِنْدَه قَدَحٌ فِيهِ مَاء، فَيُدْخِلُ يَدَه فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَقُول: لا إِلَه إلا اللَّه، إِنَّ لِلْمَوْتِ لَسَكَرَات، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْت“، ثم سَمِعْتُهُ يقول:” مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيّينَ  وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاءِ وَٱلصَّالِحِينَ‏ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا“.

ماتَ رسولُ الله، ماتَ حبيبُ الله، ماتَ سيّدُ الخلقِ صلى الله عليه وسلم، فقَالَتْ فاطمةُ: يَا ‏ ‏أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا ‏أَبَتَاه مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ ‏مَأْوَاه، يَا ‏أَبَتَاه إِلَى ‏جِبْرِيلَ‏ ‏نَنْعَاه.

وجاءَتِ التَّعزيَةُ يَسمَعُونَ الصّوتَ ولا يَرَوْنَ الشَّخص: السلامُ عليكُم يا أهلَ البيتِ ورحمةُ الله وبركاته” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” [آل عمران:185]. إنَّ في اللهِ عَزَاءً عَنْ كُلِّ مُصِيْبَة، وخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِك، ودَرَكًا مِنْ كُلِّ فَائِت، فَبِالله ثِقُوا، وإيَّاه فارْجُوا، إِنما المصابُ مَنْ حُرِمَ الثَّواب، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبَرَكاته. كَانُوا يَرَوْنَ أَنّهُ الْخَضِرُ عليه السلام.  .

ثم وصَلَ الخبرُ إلى‏ ‏أَبِي بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فأَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ ‏حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى‏ ‏عَائِشَةَ، ‏فقصدَ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ‏فَقَبَّلَهُ بَيْن عَيْنَيْهِ وَبَكَى ‏‏وَقَالَ: وَا ‏نَبِيَّاه وَا‏ ‏خَلِيلاه وَا‏ ‏صَفِيَّاه، ثُمَّ قَالَ ‏بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيْتًا،” إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون“، ماتَ رَسُولُ الله.

ثم‏ ‏خَرَجَ الرَّجُلُ المتَمكِّنُ أبو بَكرٍ لِيُخْبِرَ الأُمَّة، فَحَمِدَ اللَّهَ ‏وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثم قَالَ: ‏أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏، ‏فَإِنَّ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ تعالى:” إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ“، وقال:” وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَـإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ“‏.

فبكَى الناسُ والْغُصَّةُ في حُلُوقِهِم، فَمِنْهُم مَن دُهِشَ فَخُولِط، وَمِنْهُم مَنْ أُقعِدَ فَلَمْ يُطِقِ القِيَام، وَمِنْهُم مَنِ اعتُقِلَ لِسَانُهُ فَلَمْ يُطِقِ الكَلام.

و‏قَالَ عُمَرُ:‏ ‏وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا‏ ‏أَنْ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ‏ ‏تَلاهَا حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأرْضِ، فعَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَدْ مَاتَ.

قَالَ ابن عباس: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى تَلاهَا ‏أَبُو بَكْرٍ‏، ‏فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنْ النَّاسِ إِلا يَتْلُوهَا.

اِصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيْبَةٍ وَتَجَلَّــدِ                   وَاعْـلَمْ بِأَنَّ المرءَ غيرُ مُخلَّـدِ

وإذا أَتَتْكَ مُصِيْبَةٌ تُشْجَى بهـا                  فَـاذْكُرْ مُصَابَـكَ باِلنَّبيِّ مُحَمّدِ

 أقول هذا وأستغفر الله.

< Previous Post

خطبة الجمعة | البدعة والاحتفال بالمولد الشريف

Next Post >

خطبة الجمعة | مدح الرسول الأعظم صلّى الله عليه وسلّم

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map