الحَسَنُ بنُ عَليّ بن أَبي طَالبٍ بن عَبْد المُطَّلب

ابْن هَاشم بن عَبْد مَنَافٍ، الإمَامُ السَّيّدُ، رَيْحَانَةُ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وَسبْطُهُ، وَسَيّدُ شَبَاب أَهْل الجَنَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشيُّ، الهَاشميُّ، المَدَنيُّ، الشَّهيْدُ.

مَوْلدُهُ:

في شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ منَ الهجْرَة. وَقيْلَ: في نصْف رَمَضَانهَا. وَعَقَّ عَنْهُ جَدُّهُ بكَبشٍ. وَحَفظَ عَنْ جَدّه أَحَاديْثَ، وَعَنْ أَبيْه وَأُمّه.

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُه؛ الحَسَنُ بنُ الحَسَن، وَسُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ، وَأَبُو الحَوْرَاء السَّعْديُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَهُبَيْرَةُ بنُ يَريْمَ، وَأَصْبَغُ بنُ نُبَاتَةَ، وَالمُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ.

تسميته بالحسن

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عكْرمَةَ، قَالَ: لَمَّا وَلدَتْ فَاطمَةُ حَسَنا، أَتَت النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- فَسَمَّاهُ: حَسَنا. فَلَمَّا وَلَدَت الآخرَ، سَمَّاهُ: حُسَيْنا.

السُّفْيَانَان: عَنْ عَاصم بن عُبَيْد الله، عَنْ عُبَيْد الله بن أَبي رَافعٍ، عَنْ أَبيْه: أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- أَذَّنَ في أُذُن الحَسَن بالصَّلاَة حيْنَ وُلدَ.

أَيُّوْبُ: عَنْ عكْرمَةَ، عَن ابْن عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- عَقَّ عَن الحَسَن وَالحُسَيْن كَبْشا كَبْشا.

جَعْفَرٌ الصَّادقُ: عَنْ أَبيْه، قَالَ: وَزَنَتْ فَاطمَةُ شَعْرَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، وَأُمّ كُلْثُوْمٍ، فَتَصَدَّقَتْ بزنَته فضَّة.

شبيه جده رسول الله

وَكَانَ يُشْبهُ جَدَّهُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. قَالَهُ: أَبُو جُحَيْفَةَ.

عَنْ عُقْبَةَ بن الحَارث، قَالَ: صَلَّى بنَا أَبُو بَكْرٍ العَصرَ، ثُمَّ قَامَ وَعَليٌّ يَمْشيَان، فَرَأَى الحَسَنَ يَلعبُ مَعَ الغلْمَان، فَأَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقه، وَقَالَ:

بأَبي شَبيْهٌ النَّبيّ         لَيْسَ شَبيْهٌ بعَليّ

وَعَليٌّ يَتبسَّمُ.

وَقَالَ الزُّهْريُّ: قَالَ أَنَسٌ: كَانَ أَشْبَهَهُم بالنَّبيّ – عَلَيْه الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ – الحَسَنُ بنُ عَليٍّ.

عَاصمُ بنُ كُلَيْبٍ: عَنْ أَبيْه، عَن ابْن عَبَّاسٍ:  أَنَّهُ شَبَّهَ الحَسَنَ بالنَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ.

إسْرَائيْلُ: عَنْ أَبي إسْحَاقَ، عَنْ هَانئ، عَنْ عَليٍّ، قَالَ: الحَسَنُ أَشْبَهُ النَّاس برَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- مَا بَيْنَ الصَّدْر إلَى الرَّأْس، وَالحُسَيْنُ أَشْبَهُ به مَا كَانَ أَسفلَ منْ ذَلكَ.

محبة النبي له

قَالَ أُسَامَةُ: كَانَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- يَأخُذُني وَالحَسَنَ، وَيَقُوْلُ: (اللَّهُمَّ إنّيْ أُحبُّهُمَا، فَأَحبَّهُمَا).

وَفي (الجَعْديَّات) لفُضَيْل بن مَرْزُوْقٍ: عَنْ عَديّ بن ثَابتٍ، عَن البَرَاء: قَالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- للْحَسَن: (اللَّهُمَّ إنّيْ أُحبُّهُ، فَأَحبَّهُ، وَأَحبَّ مَنْ يُحبُّهُ).صَحَّحَهُ: التّرْمذيُّ.

أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْد الله بن أَبي يَزيْدَ، عَنْ نَافع بن جُبَيْرٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- قَالَ للْحَسَن: (اللَّهُمَّ إنّيْ أُحبُّهُ، فَأَحبَّهُ، وَأَحبَّ مَنْ يُحبُّهُ).

وَرَوَاهُ: نُعَيْمٌ المُجْمرُ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، فَزَادَ: قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ الحَسَنَ إلاَّ دَمَعَتْ عَيْني.

وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ سيْريْنَ، عَنْهُ، وَفي ذَلكَ عدَّةُ أَحَاديْثَ، فَهُوَ مُتَوَاترٌ.

الحَاكمُ في (مُسْتَدْرَكه): منْ طريق عَمْرو بن مُرَّةَ، عَنْ عَبْد الله بن الحَارث، عَنْ زُهَيْر بن الأَقْمَر البَكْريّ، قَالَ: قَامَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ يَخْطُبُهُم، فَقَامَ رَجُلٌ منْ أَزْد شَنُوْءةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وَاضعَهُ في حَبْوَته، وَهُوَ يَقُوْلُ: (مَنْ أَحَبَّني فَلْيُحبَّهُ، وَلْيُبَلّغ الشَّاهدُ الغَائبَ).

(المُسْنَدُ): حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرو بن مُرَّةَ، عَنْ عَبْد الله بن الحَارث، عَنْ زُهَيْر بن الأَقْمَر، قَالَ: بَيْنَمَا الحَسَنُ يَخطُبُ بَعْدَ مَا قُتلَ عَليٌّ، إذْ قَامَ رَجُلٌ منَ الأَزْد، آدَمُ، طُوَالٌ، فَقَالَ: لَقدْ رَأَيتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وَاضعَهُ في حَبْوَته يَقُوْلُ: (مَنْ أَحَبَّني فَلْيُحبَّهُ، فَلْيُبَلّغ الشَّاهدُ الغَائبَ). وَلَوْلاَ عزمَةُ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- مَا حَدَّثْتُكُم.

عَليُّ بنُ صَالحٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: عَنْ عَاصمٍ، عَنْ زرٍّ، عَنْ عَبْد الله: قَالَ رَسُوْلُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (هَذَان ابْنَايَ، مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّني).

جَمَاعَةٌ: عَنْ شَهْر بن حَوْشَبٍ، عَنْ أُمّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- جَلَّلَ حَسَنا وَحُسَيْنا وَفَاطمَةَ بكسَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَء أَهْلُ بَيْتي وَخَاصَّتي، اللَّهُمَّ أَذْهبْ عَنْهُمُ الرّجْسَ، وَطَهّرْهُم تَطْهيْرا).

قَالَ أَبُو بَكْرَةَ: رَأَيتُ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- عَلَى المنْبَر، وَالحَسَنُ إلَى جَنْبه، وَهُوَ يَقُوْلُ: (إنَّ ابْني هَذَا سَيّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلحَ به بَيْنَ فئَتَيْن منَ المُسْلميْنَ).

يَزيْدُ بنُ أَبي زيَادٍ: عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بن أَبي نُعْمٍ، عَنْ أَبي سَعيْدٍ، مَرْفُوعا: (الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيّدَا شَبَاب أَهْل الجَنَّة). صَحَّحَهُ: التّرْمذيُّ.

أولاده

فَبنُو الحَسَن هُم: الحَسَنُ، وَزَيْدٌ، وَطَلْحَةُ، وَالقَاسمُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ الله – فَقُتلُوا بكَرْبَلاَءَ مَعَ عَمّهمُ الشَّهيْد – وَعَمْرٌو، وَعَبْدُ الرَّحْمَن، وَالحُسَيْنُ، وَمُحَمَّدٌ، وَيَعْقُوْبُ، وَإسْمَاعيْلُ، فَهَؤُلاَء الذُّكُورُ منْ أَوْلاَد السَّيّد الحَسَن.

وَلَمْ يُعْقبْ منْهُم سوَى الرَّجُلَيْن الأَوَّلَيْن؛ الحَسَن، وَزَيْدٍ.

فَلحَسَنٍ خَمْسَةُ أَوْلاَدٍ أَعْقَبُوا، وَلزيدٍ ابْنٌ وَهُوَ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ، فَلاَ عَقبَ لَهُ إلاَّ منْهُ، وَلي إمْرَةَ المَديْنَة، وَهُوَ وَالدُ السّتّ نَفيْسَةَ، وَالقَاسم، وَإسْمَاعيْلَ، وَعَبْد الله، وَإبْرَاهيْمَ، وَزَيْدٍ، وَإسْحَاقَ، وَعَليٍّ – رَضيَ اللهُ عَنْهُم -.

