حكم من ذم اللغة العربية

اعلمْ رَحِمَكَ الله أنّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ مدحَ اللُّغةَ العربيةَ وأمَر بِمَحَبَّتِها فهيَ لغَةُ أهلِ الجنّةِ وأوّلُ لُغةٍ تكَلّمَ بها ءَادَمُ في الجنّةِ وهيَ اللّغةُ التي أُنزِل بها القرءانُ الكريمُ فلا يجوزُ مَسَبَّتُها والاستهزاءُ بها.

واعلَمُوا أنَّ اللّغةَ العرَبيّةَ هيَ أفضَلُ اللّغاتِ ولغةُ أفضَلِ الخَلقِ سيدِنا محمدٍ صَلَّى الله عليه وسلم وهيَ أسْهَلُ لُغَةٍ ويدلّ على ذلك قولُهُ تعالى ﴿ولقَدْ يَسَّرْنَا القُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ﴾ [سورة القمر17]، ولكن بسببِ اختلاطِ العَجمِ بالعَربِ صَارَ بَعضُ مَن لا عِلْمَ له يقولُ “اللغةُ العَربية صَعْبَة” وهذا القولُ لا يجوزُ، بل اللغةُ العَربيةُ هيَ أحسَنُ لغةٍ وأسهلُ لغةٍ وهيَ لغةُ القرءانِ الكريم أفضلِ الكتُبِ السّماوية.

فلا يجوزُ سَبُّ اللغةِ العربيةِ ولا تنقِيصُها ولا ذمُّهَا ولا سَبُّ حرفٍ واحدٍ منها كالألِفِ والعَين أو غيرِ ذلكَ، ولا يجوزُ أيضًا سَبُّ القواعدِ العربية النّحْوِ والصّرْفِ لأَنَّهُمَا يُسَاعِدَانِ عَلَى فَهْمِ الحدِيث وَفَهْمِ القُرْءَان، ولا يجوزُ سَبُّ البلاغَةِ والعَرُوض، ولا يجوزُ سَبُّ غيرِ ذلكَ من علُومِ العربيةِ النّافِعةِ.

فمنْ سبَّ اللغةَ العربيةَ وحَقَّرَها أو سبَّ حَرْفًا وَاحِدًا منها فقَد هَلَكَ وَالعِيَاذُ بِالله لأنَّهُ سبَّ لغةَ القرءانِ وحَرْفًا مَوجُودًا في القرءانِ الكَريم فاحفَظُوا ألسِنَتكم عن هذا وعن كُلِّ كَلامٍ لا خَيرَ فيه.

عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُمَا أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قال: أحِبُّوا العرَبَ لثَلاثٍ لأنّي عَربيّ والقُرءانَ عَربيّ وكلامَ أهلِ الجنّةِ عَربيٌّ” رواه ابنُ أبي شَيبةَ والحاكم وَغَيْرُهُمَا.

< Previous Post

يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ يِطْعَمَكْ حَجَّة أَوْ يِطْعَمَك وَلَد

Next Post >

مِمَّا يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ (شَاءَ الْقَدَرُ)

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map