إن الماضي صفحات والتاريخ عبر وعظات , وفي صفحات الماضي وعبر التاريخ  المجيد السراج الذي يكشف للمستبصر الرؤية ويهديه سواء السبيل , وهجرة الرسول المباركة  هي واحدة من تلك العبر والعظات.
لقد كانت الهجرة إيذانا  بأن صولة الباطل مهما عظمت وقوته مهما بلغت فمصيرها الزوال , ونهايتها الى الفشل والبوار وإيذانا ان الحق لا بد له من يوم يحطم فيه الاغلال وتعلوا فيه رايته وترتفع كلمته.
لقد جائت هجرة الرسول بأمر من الله عز وجل لتعلن نهاية عهد الاستبداد وبداية فجر مشرق وعهد مجيد من هناك من يثرب انبثق نور الدعوة المحمدية قويا وضاء فبدد الظلمات وجاز ما اعترضه من عقبات .
لم تكن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم هربا من المشركين ولم تكن هجرته حبا في الشهرة والجاه والسلطان ولم تكن هجرته التماسا للراحة والسكون .
وانما كانت تنفيذا لامر الله سبحانه وتعالى ,  وبعده خرج الفاروق عمر بن الخطاب وكانت لقصة خروجه رضي الله عنه العبر الكثيرة.

وعندما وصل الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الصديق ابي بكر الى يثرب خرج المؤمنون من اهلها مرحبين بقدوم النبي الكريم وصاحبه الوفي واستبشروا بقدومهما وقدوم الاصحاب كل خير وضرب هؤلاء مع اخوانهم المهاجرين أروع الامثلة في التضحية والاخوة والتحابب والتباذل في الله .
لقد جمعهم الاسلام , ووحدتهم العقيدة , وألف الله بين قلوبهم حتى صاروا على قلب رجل واحد لا يفرق بينهم طمع ولا دنيا , ولا يباعد بينهم حسد ولا ضغينة , مثلهم كمثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجمعنا  بهم إنه على كل شئ قدير وكل عام وانتم بخير

الجمعية الصوفية الاوسترالية

< Previous Post

خطبة الجمعة | الهجرة النبوية الشريفة

Next Post >

من معين الهجرة النبوية المباركة

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map