فصل في معاصي القلب
قال عليه الصلاة والسلام: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” رواه البخاري ومسلم.
[281]- س: ما هو الرياء بأعمال البر؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه” رواه النسائي. والرياء هو العمل بالطاعة لأجل الناس أي ليمدحوه، ويحبط ثوابها، وصاحبه عليه إثم.
[282]- س: ما هو العجب بطاعة الله؟
ج: العُجبُ بطاعة الله هو شهود العبادة صادرة من النفس غائباً عن المنة، ولا يحبط ثوابها إلا إذا كان مقارناً للعمل وعلى صاحبه إثم.
[283]- س: ما معنى الأمن من مكر الله؟
ج: هو أن يسترسل الشخص في المعاصي ويعتمد على رحمة الله قال تعالى: { أَفَأَمِنوا مَكْرَ الله فلا يأمَنُ مَكْرَ الله إلا القَوْمُ الخاسِرون } سورة الأعراف. ومعنى مكر الله هنا عقوبة الله.
[284]- س: ما معنى القنوط من رحمة الله؟
ج: القنوط من رحمة الله أن يعتقد أن الله لا يغفر له البتة وأنه لا محالة يعذبه، وذلك نظراً لكثرة ذنوبه مثلاً. قال تعالى: { قُل يا عباديَ الذين أَسْرَفوا على أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطوا من رَحْمَةِ الله } سورة الزّمر.
[285]- س: ما هو التكبر؟
ج: التكبر نوعان: ردُّ الحقّ على قائله مع العلم بأنّ الحق مع القائل لنحو كون القائل صغير السنّ، واستحقار الناس وهو أن ينظر إلى غيره بعين الإحتقار وإلى نفسه بعين التعظيم.
[286]- س: تكلم عن الحسد.
ج: الحسد هو كراهية النعمة للمسلم واستثقالها له وتمني انتقالها إليه وعمل بمقتضاه.
[287]- س: ما هو الحقد؟
ج: الحقد هو إضمار العداوة للمسلم والعمل بمقتضى هذه العداوة وعدم مخالفة ما يستشعر به في نفسه من ذلك بالكراهية.
[288]- س: تكلم عن المنّ بالصدقة.
ج: المنّ بالصدقة هو أن يعدد نعمته على ءاخذها، أو يذكرها لمن لا يُحب الآخذ اطلاعه عليها ليكسر قلبه، وهو يحبط الثواب ويبطله قال تعالى: { يا أيها الذين ءامنوا لا تُبْطِلوا صَدَقاتِكُم بالمنِّ والأذى } سورة البقرة.
[289]- س: ما هو الإصرار على الصغيرة المعدود من الكبائر؟
ج: الإصرار على الصغيرة المعدود من الكبائر هو أن تغلب صغائره على حسناته وهو من معاصي القلب، لأنه يقترن به قصد النفس معاودة ذلك الذنب وعقد القلب على ذلك.
[290]- س: ما هو سوء الظنّ بالله وبعباده؟
ج: سوء الظنّ بالله هو أن يظنّ بربّه أنه لا يرحمه بل يعذّبه، وأن يظنّ بعباد الله السوء بغير قرينة معتبرة.
[291]- س: ما حكم الفرح بالمعصية؟
ج: الفرح بالمعصية حرام سواء كانت منه أو من غيره.
[292]- س: ما حكم الغدر؟
ج: الغدر حرام، وهو كأن يقول لشخص: أنت في حمايتي ثمّ يفتك به هو أو يحرّض غيره على الفتك به، وهو حرام ولو بالكافر كأن يؤمنه ثم يقتله.
[293]- س: تكلم عن المنكر.
ج: المكر هو إيقاع الضرر بالمسلم بطريقة خفية، وهو حرام، قال عليه الصلاة والسلام: “المكر والخداع في النار” أخرجه الترمذي.
[294]- س: تكلم عن بغض الصحابة والآل والصالحين.
ج: بغض الصحابة جملة كفر، والصحابي هو من اجتمع بالنبي عليه الصلاة والسلام على طريق العادة وءامن به ومات على ذلك. أما الآل فالمراد بهم أقرباؤه عليه الصلاة والسلام المؤمنون وأزواجه والصالحون هم الأتقياء كالعلماء العاملين وغيرهم، فيحرم بغضهم.
[295]- س: تكلم عن البخل فيما أوجب الله وعن الشح، والحرص.
ج: البخل بما أوجب الله حرام كأن يمتنع عن دفع الزكاة بعد الوجوب والتمكن. والشحّ هو زيادة البخل وهو حرام. والحرص هو شدة تعلق النفس لإحتواء المال وجمعه على الوجه المذموم، كالتوصل به إلى الترفع على الناس وعدم بذله إلا في هوى النفس.
[296]- س: تكلم عن الإستهانة بما عظم الله، والتصغير لما عظم الله.
ج: الإستهانة بما عظم الله حرام، والإستخفاف به كفر، فمن استخف بالجنة أو بالنار مثلاً فقد كفر، أما إن لم يستخف لكنه لم ينزلها في قلبه المنزلة التي أمر الشرع بها فهذا ليس كفراً لكنه حرام.