الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وعلى ءاله وصحبه وسلم. أما بعد
اهتماما منها بحفظ القرءان الكريم وتعليم أحكامه ونشر العلوم الشرعية الصافية وعملا منها في نشر الدعوة إلى صيغة التعايش الحسن وترحيبا بشهر رمضان المبارك ، أقامت دار الفتوى في استراليا احتفالها السنوي السابع تكريما لخريجي الدورة الأزهرية
حضر الاحتفال إلى جانب الأمين العام سماحة الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني ، رئيس المعارضة الفدرالية طوني ابوت ورئيس الولاية باري اوفاريل ممثلين بنائب غرانفيل طوني عيسى رئيس المعارضة بالولاية جون روبرتسن ممثلا بالسيناتور شوكت مسلماني وزير الظل بول لينش وزير الظل باربارة بيري النائب تانيا ميهاليك ، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات والمؤسسات والنوادي الإسلامية والمدارس الإسلامية ووأئمة المساجد والمراكز والإعلاميين.
بدأ الاحتفال بتلاوة مباركة من القرءان الكريم للشيخ محمود الازهري .
ثم كانت كلمة سماحة الشيخ سليم علوان الحسني ، ومما جاء فيها : قال الله تعالى:﴿شهرُ رمضانَ الذي أُنزلَ فيهِ القرءان هدىً للناسِ وبَيِّناتٍ من الهُدى والفُرقانِ فمَنْ شَهِدَ منكُم الشهرَ فليصُمْهُ﴾ البقرة/185.
معشر الحضور:
لقد أقبلَ علينَا شهرُ رمضانَ بذكرياتِهِ الطيبةِ، ونفحاتِهِ المباركةِ، ففَرِحَتْ بهِ النفوسُ واستبشَرَتْ بهِ القلوبُ النقيةُ. فحري بنا جميعا في شهر الطاعات رمضان أن نعمل بحديث رسول الله صلى اللهُ عَليه وسلم: مَن أَحَبّ أنْ يُزَحزَحَ عَن النّارِ ويُدخَلَ الجنّةَ فَلْتَأتِه مَنِيَّتُهُ وهُوَ يؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِر ولْيَأتِ إلى النّاسِ بما يُحِبُّ أَن يُؤتَى إلَيه” رواه أحمد ومسلم والبيهقي وابن أبي شيبة.
فمِن أَسبَابِ النَّجَاةِ أن يَكونَ المسلمُ يحِبُّ أن يُعامِلَه النّاسُ بالعَفوِ والمسَامَحةِ والإغضَاءِ والصَّبرِ على ما يَبدُو مِن أخِيهِ مِنَ الهفَواتِ وأنّه يَنبَغِي أن يُعامِلَ النّاسَ بالـمثلِ أي يَصبِرَ على أذَاهُم ويَعملَ المعروفَ مَعهُم لمن عَرفَ لَهُ ولمنْ لم يَعرِف لهُ، أمّا مَن لم يَعمَل ذَلكَ فلا يتَرقّى عندَ الله تَباركَ. فَمَن تَمَسَّكَ بِهذهِ الوصايَا فهو مِنَ الأَعْلَين درجةً عندَ اللهِ لو كانَ لا يَصومُ إلا رمضانَ ولا يُصَلِّي إلاَّ الصلواتِ الخمسَ فهو كالرَّجُلِ الذي يقومُ الليلَ يُصَلِّي والناسُ نِيَامٌ ويَصُومُ صِيامًا مُتَتابِعًا، هذا وهذا دَرجتُهُمَا سَوَاءٌ، هذا بِحُسْنِ خُلُقِهِ وذَاكَ بكثرَةِ الصلاةِ والصِّيَامِ .
معشر الحضور:
هذه الدورات الشرعية لهذا أقيمت، لنشر العقيدة الإسلامية والدفاع عنها ومكافحة مخالفيها، ولتعليم الأحكام العملية، ولنشر الأخلاق الإسلامية والفضائل النبوية. فعلينا جميعا بالتعاون لإنجاح هذه الدورات الأزهرية، والسعي بقدر المستطاع لإدراج أكبر عدد ممكن من الطلاب فيها، سيما الشباب لأنهم أمل الأمة. هذه نصيحتي والله من وراء القصد.
وأذكركم بما رواه الطبراني بإسناد حسن عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: جاء جبريلُ إلى النبّي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمدُ: عِشْ ما شئتَ فإنّكَ ميّتٌ، واعملْ ما شئتَ فإنّك مجزيٌّ به، وأحْببْ مَنْ شئتَ فإنّك مفارقُهُ، واعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمن قيامُ الليلِ، وعزُّهُ استغناؤه عن النّاس.
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّكمْ لاتسَعونَ النّاسَ بأموالكم، ولكن لِيَسَعهمْ منكم بسْطُ الوجهِ وحُسْنُ الخُلُق. رواه الحاكم والبيهقي، والبزّار عن أبي هريرة.
ثم كانت كلمة النائب طوني عيسى التي نقل فيها تحيات زعيم المعارضة الفدرالية طوني ابوت ورئيس الولاية باري اوفاريل والتي فيها :يشرفني ويسعدني ان اشارككم احتفالكم اليوم في هذه المناسبة المميزة وهي تخريج طلاب الدورة الازهرية ، يسرني ان أهنئ الخريجين بهذه الدورة التي تعتني ببناء الاجيال القادمة ترشدهم لتعلم امور دينهم بأسلوب صحيح بحيث يستطيع هؤلاء المعلمين نشر المفاهيم الصحيحة للجيل القادم عن الاسلام.
إن الاسلام هو دين المحبة والمسامحة والسلام إن المسلمون في هذه البلاد يعملون لبناء هذا لوطن أحثكم على الخروج بين الجالية لبناء هذه الولاية نحو الافضل.
أود أن أشكر دار الفتوى على جهودها في توجيه الشبيبة في نشر الدعوة إلى صيغة التعايش الحسن علينا الخروج الى الناس بهذا العلم الصافي والحقيقي عن الاسلام مرة أخرى أنقل اليكم تحيات رئيس الولاية مع تهانية الحارة لكم وكل عام وانتم بخير
السيناتور شوكت مسلماني نقل تحيات زعيم المعارضة جون روبرتسن مهنئا الخريجين بهذه الدورة و قال مسلماني انها ليست المرة الاولى التي اشارك فيها دار الفتوى بالافطار الرمضاني بل تعود بي الذكرى لثمانية عشر عاما حيث لبيت دعوة الافطار عام 93 لأعضاء من دار الفتوى في تلك الايام ربما لم يكن هناك افطارات من هذا النوع فهم من بدأ هذا الطريق لتنتشر فيما بعد الافطارات وتعم مدينة سيدني بل ولاية نيو ساوث ويلز حتى اقتدى بهم الحكومة فكانت حكومة العمال اول من بدأ الافطارات برئيس الولاية بوب كار ثم رئيس الولاية موريس يما وهكذا .
شهر رمضان هو أفضل شهور العام شهر الصلاة و الصيام و الزكاة و الخيرات في هذا الشهر يشعر المسلمون بالفقراء والمحتاجين حيث تكثر الصدقات و نتذكر في هذا المقام ما يحصل في الصومال والسودن من فقر ومجاعة ، كما انها مناسبة لنتذكر ان التطرف يدمر المجتمع فما حصل في النروج يدعونا للتفكر مليا في مخاطر التطرف وقلوبنا تشعر بالحزن مع ضحايا التطرف ،إننا محظوظون بالعيش في هذه البلاد الآمنة المتنوعة الخلفيات أتمنى لكم شهرا سعيدا مليئ بالفرحة والسرور رمضان مبارك
ثم شارك الجميع بأخذ صورة تذكارية مع الرسميين ، بفرحة تملأ القلوب ، وابتسامة تعلو الوجوه ، ءاملين في مستقبل زاهر خال من التطرف البغيض والعنف الممقوت .
دار الفتوى تشكر كل من حضر وساهم في إنجاح هذا الحفل ، متمنية المزيد من الدورات الدينية المعتدلة .
المكتب الإعلامي في دار الفتوى