فائدة: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”  طُوبى لمنْ شَغَلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ”  أخرجه البَزّارُ بإسنَادٍ حَسن.

كذا من ص  277 من بلوغ المَرام مِن أدلّة الأحكام للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني المُتوفّى سنة 852 هجرية  .

ورواه أحمد والطبراني وابنُ حِبّان والحاكم

معنى طوبى لك : أصَبت خيرا وطِيبا  (كذا من2/359 من تفسير النسفي )

معنى الحديث : قال أهل العلم : لاينبغي أن يكون الواحد منا مُتتبِعا لعورات أخيه (أي عيوبه ) بل ينبغي أن يُسامحه إن أساء إليه وإن أحسن إليه أن يُعامله بالاحسان . المؤمِنُ يُهَذّبُ نَفسَهُ قَبلَ أن يَشتَغِلَ بالتّنقِيبِ عن عُيُوبِ غَيرِه.

قالَ المنَاويُّ : طُوبَى لمن شَغلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ فَلم يَشتَغِل بها ، فعَلى العَاقلِ أن يتَدبّرَ في عيُوبِ نَفسِه فإنْ وجَد بها عَيبًا اشتَغلَ بإصلاحِ عَيبِ نَفسِه فيَستَحِي مِن أن يَترُكَ نَفسَه ويَذُمَّ غَيرَه . والعُيوبُ مِنها ما يَتعَلّقُ بفِعلِ الشّخصِ باختِيارِه ومنهَا مَا لا يتَعلَّقُ باختِيارِه كالخِلْقَةِ الدّمِيمَةِ فلا يجوزُ ذَمُّهُ بها.

قالَ رَجُلٌ لِبَعضِ الحُكَماءِ يا قَبِيحَ الوَجهِ ، فقَالَ ما كانَ خَلْقُ وجْهِي إليَّ فأُحَسّنَه.

وقالَ البيهقيُّ ذُكِرَ رَجُلٌ عِندَ الرّبِيع بنِ خَيثَم فقَالَ: مَا أنَا عن نَفسِي بِراضٍ فأَتفَرّغَ مِنها إلى ذَمّ غَيرِها ، إنّ العِبادَ خَافُوا اللهَ على ذُنوبِ غَيرِهِم وأَمِنُوا على ذُنوبِ أَنفُسِهم .

وقالَ حَكِيمٌ: لا أحسِبُ أحَدًا  يتَفَرَّغُ لِعَيبِ النّاسِ إلا عن غَفلَةٍ غَفِلَها عن نَفسِه ، ولَو اهتَمَّ لِعَيبِ نَفسِه ما تفَرّغَ لِعَيبِ أَحَدٍ.

< Previous Post

عليكن بالتسبيح والتقديس والتهليل

Next Post >

من استغفر للمؤمنين والمؤمنات

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map