بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الطاهر الأمين وعلى ءاله وصحبه، أما بعد

فقد أقامت جمعية ليفربول الإسلامية محاضرة دينية نفيسة ألقاها فضيلة الأديب الشيخ غانم جلول مدير مدارس الثقافة الإسلامية في شمال لبنان وذلك يوم الجمعة 24-8-2007 في قاعة كلية الأمانة الإسلامية في ليفربول.
حضرها إلى جانب رئيس الجمعية الحاج مصطفى المصري شخصيات وفعاليات  وممثلي جمعيات وهيئات من الجالية الإسلامية، ومنهم أمين عام دار الفتوى في أستراليا سماحة الشيخ سليم علوان الحسني وفضيلة الشيخ ابراهيم الشافعي والأستاذ محمد الدنا مدير مدارس الأمانة الإسلامية بالإضافة إلى حشد كبير من المؤمنين والمؤمنات الذين غصت بهم القاعة.
فضيلة الشيخ جلول أكد في محاضرته على أهمية العمل بالعلم الشرعي ومنه الشكر لله على نعمه، ومما جاء فيها :
كثيرٌ من الناس لو سألوا أن يأتوا لمثل هذه المجالس لردهم عنها شهوة قليلة أو طلب راحة يسيرة أو انشغالٌ بما لا ينفع، وأحيانا انشغال بما حرّم الله ، لكنكم جئتم إلى هذا المجلس وتركتم ما كان عندكم من أعمال، أو رضيتم بدل أن تمضوا أوقات الفراغ أن تملؤها بشيء يُكتب في صفحات صحائفكم إن شاء الله تعالى يوم القيامة حسنات .  هذه نعمة ولونظرنا الى ما أنعم الله به علينا من نعم الله لرأيناه شيئا كثيرا وأنا وأنتم نعلم أننا لا نحصي نعم الله علينا لكن تعالوا نستذكر بعض ما أعطانا الله :
أبداننـا، السمع والبصر وسائر الحواس، الصحة، الكفاية، النساء المطيعات والرجال الطيبون، والأبناء الاحباء والمال الذي يأتيكم رويدا رويدا تنفقونه ثم يرجع إليكم مثلُه أو أكثرُ منه، هذا كله يا إخواننا ويا أخواتنا من رزق الله لكم ،

نِعَمُ الله علينا كثيرة ولكننا مطالبون بالشكر، الشكر أن تضع نعمة الله في طاعة الله.
إذا لا يستعظمنّ أحدكم أنه فعل شيئا لوجه الله تعالى، لأن الله لا يحتاج إلينا، الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى عبادتنا، ولا يحتاج إلى صلاتنا ولا إلى صيامنا، لكنك تعبدُ الله لتنفعَ نفسك، أنت تصلي وتصوم وتأتي إلى مجالس العلم لتنفعَ نفسك، فالفضل لله، والخير من الله والعطاء من الله، وأنت في كل حال عبد الله، العبد الذي يملكُهُ الله على الحقيقة، الله يملكُكَ وما تملك، أنت كنت في أصلك نطفة قليلة ثم سواك الله رجلا ، فهلا ذكرتَ لله فضلَه ، وهلا عملتَ في شكره ؟..

