بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ للهِ الذي أنعمَ علينَا بمحمدٍ سيدِ البشر فَخرِ ربيعةَ ومُضر، منِ انشقَّ له القَمر وسلَّمَ عليهِ الحَجر وسعى لخدمتهِ الشَجر، صلّى الله عليهِ وسلَّم صلاةً وسلامًا تآمَّينِ مُتلازِمَينِ إلى يوم الدّين وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين.

أما بعد قال الله تعالى في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.

أقامت دار الفتوى الأسترالية حفلها السنوي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، يوم السبت 23-10-2021 ولكن هذه المرة عن بُعد، بسبب اتباع القوانين المرعية بخصوص فيروس كورونا، عبر برنامج (زووم) وبُثَّ مباشرة عبر الفيسبوك واليوتيوب.

وقد شارك في هذا اللقاء، بمناسبة المولد النبوي الشريف تحت شعار: سلاما يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكثر من 40 دولة: 

من أستراليا ونيوزلندا وفيجي ونيوكالدونيا وأندنوسيا وماليزيا وبروناي وسنغافورة وتيمور الشرقية وتايلند وكمبوديا وسريلنكا ونيبال وهون كونغ واليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند وباكستان وأفغانستان والداغستان ومصر والعراق ولبنان والأردن وفلسطين والجزائر والمغرب وتونس وليبيا والسودان وموريتانيا وتشاد والكاميرون والإمارات والكويت واليمن وإيطاليا وأوكرانيا واليونان وتركيا وألبانيا وفرنسا وهولندا وغيرهم فضلا عن الولايات الأسترالية كافة وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات السياسية الوزراء والسفراء والقناصل والنواب وأعضاء البلديات ورؤساء التجمعات الفقهية والجمعيات الخيرية والجمعيات الشبابية والنسائية والكشفية والمراكز الإسلامية والمدارس التربوية والمفاتي والمشايخ والدعاة والأساتذة وأهل الفكر والاختصاص ورجال الإعلام.

من أبرز المشاركين في هذا اللقاء إلى جانب أمين عام دار الفتوى في أستراليا سماحة الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني، السناتور شوكت مسلماني عضو مجلس الشيوخ في برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في أستراليا الحاج محمد محيو، رئيس مجلس علماء أندنوسيا الدكتور مفتاح الأخيار عبد الغني، رئيس مجلس الإفتاء الوطني الماليزي داتو وان زاهدي، داتو محمد فخر الدين رئيس منظمة خريجي الأزهر في ماليزيا ونائبه داتو وان محمد، الدكتور عزمي بن متالي ممثلا لرئيس جامعة الشريف علي الإسلامية في بروناي، البرفسور هيري براتيكتو من جامعة نيجيري ولاية مالانج، الأستاذ الدكتور محمد سعيد – أكاديمية النيل  في ماليزيا، سفير سريلانكا في عمان السيد أمير أجواذ، الدكتور محمد رزوي عميد جمعية الصوفية في سريلانكا، الدكتور عمرو غانم من أكاديمية الأزهر الشريف في مصر، الأستاذ الدكتور قاسم طه محمد السامرائيو والدكتور عبد المجيد الحمداني والشيخ طاهر العبيدي عضو الرابطة العالمية لعلماء الحديث والأستاذة الدكتورة خولة حمد الزيدي من العراق، الدكتور خليل الرفاعي عميد إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس، الدكتور عبد القادر علي حسيني من الجزائر ، الدكتور مازن سليم من اليابان، الأستاذ محمد داوود من كمبوديا، الأستاذ محمد نظيم من فيجي، الدكتور جمال السفرتي مستشار المشيخة الإسلامية الألبانية، الشيخ شهاب الدين محمد حسنيوف نائب مفتي الداغستان، رئيس المجمع الفقهي السوداني الدكتور عبد الرحيم آدم محمد سليمان.

والسفراء العرب لدى أستراليا: السيد كريم مدرك سفير المملكة المغربية، السيد محمود زايد سفير جمهورية مصر العربية، السيد عبد الله السبوسي سفير دولة الإمارات، ومن ولاية فكتوريا: قنصل لبنان العام د. زياد عيتاني، قنصل عام سلطنة عمان د. حمود الوردي، قنصل مصر السيد ياسر هاشم، قنصل لبنان الفخري في تزمانيا فادي الزوقي، قنصل المملكة المغربية الفخري رولاند جبور، وممثلون عن الشرطة وعن الإعلام العربي المرئي والمسموع والمكتوب.

برنامج اللقاء كان متنوعا تضمن كلمات لبعض السياسيين والسفراء العرب وبعض الضيوف من أندنوسيا وسنغافورة وأناشيد متنوعة بلغات متعددة .

افتتح اللقاء بقراءة عطرة من القرءان الكريم تلاها القارئ محمد صبوح الأزهري.

ثم كانت كلمة الافتتاح لأمين عام دار الفتوى في أستراليا سماحة الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني الذي رحب بجميع الحاضرين من أستراليا وخارجها وهنأ الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة المولد النبوي الشريف وتحدّث عن معاني الذكرى وصاحب الذكرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم صاحب الأخلاق الحميدة والصفات الجميلة داعيا الأمة إلى الاقتداء به حق الاقتداء وتطبيق تعاليمه كما جاءت من غير إفراط أو تفريط، وتطرق في كلمته إلى بيان جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقال: ومن معاني هذه المناسبة العظيمة أن نتخلق بأخلاق  صاحب الذكرى، فقد رَوى البُخاريُّ في الأدب المفرد عن السيِّدةِ عائشةَ رضي الله عنها أنها قالت في وَصْفِ الرَّسولِ الأعظمِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: « كانَ خُلُقُهُ القُرْءَان»، فَمَنْ أرادَ أنْ يَعْرِفَ خُلُقَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فَلْيَقْرإِ القُرْءانَ ولْيَفْهَمْهُ، فكُلُّ خَصْلَةِ خَيْرٍ أمَرَ اللهُ في القُرءانِ بالتَّخلُّقِ بِها، فهيَ مِنْ خُلُقِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلّم.

ورَوى البُخاريُّ ومسلمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا».

وقَالَ سيدنا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي وَصْفِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَجْوَدُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ». رواه الترمذي

وقال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ، لَيِّنَ الْجَانِبَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ، وَلا فَحَّاشٍ، وَلا عَيَّابٍ».

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَقْبَلَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ الَّذِي يَنْزِعُ، وَلَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُهُ وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ» رواه الترمذي وغيره.

فهذه أخلاق نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، وعلى هذا أصحابه الأخيار وأهل بيته الكرام ومن تبعهم بإحسان.

فهلموا بنا جميعا لنتحلى بهذه الأخلاق الكريمة، ولنساهم بالعلم والعمل والخلق الحسن ببناء مجتمع نافع بعيد عن التطرف، لا غلو فيه ولا تقصير، ولا إفراط فيه ولا تفريط.

ثم تحدث باللغة الإنكليزية رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في أستراليا الحاج محمد محيو شاكرا لدار الفتوى  الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء ومثمنا هذه المبادرة الطيبة بالرغم من الأوضاع الصحية التي تُعاني منها البلاد كافة وبالرغم من وجود القيود الموضوعة من قبل وزارة الصحة والأجهزة المعنية بشأن التجمعات واللقاءات وهو ليس بغريب عن هذه الدار الجامعة التي تُعنى بهذه المناسبة العظيمة في كل سنة بأن تجمع المسلمين وغير المسلمين في مهرجان مهيب في سدني أوليمبك بارك وها هي الآن تجمعنا مرة أخرى بوجود ممثلين من أكثر من 40 دولة لنعيش معًا نفحات هذه الذكرى الطيبة.