مدة خلافته

رَجَاءٌ: عَن الحَسَن: أَنَّهُ كَانَ مُبَادرا إلَى نُصْرَة عُثْمَانَ، كَثيرَ الذَّبّ عَنْهُ، بَقيَ في الخلاَفَة بَعْدَ أَبيْه سَبْعَةَ أَشهُرٍ.

وَقَالَ الكَلْبيُّ: بُوْيعَ الحَسَنُ، فَوَليَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَحَدَ عَشَرَ يَوْما، ثُمَّ سَلَّمَ الأَمْرَ إلَى مُعَاويَةَ.

 بعض مروياته

أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: سَمعْتُ بُرَيْدَ بنَ أَبي مَرْيَمَ يُحدّثُ عَنْ أَبي الحَوْرَاء:

قُلْتُ للْحَسَن: مَا تَذكُرُ منْ رَسُوْل الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: أَذْكُرُ أَنّي أَخذْتُ تَمْرَة منْ تَمْر الصَّدَقَة، فَجَعَلتُهَا في فيَّ، فَنَزَعهَا رَسُوْلُ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ – بلُعَابهَا، فَجَعَلَهَا في التَّمْر. فَقيْلَ: يَا رَسُوْلَ الله! وَمَا كَانَ عَلَيْكَ منْ هَذه التَّمْرَة لهَذَا الصَّبيّ؟ قَالَ: (إنَّا – آلَ مُحَمَّدٍ – لاَ تَحلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ). أي الصدقة المفروضة وهي الزكاة.

قَالَ: وَكَانَ يَقُوْلُ: (دَعْ مَا يَريْبُكَ إلَى مَا لاَ يَريْبُكَ، فَإنَّ الصّدْقَ طُمَأْنيْنَةٌ، وَالكَذبَ ريْبَةٌ).

وَكَانَ يُعلّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: (اللَّهُمَّ اهْدني فيْمَنْ هَدَيْتَ)، الحَديْثَ.

ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله، أَخْبَرَنَا إسْرَائيْلُ، عَنْ أَبي إسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْد بن أَبي مَرْيَمَ، عَنْ أَبي الحَوْرَاء، عَن الحَسَن، قَالَ: عَلَّمَني رَسُوْلُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- كَلمَاتٍ أَقُوْلُهُنَّ في القُنُوت: (اللَّهُمَّ اهْدني فيْمَنْ هَدَيْتَ).

بعض من فضائله

وَقَدْ كَانَ هَذَا الإمَامُ سَيّدا، وَسيما، جَميْلا، عَاقلا، رَزينا، جَوَادا، مُمَدَّحا، خَيّرا، دَيّنا، وَرعا، مُحتشما، كَبيرَ الشَّأْن.

عَن الحرْمَازيّ: خَطبَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ بالكُوْفَة، فَقَالَ: إنَّ الحلْمَ زينَةٌ، وَالوَقَارَ مُرُوءةٌ، وَالعَجَلَةَ سَفَهٌ، وَالسَّفَهَ ضَعْفٌ، وَمُجَالَسَةَ أَهْل الدَّنَاءة شَيْنٌ، وَمُخَالَطَةَ الفُسَّاق ريْبَةٌ.

يَزيْدُ: أَخْبَرَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ هلاَل بن يسَافٍ:سَمعْتُ الحَسَنَ يَخطُبُ، وَيَقُوْلُ: يَا أَهْلَ الكُوْفَة! اتَّقُوا الله فيْنَا، فَإنَّا أُمَرَاؤُكُم، وَإنَّا أَضْيَافُكُم، وَنَحْنُ أَهْلُ البَيْت الَّذيْنَ قَالَ اللهُ فيهم: {إنَّمَا يُريْدُ اللهُ ليُذْهبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ البَيْت} [الأَحْزَابُ: 33]. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ قَطُّ بَاكيا أَكْثَرَ منْ يَوْمَئذٍ.

زُهَيْرُ بنُ مُعَاويَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بنُ الوَليْد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بنُ عُبَيْد بن عُمَيْرٍ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا نَدمْتُ عَلَى شَيْءٍ فَاتَني في شَبَابي إلاَّ أَنّي لَمْ أَحُجَّ مَاشيا، وَلَقَدْ حَجَّ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ خَمْسا وَعشْريْنَ حَجَّة مَاشيا.