يا اخواننا المهمة التي هي على عاتق أهل الخير، أن يُرشدوا الناسَ اليه، فإن لم يرتَشِدِ الناسُ ليُمسكوا بأيدي الناس الى الخير، ثم تابع قائلا:
من يربي أولادكم يا أخواننا ؟؟  إسألوا انفسكم ؟ كل واحد منكم ليسأل نفسه : من الذي يربي عني أولادي ؟ !! فكّر ودبّر !! كل يوم كم تعطي لأولادك من التوجيه ومن التعليم الشرعي ؟؟ ودعنا لا نتكلم لا عن التوجيه ولا عن التعليم الشرعي.  كم من الوقت تعطي لأولادك حتى تسايرهم وتلاعبهم وتنظر في شأنهم وتسألهم عن همومهم ؟  كم تعطهيم كل يوم من الوقت ؟  هؤلاء الذين لو قيل لك اترك الدنيا من أجلهم لتركت الدنيا،   قل لي كم تعطيهم من الوقت ؟  هل تعطيهم ساعة ؟  لعل بعضكم يعطيهم أكثر،  لكن أنا أقول لكم : الذي يعطي أولاده ساعة من تربية وإرشاد في النهار، التلفزيون يربيهم كل يوم 5 ساعات وإذا كان بلغَ مبلغَ المراهقة أو الشباب فخمس ساعات من التلفزيون و6 ساعات من الإنترنت غير المراقب غير المشرف عليه، غير الذي يُوَجّه إليه، يعمل فيه على هواه،فكم ترجو من هذا الوقت الذي تنفقه على أبنائك ؟  كم ترجو أن ترى في أبناءك الخير ؟؟
نحن يا اخواننا لسنا متقوقعين، لسنا منغلقين ولا منـزَوِين، نحن نحب أن نتعلم كل هذه أمور التكنولوجيا الحديثة، نحب أن ندخل بأمرها، ونحب أن نستفيد منها ، ونحن لا ندعوكم إلى حبسهم أبنائكم، لكن إرعَهُم، كُن صديقا لأبنائك، إذا أردت أن ينظروا إلى التلفاز فاختر لهم بلين ويُسْرٍ وسُهولةٍ من غير أن تأتي عليهم بالقوة لأن القوة تولّد في قلوب الناس التنفير، يولد في قلوبهم النفور، من استعمال القوة عليهم ، وعلى الانترنت أرشدهم إلى أشياءَ ترى أنها تنفعُهم ، املأ لهم وقتَهم بنافع ، فإن لم تفعلْ ، ملَؤوا أوقاتَهم بما يريدون ، وأقولُ بما يريدونَ لأن من الأبناء من وفّقَه الله الى حب الخير فيطلُبُه لو لم تُرْشِدْ ، ومن الأبناء من لا يفعل ذلك فيختار من الشر ما يريد  وأنت غافل غارقُ في الدنيا مقبلٌ إليها تطلبُ دُولارَها ودينارها وقد تأتيكَ وقد لا تأتيك .
إذا قلتُ لكم إن ها هنا امثلة تُبكي في أحوال اولادٍ فقدَهُم آباؤُهُم وأُمهاتُهم تقولون لي : ما تعرفُهُ أنتَ نعرفُ أمثالَه وأضعافَهُ . فإذا عرفتمُ فاحذروا وانتبهوا ونبّهوا .
نعم لتربية وتوجيه من الآباء والأمهات ، ليبحثَ أولادهم في بحوثٍ نافعة على الانترنت، نعم لآباء وأمهات يرشدون أبناءهم إلى أشياء محددة على التلفاز تنفع لكن لا لفعل آباءٍ وأمهاتٍ إذا أرادوا أن يرتاحوا من صوت أولادهم وازعاجهم قالوا لهم : إلى التلفزيون أو إلى الانترنت . هذا تخلي . هذا تخلي عن أحبائكم ، هذا تخلي عن فَلِذات أكبادِكم .  ما تزرعونه اليوم غدا ستحصدونَهُ ، ما تجعلونه تحت التراب اليوم فتظنونَهُ مستورا ، غدا يخرج لكم فرخُهُ غدا يشق الأرض نباتهُ فإما أن يكون شوكا وإما ان يكون ثمرا طيبا ، فإن كان شوكا فاللائمةُ عليكم وإن كان ثمرا طيبا فليسَ الفضل اليكم لأنكم لستم الذين ربّيتم على هذا انما هو توفيقٌ من الله .
وفي الختام  بدت الفرحة والسرور على وجوه الجميع كما وزعت الحلوى والمرطبات هذا وتشكر جمعية ليفربول الإسلامية كل من لبى هذه الدعوة متمنين للضيف الزائر إقامة طيبة مملؤة بالخير .

قسم الاعلام

< Previous Post

بيان ليفربول رمضان 2005

Next Post >

نسائم ذكرى المولد الشريف تنشر ايناسها

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map