بدوره السناتور شوكت مسلماني الذي شارك أيضا عبر تطبيق الزووم ألقى كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره للجهود التي تقوم بها دار الفتوى كل سنة لإحياء هذه المناسبة الكريمة وبهذا الحجم وبهذا الحضور الكبير والمتنوع وأكد في كلمته على ريادة الدور الذي تقوم به الدار والمؤسسات المنضوية تحت مظلتها على الصعيد المحلي الأسترالي والخارجي من نشر الوسطية والاعتدال والتأكيد على أهمية التعايش الحسن بين كافة أفراد المجتمع.

ومن كانبيرا عاصمة أستراليا كانت كلمة لسعادة سفير المملكة المغربية لدى أستراليا الأستاذ كريم مدرك متحدثا عن أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وكم هو عظيم فخرنا واعتزازنا بانتمائنا لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، كما هنأ بدوره دار الفتوى وأمينها العام بهذه الذكرى المباركة متضرعا إلى الله أن يعيد هذه المناسبة العطرة على أمتنا بالخير واليمن والبركات.

ثم كانت كلمة سفير جمهورية مصر العربية لدى أستراليا/السيد محمود زايد حيث تقدم بالتهنئة للجالية المصرية والإسلامية والعربية بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، كما أبدى سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الدولي متمنيا لدار الفتوى ولجميع المسلمين مزيدا من التقدم والازدهار.

ثم كانت كلمة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى أستراليا/ السيد عبد الله علي السبوسي الذي افتتح كلمته بالتعبير عن تهانيه القلبية الحارة لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مؤكدا على أهمية اتخاذ هذه الذكرى المباركة موسما نستذكر من خلاله ما جاء به رسول السلام عليه الصلاة والسلام، كما أثنى على دور سماحة الأمين العام لدار الفتوى في التذكير بهذه الذكرى الطيبة.

ثم كانت الكلمة من أندنوسيا لرئيس مجلس العلماء الأندونيسي الدكتور مفتاح الأخيار عبد الغني الذي أعرب أيضا عن سروره للمشاركة في هذا اللقاء الرائع وشكر دار الفتوى على هذه المبادرة الرائعة لجمع هذه الوجوه الطيبة من بلدان عديدة في ظل الظروف التي نعيشها حاليا. كما استرسل بذكر بعض الأدلة الشرعية على جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وبين أن المنكرين لهذا العمل الطيب ليس لهم دليل فيما يدعونه، وأنه عقد الإجماع بين المسلمين في كافة أرجاء المعمورة على الاهتمام بيوم مولده عليه الصلاة والسلام.

ومن سنغافورة كانت كلمة نائب رئيس اتحاد العلماء ومدرسي الدين الإسلامي في سنغافورة/ الأستاذة كلثوم بنت محمد عيسى التي باركت لدار الفتوى على الجهود المشكورة في إقامة هذا اللقاء الدولي المبارك، كما أردفت بالقول إن الاحتفال بيوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام يحث المسلمين على التمسك بتعاليم الإسلام والسير على خطى المصطفى والاقتداء بأقواله وأفعاله في كل حين. كما تقدمت من المسلمين عامة بالتهنئة بهذه الذكرى الشريفة.

بعد ذلك كانت العروض الإنشادية التي تنوّعت فيها الأناشيد واللغات بين العربية والإنكليزية وغيرها وبمشاركة عدد كبير من المنشدين الأطفال والكبار، ومنها ما قد تم إعادة عرضه من احتفالات السنوات السابقة في سدني أوليمبك بارك بمشاركة الألاف من مختلف الجاليات 

وفي الختام كان الدعاء من فضيلة الشيخ بلال حميصي.

ثم تم فتح المجال لمن أراد الحديث فكانت الكلمات العفوية من معظم الحاضرين ومن مختلف البلدان والفرحة ظاهرة على وجوههم حيث انهالوا بعبارات الشكر والامتنان لدار الفتوى على تنظيم مثل هذا اللقاء الجامع والناجح.

نسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذه الذكرى بالأمن والأمان.

قسم الإعلام في دار الفتوى

< Previous Post

مشاركة فضيلة الأمين العام لدار الفتوى في أستراليا في حفل المولد النبوي الشريف والذي أقيم في مسجد البسطة الفوقا في بيروت

Next Post >

مقال جريدة صوت الأزهر

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map