وَقيْلَ: إنَّهُ حَجَّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّة، وَحَجَّ كَثيْرا منْهَا مَاشيا منَ المَديْنَة إلَى مَكَّةَ، وَنَجَائبُهُ تُقَادُ مَعَهُ.

قَالَ عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائنيُّ: عَنْ خَلاَّد بن عُبَيْدَةَ، عَنْ عَليّ بن جُدْعَانَ، قَالَ: حَجَّ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ خَمْسَ عَشْرَةَ حَجَّة مَاشيا، وَإنَّ النَّجَائبَ لَتُقَادُ مَعَهُ، وَخَرجَ منْ مَاله مَرَّتَيْن، وَقَاسَمَ اللهَ مَالَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

رَوَى: مُغيْرَةُ بنُ مقْسَمٍ، عَنْ أُمّ مُوْسَى: كَانَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ إذَا أَوَى إلَى فرَاشه قَرَأَ الكَهْفَ.

قَالَ سَعيْدُ بنُ عَبْد العَزيْز: سَمعَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ رَجُلا إلَى جَنْبه يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرزُقَهُ عَشْرَةَ آلاَف درْهَمٍ، فَانْصَرَفَ، فَبَعَثَ بهَا إلَيْه.

شَريْكٌ: عَنْ عَاصمٍ، عَنْ أَبي رَزيْنٍ، قَالَ: خَطَبنَا الحَسَنُ بنُ عَليٍّ، وَعَلَيْه ثيَابٌ سُودٌ وَعمَامَةٌ سَوْدَاءُ.

حَاتمُ بنُ إسْمَاعيْلَ: عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبيْه: أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ كَانَا يَتَخَتَّمَان في يَسَارهمَا، وَفي الخَاتَم ذكْرُ الله.

محبة الصحابة له

ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ عُمَيْر بن إسْحَاقَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الحَسَن، فَلَقيَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَرني أُقَبّلُ منْكَ حَيْثُ رَأَيتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- يُقَبّلُ. فَقَالَ بقميْصه، فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ. رَوَاهُ: عدَّةٌ، عَنْهُ.

الوَاقديُّ: حَدَّثَني مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْميُّ، عَنْ أَبيْه: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا دَوَّنَ الدّيْوَانَ، أَلْحقَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ بفَريضَة أَبيهمَا؛ لقَرَابَتهمَا منْ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- فَرَضَ لكُلٍّ منْهُمَا خَمْسَةَ آلاَف درْهَمٍ.

وَعَنْ مُحَمَّد بن إبْرَاهيْمَ التَّيْميّ: أَنَّ عُمَرَ أَلْحقَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ بفَريضَة أَبيهمَا مَعَ أَهْل بَدْرٍ؛ لقَرَابَتهمَا برَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-.

وفاته

أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ حُصَيْن بن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ أَبي جَميْلَةَ مَيْسَرَةَ بن يَعْقُوْبَ: أَنَّ الحَسَنَ بَيْنَمَا هُوَ يُصَلّي، إذْ وَثَبَ عَلَيْه رَجُلٌ، فَطَعَنَهُ بخنْجَرٍ.  قَالَ حُصَيْنٌ: وَعَمّي أَدْركَ ذَاكَ، فَيَزعُمُوْنَ أَنَّ الطَّعْنَةَ وَقَعَتْ في وَركه، فَمَرضَ منْهَا أَشهُرا، فَقَعَدَ عَلَى المنْبَر، فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ فيْنَا، فَإنَّا أُمَرَاؤُكُم وَأَضْيَافُكُمُ الَّذي قَالَ اللهُ فيْنَا. قَالَ: فَمَا أَرَى في المَسجد إلاَّ مَنْ يَحنُّ بُكَاء.

