التّحذيرُ مَنْ قَولِ بعضَهِم (الجنّةُ بلا ناس لا تُدَاس)

واعلم رحِمَكَ اللهُ أنّ الجنّةَ دارُ فَرَحٍ وسُرُورٍ وأنَّ المؤمِنَ يَسْعَدُ بها ويكونُ فَرِحًا مَسرورًا مُستأنِسًا لا يَشْكُو وَحْشةً ولا مَلَلا ولا همًّا ولا غَمًّا ولَو لم يكنْ مَعَهُ غيرُه مِنَ البشَر.

وإنَّ مما يجبُ التّحذيرُ مَنْهُ قولُ بعضِ الناسِ إذا ذَهبُوا إلى مكان فلم يجدُوا فيه غيرَهم (الجنّةُ بلا ناس لا تُدَاس) فإنَّ هَذِهِ الكلمةَ تخرج من الملة وفيها تكذيب للدين والعِيَاذُ بالله لما فيها منَ المعارَضَةِ للنّصُوصِ القُرْءَانِيَّةِ والحَدِيثيَّةِ الدالّةِ على عظيمِ نَعيمِ الجنّة.

فهذهِ العِبارةُ بشِعَةٌ لأنّها تُنافي أنّ الجنّةَ دارُ فَرحٍ وسرُورٍ دائمٍ لا يَدخُلُه مَللٌ ولا انقِطَاعٌ ولا استيحَاشٌ، ولو انفَردَ واحِدٌ فيها لا يَستَوحِشُ لأنّ مَن دخَلَها لا يحصُلُ لهُ وَحْشَةٌ ولا همٌّ ولا غَمٌّ ولا بؤسٌ إلى الأبد، أليسَ هيَ الآن مسكُونَةٌ للحُورِ العِيْن والوِلْدان وَهُمَا ليسَا منَ النّاسِ، أليسَ ءادمُ كانَ وحْدَه فيها في بادِئِ الأمرِ ولم يكنْ مَعَهُ غيرُه منَ البشَر.

لكن مَنْ لم يَفهَمْ مِن هذه الكلمةِ ذمَ نعيمِ الجنّةِ إلا أنّه بوجُودِ النّاسِ يكونُ أكثرَ استئناسًا

لا يخرج من الدين، لكن أقلُّ أحوالِ هذه الكلمةِ الحُرمَةُ فيَجبُ النّهيُ عنها.

< Previous Post

مِمَّا يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ (شَاءَ الْقَدَرُ)

Next Post >

حكم من شكر غيره على المعصية

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map