أَقْوَالٌ يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهَا
يَجِبُ التَّحْذيرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْمُنْشِدِين (رَبِّي خَلَقْ طَهَ مِنْ نور) فَهَذَا فَاسِدٌ لِمُخَالَفَتِهِ قَوْلَهُ تَعَالى “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم” فَجَسَدُ النَّبِيِّ صَلى الله عليه وسلم خُلِقَ مِنْ نُطْفَةِ أَبَوَيْهِ أمَّا رُوحُهُ عَلَيْهِ السَّلام فَلَمْ يَرِدْ في الْقُرْءانِ وَلا في الْحَديثِ أَنَّهُ خُلِقَ مِنْ نُورٍ وَمَعْلُومٌ أَنَّ أَصْلَ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ يَرْجِعُ إِلى الْمَاءِ.
وَيَجِبُ التَّحْذِيرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْجُهَّالِ (الَّذي لا يُصَلِّي في الدُّنْيا يُصَلِّي في الآخِرَةِ عَلَى بَلاطِ جَهَنَّمِ) فَإِنَّهُ مِنْ أَشْنَعِ الْكَذِبِ.
وَيَجِبُ الْحَذَرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ جَهَلَةِ الْعَوامِّ لِمَنْ يَرْمِي قَلِيلاً مِنَ الْمِلْحِ (تَلَمُّهُ في الآخِرَةِ بِرُمُوشِ عُيُونِكَ) فَهَذَا كَذِبٌ لأَنَّ مَنْ رَمَى شَيْئًا لا قِيمَةَ مَالِيَّةَ لَهُ كَكِسْرَةِ خُبْزٍ أَوْ قِطْعَةِ خُبْزٍ مُتَعَفِّنَةٍ وقليل من الملح أو السّكر لَيْسَ عَلَيْهِ إِثْمٌ.
وَيَجِبُ تَحْذِيرُ النَّاسِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْجُهَّالِ (حَرَامٌ أَنْ تَقُومَ عَنِ الطَّعَامِ وَأَنْتَ جَائِعٌ) فَإِنَّ هَذَا مُخَالِفٌ لِسنَنِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحينَ الَّذينَ مِنْ شَأنِهِمْ أَنَّهُمْ يَجُوعُونَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:”مَا مَلأَ ابْنُ ءادَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ بِحَسْبِ ابنِ ءادَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ“.
وَمِمَّا يَجِبُ التَّحْذِيرُ مِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَوَامِّ (اخْلُقْ لي كَذَا كَمَا خَلَقَكَ رَبُّكَ) وَهَذَا مِنَ الْكُفْرِ الصَّرِيحِ لأَنَّهُ يُعَارِضُ قَوْلَ اللهِ تعالى “قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ“.
وَمِمَّا يَجِبُ التَّحْذِيرُ مِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْمُتَصَوِّفَةِ (إِنَّ الطَّرِيقَةَ فَرْضٌ) فَهَذَا قَوْلٌ فَاسِدٌ لأَنَّ فِيهِ إيْجَابَ شَىْءٍ لَيْسَ وَاجِبًا بِإجْمَاعِ الْمُسْلِمينَ وَفيهِ نِسْبَةُ الإثْمِ لأَصْحَابِ النَّبِيِّ وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمينَ إِلى يَوْمِنَا هَذَا مِمَّنْ لَمْ يَأخُذُوا الطَّرِيقَةَ، وَهَذَا ضلال مبين وَالْعِيَاذُ بِاللهِ تعالى.