إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُه ونستهدِيهِ ونشكرُهُ ونستغفرُهُ ونتوبُ إليهِ ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا ومِنْ سيِّئاتِ أعمالِنا مَنْ يَهدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ لهُ .وأشهدُ أنْ لا إِلَـهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَلا جِهَةَ ولا مَكانَ وَلا حَيِّزَ لَهُ وَلا يُوصَفُ رَبِّيْ سبحانَهُ وتعَالى بالقعودِ ولا بالجلوسِ خَلَقَ العَرْشَ إظهارًا لقدرتِهِ ولَـمْ يَتَّخِذْهُ مكانًا لذاتِهِ ومهمَا تصوَّرْتَ بِبالِكَ فاللهُ لا يُشبهُ ذلكَ . وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعينِنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه بَلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصَحَ الأُمَّةَ فجزاهُ اللهُ عنَّا خيرَ مَا جَزَى نبيًّا مِنْ أنبيائِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ الصادقِ الوعْدِ الأمينِ وقائدِ الغُرِّ المحجَّلينَ وعَلى ءَالِهِ وإخْوانِه النَّبيِّينَ وأصحابِه الطيِّبينَ الطَّاهرينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إِلى يومِ الدِّينِ، أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ فَإِني أوصيكُمْ ونَفْسِيْ بتقوَى اللهِ العَلِيِّ العَظيمِ القائلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ : [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ] {آل عمران:10}

والمالُ والولدُ نعمةٌ مِنَ اللهِ والجسَدُ والصحَّةُ نعمةٌ مِنَ اللهِ والأرضُ والزَّرْعُ والمطرُ نعمةٌ مِنَ اللهِ فالعجَبُ ممَّنْ يعيشُ في أرضِ اللهِ ويأكلُ مِنْ رِزقِ اللهِ ويتمتَّعُ بأنعمِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى ثمَّ يكفرُ فيسُبّ اللهَ والعياذُ باللهِ مِنَ الكفْرِ .

 فمَنْ تلفَّظَ بشتمِ الرَّبِّ بمسبَّةِ اللهِ بمسبَّةِ الخالقِ سبحانَهُ وتعالى وماتَ مِنْ غيرِ أنْ يَرْجِعَ إِلى الإسلامِ بأنْ يشهدَ أنْ لا إِلَـهَ إِلا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ فهذَا خالدٌ في نارِ جهنَّمَ التي أُوقِدَ عَليها ألفَ عامٍ حَتى احمرَّتْ وألفَ عامٍ حتى ابيضَّتْ وألفَ عامٍ حتى اسودَّتْ فهيَ سوداءُ مظلمةٌ، والكافرُ في جهنَّمَ لا يموتُ فيها ولا يحيى كمَا أخبرَ ربُّنا تعَالى في القرءانِ عنِ الكافرِ : [ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا] {الأعلى:13} فلا يموتُ ويرتاحُ مِنَ العذابِ ولا يحيى حياةً طيِّـبةً هنيئةً بلْ في ذُلٍّ وعذابٍ ونكَدٍ إِلى مَا لا نهايةَ لهُ فهذَا الذِي يَسُبُّ اللهَ عندَ الغضَبِ أوْ حالَ الفرَحِ أوِ المزْحِ أوِ الضَّحِكِ أوِ اللعِبِ أوْ ما يُسمَّى بالتنكيتِ والطُّرَفِ والاستهزاءِ وانتشرَ هذَا عَلى بعضِ القنواتِ التلفزيونيةِ الفضائيةِ وغيرِها بعضُ الناسِ يقولونَ ما يُسمَّى النكَتَ عَلى اللهِ لإضحاكِ الناسِ والعياذُ باللهِ تعَالى مِنَ الكفْرِ، كمْ هوَ خاسرٌ خاسرٌ خاسرٌ.

فإذَا كانَ الكلْبُ الذِي لحِقَ بأهْلِ الكهْفِ أيِ الفتيةِ الذينَ ءامَنوا باللهِ وفَرُّوا بدِينِهِمْ مِنَ الملِكِ الظالمِ الذِي أرادَ قتلَهُمْ لأنهُمْ كانُوا عَلى الإسلامِ قالَ : فواللهِ إِني لا أكفُرُ باللهِ، هؤلاءِ الفتيةُ خرَجوا مِنَ البلدةِ كيْ لا يَشعرَ بهِمْ أحدٌ فلحِقَهُمْ كلْبٌ بهيمةٌ لا عَقلَ لها، كَلبٌ صارَ ينبحُ فرمَوْهُ بالحجارةِ، فلَحِقَهُمْ فرمَوهُ بالحجارةِ، فلَحِقَهُمْ فرمَوهُ بالحجَارةِ، فلحِقَهُم وجلسَ عَلى هيأةِ الدَّاعي وقالَ: يا قومُ لِمَ ترجمونني ؟ لِمَ تطردونَني ؟ فوَاللهِ إِني لا أكفرُ باللهِ، فواللهِ إِني لا أكفرُ باللهِ، فواللهِ إني لا أكفرُ باللهِ، فأخذُوه معَهُمْ قالَ اللهُ تعَالى في القرءانِ الكريمِ في سُورةِ الكهفِ:[ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ] {الكهف:18}

  أيهَا الأحبَّةُ الكرامُ، مَنْ مِنَّا لا يعصرُ قلْبُهُ إذَا سمعَ إنسانًا يَسُبُّ أمَّهُ أوْ أباهُ وهذَا مِنَ الكبائرِ والعياذُ باللهِ فكيفَ بمسبَّةِ الخالقِ ؟ كيفَ بمسبَّةِ اللهِ سبحانَهُ وتعَالى ؟

