لا يَصِيرُ المسلِمُ وَليّا حتى يَترُكَ مَا لا بأسَ به حذَرًا مِنَ الوُقوعِ فِيمَا فيهِ بأسٌ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لا يَبلُغُ العَبدُ أن يَكُونَ مِنَ المتّقِينَ حتى يَدَعَ مَا لا بَأسَ بِهِ حَذَرًا مما بِه بَأسٌ “رواه الترمذيّ وابن ماجه والحاكم. (أي يَترُكُ فُضُولَ الحَلالِ حَذَرًا مِنَ الوُقُوعِ في الحرَام.) هَكذَا الأولياءُ كُلُّهُم لا يَأكُلونَ جميعَ ما يَشتَهُونَ ولا يَلبَسُونَ جَميعَ ما يَشتَهُونَ، يَقتَصِرُونَ على القَليلِ.

ويُروى عن عيسى عليه السلام أنّه قالَ : “واللهِ إنّ لُبْسَ المُسُوحِ واستِفَافَ الرَّمادِ والنَّومَ على المزَابلِ كَثيرٌ على مَن يموتُ “.

هؤلاء الذينَ يَدّعُونَ الوِلايةَ ويَلتَزِمُونَ أَكلَ الأطعِمَةِ اللذيذَةِ والملابسَ الفَاخِرةِ بَعِيدُونَ مما يَدَّعُونَ، لا يَكُونُ العَبدُ وَليّا إلا بزُهْدٍ، لُبسُ المُسُوحِ مَعناهُ هذا الشّعر شَعرُ البهَائم الذي لم تَدخُلْهُ صِنَاعَةٌ، هذا يَكونُ خَشِنًا، اليومَ هذا الصُّوفُ الذي نَلبَسُه دَخَلَتْه الصّنَاعَةُ، صَارَ قَريبًا مِنَ القُطْنِ، واستِفَافُ الرّمادِ هذا مَفهُومٌ، تَجرُّعُ الرّمادِ معَ الماء.

لُبسُ المُسُوحِ هذا يَليقُ بالأنبياء، أمّا سَفُّ الرّمَادِ والنّومُ على المَزابِلِ لا يَفعَلُونَهُ وهذا الذي ذُكِرَ مِثالٌ، معناه الإنسانُ لَو فَعلَ ذلكَ فَهوَ أَهونُ مِنْ ضِيقِ القَبر، وليسَ مَعنَاهُ أنْ يَتَعمَّدَ الإنسانُ فِعْلَ ذَلكَ .

< Previous Post

أَدَبُ الْمُعَلِّمِ

Next Post >

إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map