الجواب:
رَوَى البخارِيُّ ومُسلمٌ أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ نَزَلَتْ عليهِ ءايةُ {وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقرَبِينَ} أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّفَا، فَصَعِدَ عَلَيْهِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ بَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَرَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي لُؤَيٍّ، يَا بَنِي فُلانٍ، لَوْ أَنِّي أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِسَفْحِ الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صَدَّقْتُمُونِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ“، قَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهذا جَمَعْتَنا؟! ـ”تبًّا لك” معناهُ أنتَ خَاسِرٌ هالكٌ ـ سَبَّ الرسولَ ولَم يَسُبَّهُ أَحدٌ غيرُهُ من أقربائِهِ الذينَ جَمَعَهُم. فَأَنْزَلَ اللَّهُ هذهِ السورةَ:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
(تَبَّتْ: أَيْ ضَلَّتَا وَخَسِرَتَا وَهَلَكَتَا)
(وَتَبَّ: هَلَكَ)
(نَذِرَ بِالشَّىءِ وَبِالْعَدُوِّ نَذْرًا عَلِمَهُ فَحَذِرَهُ وَأَنْذَرَهُ بِالأَمْرِ إِنْذَارًا أَعْلَمَهُ وَخَوَّفَهُ وَحَذَّرَهُ. وَالإِنْذَارُ الإِبْلاَغُ وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي التَّخْوِيفِ. وَيُقَالُ أَنْذَرْتُ الْقَوْمَ سَيْرَ الْعَدُوِّ إِلَيْهِمْ فَنَذِرُوا أَيْ أَعْلَمْتُهُمْ ذَلِكَ فَعَلِمُوا وَتَحَرَّزُوا).
(سُمِّيَتْ عَشِيرَةٌ لِمُعَاشَرَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. وَعَشِيرُ الْمَرْأَةِ زَوْجُهَا لأَنَّهُ يُعَاشِرُهَا).