Fri, 8th Nov, 2024 /
7 Jumādā al-Ula, 1446
الجمعة ٠٨ , نوفمبر , ٢٠٢٤ / 7 جُمَادَىٰ ٱلْأُولَىٰ , 1446

                       دار الفتوى دار الجميع، بابها مفتوح ويدها ممدودة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.

أما بعد يقول الله تعالى:

﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران: 103)

عملًا بهذه الآية الكريمة وجمعًا للكلمة وتلبية لحاجة المسلم الأسترالي تأسست دار الفتوى المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، وسجلت قانونًا لتكون هيئة عليا دينية تمثل المسلمين في أستراليا وذلك بدعم ما يزيد على عشرين جمعية ومؤسسة إسلامية تمثل شريحة كبيرة من المجتمع المسلم الأسترالي المتعدد الخلفيات ومن كافة الولايات الأسترالية، وبمشاركة مجموعة من الدعاة المسلمين الأستراليين أصحاب الشهادات العلمية الشرعية، من أصول عربية وأعجمية.

دار الفتوى ليست للشهرة والجاه، وإنما للعمل الدءوب في خدمة أبناء الجالية وتلبية حاجاتهم وإسداء النصيحة لهم لوجه الله ومن غير مقابل مال.

دار الفتوى لترسيخ مرجعية المؤسسة لا الفرد، وليست لأخذ دور أحد وإنما لمشاركة ومشاورة أهل الخير والتعاون معهم على ما فيه خير الوطن والمواطن.

دار الفتوى ليست مسخرة لدولة من الدول لأجل الإمداد المالي وليست لتوزيع المال على أعضائها، بل لإعطاء الجميع النصيحة في كيفية إيصال المال لمستحقيه والمساعدة على ذلك.

دار الفتوى ليست تابعة لقرار دولة أو دول، إنما مؤسسة مستقلة ترسم طريقها وتحدد قراراتها وفقًا لما يصب في مصلحة المسلمين عمومًا ومن غير محاباة لأفراد أو جماعة .

كما أنها ترفض كل أشكال التطرف المنحرف والهدام الذي أوصل أمتنا إلى شفير الهاوية وتعتبر كل ما يجري من ممارسات شاذة متطرفة باسم الدين لا يمت إلى الإسلام بصلة.

كما أنها ترفض أن تحسب على جمعية دون أخرى وإنما هي مجمع الجمعيات المعتدلة.

وتنبذ الفكر التكفيري الشمولي للأمة ولا سيما لعلمائها المشهود لهم بالفضل.

ومع هذا كله فقد قام أحد الأشخاص بتأجيج المشاعر عبر أثير إحدى الإذاعات المحلية ثم بإصدار بيان يدعو للتشكيك بهذه المؤسسة دار الفتوى والتى تم تأسيسها بعد اجتماعات ومشاورات كثيرة شملت العديد من المؤسسات والشخصيات والفعاليات التي أبدت تشوقها لحاجة المواطن الأسترالي لمؤسسسة دينية كدار الفتوى.

ومما ورد في البيان أن مؤسسة دار الفتوى في أستراليا هي انتحال لشخصية دار الفتوى في لبنان وهذا كلام مردود ولا يقبله أي إنسان لديه أدنى مستوى بفهم الأعراف الدولية.

فدار الفتوى مؤسسة أسترالية ضمت مجموعة من الجمعيات والمشايخ من مختلف الجاليات وقد سجلت في الدوائر الرسمية فهي مؤسسة قانونية والتعرض لها بتشويه السمعة هو المخالف للقانون.

كما أن هناك العديد من دور الفتوى في البلاد العربية والإسلامية ولم ندع أننا نمثل أيًا منها فلماذا خص البيان لبنان من بين الدول الأخرى ! نحن مع احترامنا لدار الفتوى الرمز في لبنان فإن دار الفتوى في استراليا ليست فرعا لها ولا تمثل دار الفتوى في لبنان، ولم تنتحل شعارها بل شعار دار الفتوى – استراليامختلف وخاص باستراليا.

ثم إن هذه المؤسسة لم تنشأ لإلغاء دور الآخرين ولم تتعرض لأحد قط فمن شاء أن يعمل من خلالها فاهلًا وسهلًا بدعاة الخير، أما أن يقوم البعض بالتشويش فهذا لا يقبله أحد، خاصة أن دار الفتوى – أستراليا- لا تضم لبنانيين فقط بل ضمت جاليات على اختلاف انتماءاتها العرقية العربية والأعجمية. ونستغرب لتصرفات البعض التي لا تدعو للتعاون والمحبة والسماحة.

ونستغرب أيضًا ذكر اسم مرجعية دبلوماسية لبنانية بهذا الامر إذ لا يليق بكاتب البيان أن يذكر اسم اي شخصية لمجرد حضور احتفال معين، فأين اللياقة في التعامل مع المرجعيات الرسمية ؟.

ونحن في دار الفتوى نعمل بقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم🙁مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

فإزاء ما تعاني به أمتنا من مشقات ومصاعب، ونحن في شهر رمضان المبارك شهر الخيرات وشهر التسامح وشهر الأخلاق الكريمة نجدد دعوتنا للتعاون وجمع الكلمة وتوحيد الصف، فدار الفتوى- أستراليا – دار الجميع، بابها مفتوح ويدها ممدودة.

وأخيرا نقول إن دار الفتوى وجدت لخدمة أبناء الجالية الإسلامية العربية والأعجمية، وستبقى دار الفتوى – أستراليا متعالية عن الدخول في الصراعات الجانبية ولكننا رأينا إصدار هذا البيان دفعًا للشبه وتبيانًا للحقائق.

                                                                             صادر عن دار الفتوى الأسترالية

 

< Previous Post

دار الفتوى دار الجميع، بابها مفتوح ويدها ممدودة

Next Post >

تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map