Sun, 6th Oct, 2024 /
3 Rabī ath-Thānī , 1446
الأحد ٠٦ , أكتوبر , ٢٠٢٤ / 3 رَبِيع ٱلثَّانِي , 1446

حقوق الزوجة على زوجها 

هذه أمور مهمة من حقوق الزوجة على زوجها:

الإنفاقُ عليها وعلى الأهل الذين دونَ البلوغ نفقة من حلال لا إسرافَ ولا تقتير لقوله تعالى {وَعَلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا} [سورة البقرة/232]، والنفقة لا تكون بالطعام والشراب فقط بل هي تشملُ الـمَسكن والملبس أيضًا وقد بينَّ عليه الصلاة والسلام بعض هذه الحقوق لـما سأله صحابيٌ يا رسول الله ما حقُ زوجة أحدنا عليه؟ قال: [أن تُطعمها إذا طعمتَ وتلبسَها إذا لبِست ولا تقبح ولا تهجُر إلا في البيت] رواه أبوداود. وهذا الحديث فيه قواعد أساسية في حُسن العشرة والإحسان بحيث نهى عليه الصلاة والسلام عن الضرب بغير حق ولا سيما على الوجه وكذلك نهى عن التقبيح وهو أن يُسمعها كلامًا قبيحًا مُحرمًا كالشتم واللعن أو لعنِ الوالدين والأهل ولا يقل لها قبحكِ الله أو غير ذلك من ألفاظ الإيذاء والسب. وكذلك فيه بيان أنه إذا غضب عليها وهجرها لأمر ما فينبغي أن يكون الهجرُ داخل البيت ولا يتعدى حدوده حتى لا يتحدث الناس عما يُسىء لسمعتها وحتى لا يزداد النفور إن علمَ الأهل والجيرانُ بهجرها ومشاكلها معه.

أن لا يمنعها مالها الذي تمتلكه، فالمرأة تمتلكه، فالمرأة تملك في الإسلام ولها الحق الكامل في التصرف بأموالها التى اكتسبتها سواء بجهدها أو ورثتها عن قريب لها أو كان زوجها ملكها إياه كالمهر الشرعي الذي هو حق لها وهو قد يكون مالاً أو غير ذلك مما ينتفع به واتفقا عليه عند عقد النكاح فهو ملك لها إن أخذته وإن كان مؤجلا فهو في ذمته، عليه إن يؤدية لها، ولا يجوز أن يتعرض الزوج لمال زوجته الخاص إلا عن طيب نفس منها قال الله تعالى {وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَىٰهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْـئًا أَتَأْخُذُونَهُۥ بُهْتَـٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴿20﴾ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُۥ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَـٰقًا غَلِيظًا}[سورة النساء/20-21]، والإفضاءُ في هذه الآية الجماع والميثاق الغليظ هو العقد الشرعي الذي به حلت هذه المرأة لهذا الرجل.

إحترام الزوج للزوجة وإكرامها فهي سيدة بيته وأم أولاده وموضع سره ونجواه و هي سَكنه الذي يَسكن إليه ومحل راحته وراحتها. وقد أنعمَ الله تعالى على الرجال بأنّ جعلَ لهم المرأة رفيقة حياتهم والوالدة لأولادهم وذلك في قوله تعالى {وَمِنْ ءَايَـٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَ‌ٰجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَ‌ٰلِكَ لَـآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الروم/21]، فلا استعباد ولا استبداد ولا قهر ولا قمع بل محبة وودادٌ وتفاهم واحترام متبادل، فهل رأيتم أو سمعتم توجيهًا أجملَ من توجيه رسول الله وهو يخوفُ الرجال أن يتساهلوا في الحق الذي عليهم لأزواجهم وعيالهم بقوله عليه الصلاة والسلام [كفىَ بالمرءِ إثمًا أن يُضيعَ نفقة من يقوت] رواه ابوداود. أي إنّ لم يكن له ذنبٌ غيرَ أنه أضاع عمدًا نفقةَ أهلهِ لكفاهُ هذا الأثم خزيًا يوم القيامة فما أعظمه من توجيه نبوي كريم من الآداب النبوية يدفع إلى حفظ الأسر والمجتمعات من الضياع والفوضى. ثم إنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام أوصىَ بمدارة المرأة وتحمل ما يقع منها والإغضاء عن بعض التقصير الذي قد يحصل من كثير من النساء فعلمّنا عليه الصلاة والسلام ءاداب العشرة الزوجية من ملاطفةٍ ومزاح واستشارة في بعض الأمور والأحيان، وضربَ لنا مثلاً بنفسه حيث قال عليه الصلاة والسلام [خَيرُكم خيرُكم لأهلهِ وأنا خَيرُكم لأهلي] رواه ابن حبان. معناه أحسن الرجال من كان مع زوجته أحسن، يحسن إليها ويصبر عليها ولا يؤذيها.

 فمن هذه الآداب في المعاملة وصيته عليه الصلاة والسلام [استوصوا بالنساء خيرًا فإنـّما هنَّ عَوانٌ عندكم ليس تملكونَ منهنَّ شيئًا غير ذلك]. رواه الترمذي. هذه ءادابُ العشرة النبوية لأزواجه فلقد تزوجَ رسولُ الله أكثرَ من إمرأة مع فارقِ السن بينهنَّ واختلافِ أحوالهم لم تَشكُ منه واحدة سوءَ العشرة أو الخلق حاشاه من ذلكَ ولقد ذكرت نساؤه في كثير من المواضع بعضَ خصاله الشريفة الجميلة التى يُعلم بها أمته كيفَ تكون صحبة الرجل لزوجته، من ذلك قوله للصحابي ناصحاً فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك. وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسابق مع بعضُ نسائه ويتودد إليها فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها [سابقني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسبقتهُ وذلك قبل أن أحملَ اللحم، ثم لما حملت اللحم (أي سمنتُ وزادَ وزني) سابقته فسبقني فقال: هذه بتلك]، وروى عنه أيضا أن بعضَ نسائه سئلت كيف كان كان رسول الله في بيته فقالت ما رؤي يومًا عبوسًا. فهذا رسول الله مع قدرهِ العالي ومقامه السامي وكثرة همومه وتسلط الأعداء على أصحابه مع ذلك كان يلاطف نسائه ويعاشرهن بالمعروف ليضربَ لنا مثلا بنفسه عليه الصلاة والسلام. وروي في تفسير قول الله تعالى {وعاشروهن بالمعروف} أي طيبوا أقوالكم لهنَّ وحسنوا أفعالكم معهن. .

< Previous Post

الجار قبل الدار

Next Post >

قيام الليل لذة المتقين

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map