بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذِي أتَمَّ لنَا شهرَ الصيامِ، وأعانَنَا فيهِ علَى القيامِ، وختَمَهُ لنَا بيومٍ هوَ مِنْ أجلِّ الأيامِ، وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيدنا محمد وعلَى آلِهِ الطيبين وأصحابِهِ الميامين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
أما بعد عبادَ اللهِ، يقول الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} واعلموا إنَّنَا فِي يومٍ عظيمٍ حرَّم اللهُ تعالَى علينَا فيهِ الصيامَ، وجعلَ الفرحَ والسرورَ فيهِ مِنْ شعائرِ الإسلامِ، إنَّهُ يومُ الجوائزِ لمن قبل الله منهم الصيام.
أيهَا المسلمونَ: هذَا رمضانُ قَدْ مضَى وانقضَى، ولكنَّهُ سيبقَى فِي قلوبِنَا بآثارِهِ المحببةِ الرائعةِ، فمَا زرعَهُ رمضانُ فينَا مِنْ كريمِ الصفاتِ وخالصِ العباداتِ وصادقِ الطاعاتِ تجعلُنَا علَى تواصُلٍ دائمٍ معَ كتابِ اللهِ تعالَى فلاَ نَهجرُهُ، ومعَ الإحسانِ وفعلِ الخيرِ فلاَ نقطعُهُ، ومعَ المسجدِ فلاَ ننأَى عنْهُ، ومعَ حُسْنِ الخلُقِ فلاَ نسيئُهُ، ومعَ العملِ الصالِحِ فلاَ نوقِفُهُ، فعَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنهَا عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ. رواه البخاري وغيره.
أيهَا المؤمنونَ: فِي مثلِ هذَا اليومِ الأغرِّ كانَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يلقَى أحدُهُمْ أخاهُ فيقولُ لهُ: تقبَّلُ اللهُ منَّا ومنْكَ.
أعاد الله علينا وعليكم هذا العيد باليمن والبركات
أمين عام دار الفتوى في أستراليا
الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني