اللهُ تعالى هو خالقُ الصّوَرِ والهيئاتِ والأشكالِ، فهو سبحانَهُ لا صورةَ ولا هيئةَ ولا شكلَ له، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السّمِيعُ البَصِير} [سورة الشورى/11]. وما وَرَدَ في الحديثِ “إنّ اللهَ جميلٌ” ليس معناه جميلَ الشّكل وإنما معناه جميلُ الصّفات أو مُحْسِنٌ.
ومعنى إن الله جميلُ الصّفاتِ أي صِفاتُه كاملةٌ، والقولُ إنّه مُحْسِنٌ أي يُحسِنُ لعبادِه ويتكرّمُ عليهم بنِعَمِه.
أمّا معنى “يُحِبُّ الجَمَال“رواه الحاكم والطبراني. أي يحبّ الإحسان. فالإنسانُ لا يُحَاسَبُ على الصّورةِ التي خلقَه اللهُ عليها وإنما يُحَاسَبُ على نيّتِهِ وعَمَلِهِ.
وفي الحديث ” ثلاثٌ مَن كُنّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَة الإيمان أن يكونَ اللهُ ورسُولُه أحَبَّ إليهِ مما سِواهُما وأنْ يُحِبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا للهِ وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفرِ كمَا يَكرَهُ أن يُقذَفَ في النّار“رواه البخاري ومسلم. معناهُ الإيمان يكونُ قَويًا إذا كانَ الشّخصُ يحِبّ اللهَ ورسُولَه أكثَر مِن كلِّ شَىء، ويَكرَهُ الكفرَ كراهِيةً شَديدة.
لا يَكونُ الرّجلُ مؤمنًا كامِلاً وليًا حتى يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليهِ مِن كلِّ شَىء، مِن مَالِه ووَلدِه والناسِ أجمعين، عندئذ يكونُ وليًا.
ثم المؤمنونَ يحبُّهم لوجهِ الله ليس لِمالهم ولا لِجَاهِهم، عندما تحصُل هذِه الثّلاث يكون مؤمنًا كاملاً.
الذي يحبُّ المؤمن لأنّه مؤمن الله يُظِلُّه في ظلِّ العَرش يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه.