ترجمة موجزة للحافظ تقي الدين السبكي

الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ الْمُفَسّر الْمُقْرِئ الأصولي الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ

عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بْن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن مسوار بن سوار بْن سليم السُّبْكِيّ الإمام العالم العامل الزاهد العابد الورع الخاشع البارع العلاّمة، شيخ الإسلام حبر الأمة الرّحلة الفقيه الأصولي البليغ الأديب المنطقي، جامع الفنون علامة الزمان قاضي القضاة أوحد المجتهدين، تقي الدين أبو الحسن الأنصاري الخزرجي السبكي الشافعي الأشعري:

يا سعد هذا الشافعيّ الذي     بلّغه الله تعالى رضاهْ

يكفيهِ يومَ الحشرِ أن عُدَّ في    أصحابهِ السبكيُّ قاضي القضاهْ

مولده أول يوم من صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وتفقه في صغره على والده رحمه الله تعالى ثم على جماعة ءاخرهم فقيه العصر نجم الدين بن الرفعة، وقرأ الفرائض على الشيخ عبد الله الغماري المالكي.

تولى بدمشق مع القضاء خطابة الجامع الأموي وباشرها مدة، وذلك في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، فقال الذهبي في مدحه: ما صعد هذا المنبر بعد ابن عبد السلام أعظم منه ونظم في ذلك:

ليهنَ المنبرُ الأمَوِيُّ لمّا             علاه الحاكمُ البرُّ التقيّ

شيوخُ العصرِ أحفظهم جميعًا     وأخطَبُهم وأقضاهُم عليُّ

وحافظًا لنظامِ الشرعِ ينصرُهُ       نصرًا يُلقّيه من ذي العرشِ غُفرانا

كلُّ الذي قلتُ بعضٌ من مَناقبِهِ     ما زدتُ إلا لعلي زدتُ نقصانا

ومن مسموعاته الحديثية: الكتب الستة، والسيرة النبوية، وسنن الدارقطني، ومعجم الطبراني، وحلية الأولياء، وغير ذلك وصنف بالديار المصرية ودمشق ما يزيد على المائة والخمسين مصنفًا فمن ذلك: الدر النظيم في تفسير القرءان العظيم عمل منه مجلدين كبيرين ونصفًا، وتكملة المجموع في شرح المهذب ولم يكمل، والابتهاج في شرح المنهاج في الفقه بلغ فيه إلى ءاخر وقت، والتحقيق في مسئلة التعليق ردّا على ابن تيمية في مسئلة الطلاق.

الإجماع منعقد على بقاء النار وقد ذكره الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في رسالته “الاعتبار ببقاء الجنة والنار” التي رد بها على من خالف ذلك فقال ما نصه:”فإن اعتقاد المسلمين أن الجنة والنار لا تفنيان، وقد نقل أبو محمد بن حزم الإجماع على ذلك وأن من خالفه كافر بالإجماع، ولا شك في ذلك، فإنه معلوم من الدين بالضرورة، وتواردت الأدلة عليه” انتهى.

الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي هو من العلماء الذين فسروا الاستواء المذكور في الآية {الرحمن على العرش استوى} بالاستيلاء.

وقال في شرح عقيدة ابن الحاجب:”اعلم أن حكم الجواهر والأعراض كلَّها الحدوث، فإذًا العالم كله حادث، وعلى هذا إجماع المسلمين بل وكل الملل، ومن خالف في ذلك فهو كافر لمخالفة الإجماع القطعي” اهه.وهو الذي عرف العبادة فقال: “العبادة أقصى غاية الخشوع والخضوع”.

الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي هو ممن نقل عن حفّاظ المحدثين جواز التوسّل بالنبي بعد وفاته، وكتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام فيه رد على من أنكر سفر الزيارة لخير الأنام.

توفي رحمه الله تعالى في ليلة الاثنين ثالث جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة، رحمه الله رحمة واسعة.

< Previous Post

الإمام اللغوي الفيروزآبادي

Next Post >

الأديب اللغوي المتبحر أبو القاسم الأصفهاني

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map