عِيدُ الْفِطْرِ الْمُبَارَكُ

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وللهِ الحمدُ

الحمدُ للهِ الذِي أتَمَّ لنَا شهرَ الصيامِ، وأعانَنَا فيهِ علَى القيامِ، وختَمَهُ لنَا بيومٍ هوَ مِنْ أجلِّ الأيامِ، ونَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، الواحدُ الأحدُ، الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، اللهم إنا نوحدك ولا نحدُّك. ونؤمن بك ولا نكيفك. ونعبدك ولا نشبهك. ونعتقد أن من شبهك بخلقك ما عرفك. ونَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ إلَى جميعِ الخلق من إنس وجن، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا، صَلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ عليهِ وعلَى آلِهِ الطيبين وأصحابِهِ الميامين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

أما بعد عبادَ اللهِ أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى، يقول الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} واعلموا إنَّنَا فِي يومٍ عظيمٍ حرَّم اللهُ تعالَى علينَا فيهِ الصيامَ، وجعلَ الفرحَ والسرورَ فيهِ مِنْ شعائرِ الإسلامِ، إنَّهُ يومُ الجوائزِ لمن قبل الله منهم الصيام، تقفُ فيهِ الملائكةُ علَى الطرقاتِ، وتنادِيهم: اغدُوا إلَى ربٍّ كريمٍ يَمُنُّ بالخيرِ ويُثيبُ عليهِ الجزيلَ، لقَدْ أُمرتُمْ بالصيامِ فصُمتُمْ، وأُمرتُمْ بالقيامِ فقُمتُمْ، وأطعتُمْ ربَّكُمْ فاقبضُوا جوائزَكُمْ. وبعدَ الصلاةِ تنادِي: أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ، إنَّهُ يومُ الجوائزِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ مَا صامَ الصائمونَ، اللَّهُ أَكْبَرُ مَا قامَ للصلاةِ القائمونَ، اللَّهُ أَكْبَرُ مَا رتَّلَ القرآنَ الكريمَ المرتلونَ، اللَّهُ أَكْبَرُ مَا ذَكَرَ اللهَ تعالَى الذاكرونَ.

أيهَا المسلمونَ: إنَّ هذَا اليومَ هوَ يومُ عيدٍ، نُظهرُ فيهِ الفرحَ والسرورَ شكرا للهِ العزيزِ الغفورِ، راجينَ أنْ نكونَ مِمَّنْ أعتقَهُمُ اللهُ تعالَى مِنَ النارِ، وقَبِلَ عملَهُمْ مِنْ قيامِ الليلِ وصيامِ النهارِ.

أيهَا المؤمنونَ: فِي مثلِ هذَا اليومِ الأغرِّ كانَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يلقَى أحدُهُمْ أخاهُ فيقولُ لهُ: تقبَّلُ اللهُ منَّا ومنْكَ.

وهذَا مثالٌ للتهنئةِ التِي تدلُّ علَى المحبةِ، فتتسعُ دائرةُ المحبةِ والإخاءِ، وتتجلَّى فِي أبْهَى صُورِهَا وأعمقِ دلالاتِهَا حينَ يصلُ الإنسانُ الوالدَيْنِ والأهلَ والجيرانَ والقرابةَ والأرحامَ، فمَا أحوجَنَا فِي هذهِ الأيامِ إلَى أنْ يصلَ بعضُنَا بعضًا، فقَدْ حثَّنَا الإسلامُ علَى صلةِ الرحمِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:” الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ “.  رواه مسلم.

أيهَا المسلمونَ: هذَا رمضانُ قَدْ مضَى وانقضَى، ولكنَّهُ سيبقَى فِي قلوبِنَا بآثارِهِ المحببةِ الرائعةِ، فمَا زرعَهُ رمضانُ فينَا مِنْ كريمِ الصفاتِ وخالصِ العباداتِ وصادقِ الطاعاتِ تجعلُنَا علَى تواصُلٍ دائمٍ معَ كتابِ اللهِ تعالَى فلاَ نَهجرُهُ، ومعَ الإحسانِ وفعلِ الخيرِ فلاَ نقطعُهُ، ومعَ المسجدِ فلاَ ننأَى عنْهُ، ومعَ حُسْنِ الخلُقِ فلاَ نسيئُهُ، ومعَ العملِ الصالِحِ فلاَ نوقِفُهُ، فعَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنهَا عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ. رواه البخاري وغيره.

أيهَا المؤمنونَ: فِي هذَا اليومِ العظيمِ يَحسُنُ البِرُّ والعطاءُ لذَوِي الحاجاتِ والضعفاءِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِى حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِى حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“.  رواه مسلم.

معشر المسلمين: إن هذا اليوم يوم تجتمع فيه الأمة على الفرح والسرور، ويعتليه معنى من معاني الوحدة، أفلا يسوغ لهذه الأمة العظيمة أن تجتمع على نهج واحد على قلبٍ مفعم بالمودة والرحمة وكلمةٍ يشدُها التلاحمُ والحكمةُ؟!  كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تَحاسَدُوا، وَلا تَناجَشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلا يَبع بَعْضُكُمْ على بيع بَعْضٍ وكُونُوا عِبادَ الله إخْوانًا، الـمُسلِمُ أخُو الـمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ـ ويشيرُ إلى صدره ثلاثًا ـ بِحَسْبِ امْرىء مِنَ الشَّرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ الـمُسْلِمَ، كُلُّ الـمُسْلِمِ على الـمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ. رواه مسلم وغيره.

وقال صلى الله عليه وسلم أيضا:مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْـجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الـْجـَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى“.  رواه البخاري ومسلم. وبهذا تتحقق الوحدة ويكون الاعتصام الصحيح.

عبادَ اللهِ: أذكركم بزيارة القبور وقراءة القرءان عندها.

كما أذكركم إخوة الإيمان بصيام ستة أيام من شوال لقوله عليه الصلاة والسلام: ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ” رواه مسلم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوحد صفوفنا ويرفع رايتنا ويؤلف بين قلوبنا، وأن يعيد علينا هذا العيد بالأمن والأمان. ءامين

هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

 

 

< Previous Post

خطبة عيد الأضحى 1434

Next Post >

خطبة العيد | خطبة عيد الفطر السعيد (1438هـ – 2017)

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map