يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْ قَوْل بَعْض النَّاس (كُلُّهُ شُغْلُهُ)
مِمَّا يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ (كُلُّهُ شُغْلُهُ) يَعْنُونَ أَنَّ كُلَّ شَىْءٍ شُغْلُ اللهِ تعالى وَاللهُ تعالى لا يُوصَفُ بِالشُّغْلِ إِنَّمَا الْشُّغْلُ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِ وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ في اللهِ “لا يَشْغَلُهُ شَأَنٌ عَنْ شَأنٍ” كَمَا قَالَ الطَّحَاوِيُّ في عَقِيدَتِهِ الْمَشْهُورَة. وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ كُلُّهُ بِفِعْلِ اللهِ أَيْ بِخَلْقِهِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تعالى {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شأنٍ} فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ اللهَ تعالى يَتَغَيَّرُ كُلَّ يَوْمٍ لأَنَّ التَّغَيُّرَ أَقوى عَلامَاتِ الْحُدُوثِ وَتَفْسِيرُ الآيَةِ الَّذي وَرَدَ عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم “يَغْفِرُ ذَنْبًا وَيَكْشِفُ كَرْبًا وَيَرْفَعُ قَوْمًا وَيَضَعُ ءاخَرِين” مَعْنَاهُ اللهُ تعالى كُلَّ يَوْمٍ يُغَيِّرُ في خَلْقِهِ على حَسَبِ مَا شَاءَ في الأَزَلِ.