بسم الله الرحمن الرحيم
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ عَقِبَ الصَّلاةِ: “لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ على كُلِّ شَىْءٍ قَديرٌ اللهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ” الْجَدُّ هُنَا مَعْنَاهُ الْغِنَى وَيُطْلَقُ الْجَدُّ في اللُّغَةِ عَلَى أَبِ الأَبِ وَعَلى أَبِ الأُمِّ وَيَأتي الْجَدُّ لِمَعْنَى الْعَظَمَةِ كَمَا في قَوْلِهِ تعالى: {وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبِّنَا} أَيْ تَنَزَّهَ عَظَمَةُ اللهِ
وَوَرَدَ في صَحيحِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَغْفِرُ ثَلاثًا عَقِبَ الصَّلاةِ. سُئِلَ الأَوْزَاعِيُّ كَيْفَ كَانَ يَقُولُ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ
وَثَبَتَ في الْحَدِيثِ أَنَّهُ صَلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ: إِنِّي أُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ فَلا تَدَعَنَّ أَنْ تَقُولَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ اللهُمَّ أَعِنِّي عَلى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ. وَثَبَتَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عَقِبَ كُلِّ صَلاةٍ: اللهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلالِ والإكْرَامِ
وَثَبَتَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا الْمَوْتُ
وَصَحَّ في الْحَدِيثِ: مَنْ سَبَّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا وَحَمِدَ اللهَ عَشْرًا وَكَبَّرَ عَشْرًا ثُمَّ إِذَا أَتَى مَضْجَعَهُ سَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ مِائِتَانِ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ وَأَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةٍ في الْمِيزَانِ وَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ في الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ
وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ شَكَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى في يَدِهَا قَالَ فَذَهَبَتْ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَرَهُ قَالَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَلَمَّا جَاءَ ذَكَرَتْ لَهُ قَالَ فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: “مَكَانَكِ” ثُمَّ جَلَسَ بَيْنَنَا فَقَالَ: “أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ” رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالبَيْهَقِيُّ
وَمِنَ الْفَوَائِدِ الْعَظِيمَةِ قِرَاءَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ دُبُرَ كُلِّ فَرِيضَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ أَقْوَى لِلتَّحَصُّنِ مِنْ حَمْلِ الْحِرْزِ
وَوَرَدَ في الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ أَنْ يَذْكُرَ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ عَشْرَ مَرَّاتٍ “لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٍ” وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ النَّاسِ أَوْ يَنْتَقِلَ مِنْ مَكَانِهِ أَوْ يَمُدَّ رِجْلَهُ فَإِنَّ مَنْ قَالَ هَذَا تُكْتَبُ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ مُمَيِّزَاتٍ وَتُمْحَى عَنْهُ عَشْرُ كَبَائِرِ وَيُحْفَظُ مِنَ السِّحْرِ وَمِنَ الشَّيْطَانِ وَمِنَ الْمَكْرُوهِ
وَصَحَّ في الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ قَالَ عَقِبَ صَلاةِ الصُّبْحِ سَبْعَ مَرَّاتٍ: “اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ في ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ وَإِنْ قَالَ هَذَا عَقِبَ صَلاةِ الْمَغْرِبِ فَمَاتَ في لَيْلَتِهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ” وَيُشْتَرَطُ أَنْ يَقُولَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ النَّاسِ وَبِلَفْظٍ صَحِيحٍ وَلا بُدَّ لِلْقَبُولِ في كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ مِنْ نِيَّةٍ صَحِيحَةٍ وَأَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ خَالِصًا مِنَ الرِّيَاءِ وَمِنَ الْبِدْعَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلشَّرْعِ وَهِيَ الْبِدْعَةُ السَّيْئَةُ