أيُّهَا الأحِبَّةُ، الكِرامُ الأمُّ تحمَّلتْ ءالامَ الحمْلِ والوِلادةِ، تحمَّلَتِ العمَلَ للرضيعِ وإطعامَهُ وتنظيفَهُ، الأمُّ تحمَّلَتْ مجهودَ السَّهَرِ في الليالي عندَ مرَضِ الطفلِ والولدِ، الأمُّ تحمَّلَتْ تعبَ غسيلِ ثيابِ الطفلِ وإطعامِهِ والتحضيرِ لَه وتدريسِه وتربيتِهِ ونُصحِهِ وإرشادِه وغيرَ ذلكَ، فهذِه الأمُّ أنتَ لا تسبُّها فكيفَ بمَنْ يسبُّ خالقَ الأُمِّ والطفلِ وهوَ الذِي مَنَّ عَلينا وأنعمَ عَلينا بِنِعَمٍ لا تُحصى ؟ كيفَ ؟ كيفَ ؟ فنحنُ نتجنَّبُ مَسبَّةَ الأُمِّ المؤمنةِ الصابرةِ لأنَّ هذا حرامٌ مِنَ الكبائرِ فكيفَ بمسبَّةِ اللهِ التي هيَ كُفرٌ ؟؟ والعياذُ باللهِ مِنَ الكُفرِ . اللهُ الذِي أنعمَ علينَا بنِعَمٍ لا تُحصى، أنعَمَ عَلينا بالصحّةِ، بالبصرِ، باللسانِ، بالسمْعِ، بالكلامِ، بالطعامِ، بالشرابِ، بالزوجةِ، بالولدِ، باليدَينِ، بالرِّجْلينِ، بالمالِ، بالبيتِ، بالأرضِ الممهَّدةِ، بالجبالِ الأوتادِ، بالنومِ الهنيْءِ بالليلِ، اللباسِ بالنهارِ، المعاشِ بالسماءِ المبنيَّةِ بالسراجِ الوهَّاجِ، بالماءِ الثجّاجِ، بالنباتِ، بالثمارِ، بالفواكهِ، بالأنعَامِ، بالتذوقِ، بالشمِّ، باللمْسِ ، بالأنهارِ، بالبحَارِ، بعِلْمِ الدِّينِ، بالعمَلِ بالإيمانِ، بالإسلامِ، بالإسلامِ، بالإسلامِ، فكيفَ بعضُ الناسِ يسبّونَ اللهَ الذِي أنعمَ علينَا بنِعَمٍ لا تحصَى؟ قال الله تعالى : [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ] {النحل:18} والتي ذَكَـْرنَا شىءٌ منها فقَط ؟ كيفَ ؟ كيفَ ؟ كيفَ ؟ الكَلْبُ يقولُ فواللهِ إنّي لا أكفرُ باللهِ وبعضُ النَّاسِ يَكفُرونَ باللهِ ؟ يَسبُّونَ اللهَ يَشتمونَ اللهَ، فإنَّ الصرخةَ التي أطلقْناهَا الأسبوعَ الماضِيَ نُطلِقُها مِنْ جديدٍ لِيتكلَّمَ كلُّ واحدٍ مِنَّا بهذَا الموضوعِ أيِ بالتحذيرِ مِنْ مسبَّةِ اللهِ، يَتكلَّمُ بينَ زملائِه في العمَلِ في الجامعةِ في المدرسةِ بينَ أهلِ بيتِه وجيرانِه عمَلاً بقولِه تعَالى : [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ] {آل عمران:110} ومِنْ جملةِ شتمِ اللهِ نسبةُ الجهةِ أوِ المكانِ أوِ الجلوسِ لهُ سبحانَهُ أوْ نسبةُ الجسْمِ أوِ الصورةِ أوِ الحدِّ للهِ سبحَانهُ وتعَالى أوْ نِسبةُ المثيلِ أوِ العَجْزِ أوِ الجهْلِ لهُ أوْ نسبةُ النـزولِ أوِ الحرَكةِ للهِ والعِياذُ باللهِ تعَالى مِنْ ذَلكَ كُلِّهِ، تنَـزَّهَ اللهُ عنْ ذَلكَ وتعَالى عُلوًا كَبيرًا . واعْلَمُوا أيُّهَا الأحِبَّةُ الكِرَامُ أنَّ قَعْرَ جهنَّمَ بعيدٌ، قعرُ جهنَّمَ مسافةُ سبعينَ عامًا وذلكَ محلُّ الكفَّارِ لا يَصِلُهُ عصاةُ المسلمِينَ وقَدْ عُلِمَ أنَّ المسافةَ التي توصِلُ إِلى قَعْرِ جهنَّمَ هيَ هذِه مِنَ الحدِيثِ الذِي فيهِ أنَّهُ بينَما كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معَ بعضِ أصحابِهِ إذْ سمِعوا وَجْبةً أيْ صوتًا فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” تدرونَ مَا هَذا” قالُوا : اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ قالَ هذا حَجَرٌ رُمِيَ بهِ في النَّارِ منذُ سَبعينَ خَريفًا فهوَ يَهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتى انتهَى إِلى قعْرِهَا ” رواهُ مسلمٌ .والكلامُ عنْ وعيدِ الكافرينَ كثيرٌ والكلامُ عَنْ عذابِ الكافرِ في جهنَّمَ وفي القبرِ كثيرٌ فمَا أردْتُ إِلا أنْ أذكرَ لكُمْ شيئًا مما وَرَدَ عَنْ عذابِ الكافِرِ لِتَحْذَرُوا وتُحَذِّرُوا مِنْ مَسبَّةِ اللهِ مِنْ شَتْمِ اللهِ، مِنْ مَسبَّةِ الخالقِ سُبحانَهُ وتَعالى فنسألُ اللهَ العَلِيَّ القديرَ أنْ يَحفظَ علينَا دِينَنا الذِي جعلَهُ عصمةَ أمْرِنا وأنْ يَرزقَنا هِمَّةً عاليةً لِنصرةِ دِينِه إنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شىءٍ قديرٌ لا يُعجزُهُ شىءٌ أبدًا.  

هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم.

< Previous Post

خطبة الجمعة | التحذير من مسبة الله عز وجل- ج1

Next Post >

فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map