من أجل فلسطين  … من أجل القدس

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه أما بعد

قال الله تعالى: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلْطَانًا}.

إخوة الإيمان والإسلام 

من أجلها ذرفت عيون          ولتربها حنت قلـوبْ

إنها فلسطين، أرض القدس، أرض الأقصى، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم.

إنها فلسطين أرض الكثير من الأنبياء والمرسلين، إنها فلسطين موطن الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنها فلسطين موطن الآلاف من أعلام الأمة وعلمائها.

ومن أجل فلسطين قال السلطان العادل محمود نور الدين زنكي: أستحي من الله أن أتبسم وبيت المقدس في الأسر. ومن أجلها شمخ السلطان صلاح الدين برأسه وأعد عدته ليحرر أرض الأقصى، وقد نصره الله وفتح بيت المقدس، ومن أجلها صاح المظفر قُطُزُ صيحته الشهيرة (واإسلاماه)، ومن أجلها ضحى السلطان عبد الحميد بعرشه وملكه وقال: لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدًا من فلسطين، ومن أجلها انتفض أبناء الحجارة يحملون حصى أرضهم وترابها ليرموا بها وجوه الدخلاء الغاصبين.

فماذا عساي أن أقول وقد ضاقت حيلتنا وزاد البلاء علينا وفشا الجهل في مجتمعاتنا وضعف ريحنا حتى تجرأ علينا عدونا فاستباح دماءنا وانتهك أعراضنا واغتصب أرضنا، واليوم بحت أصوات المنادين والمستغيثين وكثير من يتصامم عن نداء إخواننا.

نعم حين نتحدث عن فلسطين والأقصى نجد أنفسنا أمام مأساة تعجز الكلمات عن وصفها، اختلطت فيها العبرات بالعبارات، ولكن أقول لكم كونوا مثل صلاح الدين الذي نصر الدين فنصره الله رب العالمين، يقول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ}  فتح نيفا وسبعين مدينة وحِصنا.

وكان يحكم من أقصى اليمن الى المَـوْصل، ومن طرابلس الغرب إلى النُوبة (شمال السودان و جنوب مصر) .

وكان رحمه الله شجاعًا، كريمًا، حليمًا، حسن الأخلاق، متواضعًا، حافظًا لكتاب الله، حافظًا لكتاب التنبيه في الفقه الشافعي، كثير السماع للحديث النبوي الشريف، ولم يؤخر صلاة عن وقتها، ولا صلّى إلا في جماعة، عمّر المساجد والمدارس، وعمّر قلعة الجبل، وسور القاهرة، وحرر القدس، وكان شافعي المذهب أشعري الاعتقاد، بنى مدرسة في القاهرة لتعليم العقيدة فقط، وأمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح على الـمــآذن بالليل، بذكر العقيدة المرشدة، فواظب المؤذنون على ذكرها في كل ليلة بسائر الجوامع، وفيها هذه الكلمات: الله موجـــودٌ قبـــل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فــــــــوقٌ ولا تحــتٌ، ولا يَمينٌ  ولا شمـالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كـلٌّ، ولا بعضٌ، ولا يقالُ متى كـانَ ولا أينَ كـانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكـــــوانَ، ودبَّـرالزمـــــانَ، لا يتقيَّدُ بالزمــــــانِ ولا يتخصَّصُ بالمكــــان .

وأمر أن تُعلّم المنظومة التي ألّفها لهُ محمد بن هبة البرمكي للكبار والصغار، ومما جاء فيها:      

                    قد كان موجودا ولا مكانا         وحكمه الآن على ما كانا

                     سبحـانه جلَّ عن المكان          وعزَّ  عن تغيـر الزمـان

إخوة الإيمان والإسلام:

لا يسعني في ءاخر كلمتي إلا أن أسال الله تعالى أن يعجل لنا بالفرج وبالنصر المبين وأن يوحد الصفوف على الحق، وأن يلطف بالمسلمين في فلسطين والعراق وحيثما كانوا. ولنردد دعاء يقال عند  الكرب:

لاَ إِلهَ إِلاَّ الله العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلاَّ الله رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ.

لا إِلهَ إِلاَّ الله رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمُ .

ولنقرأ جميعًا إلى سيدنا رسول الله وإلى الشهداء والصالحين وأمواتنا المسلمين سورة الفاتحة

 

 

< Previous Post

كلمة الأمين العام لدار الفتوى في العشاء التكريمي للمقرئ الحاج محمد معروف قرانوح

Next Post >

خطبة الجمعة | الهجرة النبوية الشريفة

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map