ابْنُ عُلَيَّةَ: عَن ابْن عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْر بن إسْحَاقَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الحَسَن بن عَليٍّ نَعُوْدُهُ، فَقَالَ لصَاحبي: يَا فُلاَنُ! سَلْني. ثُمَّ قَامَ منْ عنْدنَا، فَدَخَلَ كَنيْفا، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: إنّيْ -وَالله- قَدْ لَفظْتُ طَائفَة منْ كَبدي قَلَبْتُهَا بعُوْدٍ، وَإنّي قَدْ سُقيْتُ السُّمَّ مرَارا، فَلَمْ أُسْقَ مثْلَ هَذَا. فَلَمَّا كَانَ الغَدُ، أَتيتُهُ وَهُوَ يَسُوْقُ، فَجَاءَ الحُسَيْنُ، فَقَالَ: أَيْ أَخي! أَنْبئني مَنْ سَقَاكَ؟

قَالَ: لمَ! لتَقْتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَنَا مُحدّثُكَ شَيْئا، إنْ يَكُنْ صَاحبي الَّذي أَظُنُّ، فَاللهُ أَشَدُّ نقْمَة، وَإلاَّ – فَوَالله – لاَ يُقتلُ بي بَريْءٌ.

قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ الحَسَنُ للْحُسَيْن: قَدْ سُقيْتُ السُّمَّ غَيرَ مَرَّةٍ، وَلَمْ أُسْقَ مثْلَ هَذه، إنّيْ لأَضعُ كَبدي. فَقَالَ: مَنْ فَعَلَهُ؟ فَأَبَى أَنْ يُخْبرَهُ.

قَالَ الوَاقديُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْد الله بن حَسَنٍ، قَالَ: كَانَ الحَسَنُ كَثيْرَ النّكَاح، وَقَلَّ مَنْ حَظيَتْ عنْدَهُ، وَقَلَّ مَنْ تَزَوَّجَهَا إلاَّ أَحبَّتْهُ، وَصَبَتْ به. فَيُقَالُ: إنَّهُ كَانَ سُقيَ، ثُمَّ أُفْلتَ، ثُمَّ سُقيَ فَأُفْلتَ، ثُمَّ كَانَت الآخرَةُ، وَحَضرَتْهُ الوَفَاةُ، فَقَالَ الطَّبيْبُ: هَذَا رَجُلٌ قَدْ قَطَعَ السُّمُّ أَمْعَاءهُ.

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ رَقَبَةَ بن مَصْقَلَةَ: لَمَّا احتُضرَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ، قَالَ: أَخْرجُوا فرَاشي إلَى الصَّحْن. فَأَخْرَجُوْهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنّيْ أَحتسبُ نَفْسي عنْدَكَ، فَإنَّهَا أَعزُّ الأَنْفُس عَلَيَّ.

الوَاقديُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بنُ نَافعٍ، عَنْ أَبيْه، عَن ابْن عُمَرَ، قَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ الحَسَن، فَقُلْتُ للْحُسَيْن: اتَّق اللهَ، وَلاَ تُثرْ فتْنَة، وَلاَ تَسفك الدّمَاءَ، ادفُنْ أَخَاكَ إلَى جَنْب أُمّه، فَإنَّهُ قَدْ عَهدَ بذَلكَ إلَيْكَ.

أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبي حَازمٍ، قَالَ: لَمَّا حُضرَ الحَسَنُ، قَالَ للْحُسَيْن: ادفنّي عنْد أَبي -يَعْني: النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- إلاَّ أَنْ تَخَافُوا الدّمَاءَ، فَادْفنّي في مَقَابر المُسْلميْنَ.

الوَاقديُّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بنُ مرْدَاسٍ، عَنْ أَبيْه، عَن الحَسَن بن مُحَمَّد ابْن الحَنَفيَّة، قَالَ: جَعَلَ الحَسَنُ يُوعزُ للْحُسَيْن: يَا أَخي؛ إيَّاكَ أَنْ تَسفكَ دَما، فَإنَّ النَّاسَ سرَاعٌ إلَى الفتْنَة.فَلَمَّا تُوُفّيَ، ارْتَجَّت المَديْنَةُ صيَاحا، فَلاَ تَلْقَى إلاَّ بَاكيا.

ابْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَني مُسَاورٌ السَّعْديُّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَائما عَلَى مَسجد رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- يَوْمَ مَاتَ الحَسَنُ؛ يَبْكي، وَيُنَادي بأَعلَى صَوْته: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! مَاتَ اليَوْمَ حبُّ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- فَابْكُوا.

قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادقُ: عَاشَ الحَسَنُ سَبْعا وَأَرْبَعيْنَ سَنَة. قَالَ الوَاقديُّ، وَسَعيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَخَليْفَةُ: مَاتَ سَنَةَ تسْعٍ وَأَرْبَعيْنَ. وَقَالَ المَدَائنيُّ، وَالغَلاَبيُّ، وَالزُّبَيْرُ، وَابْنُ الكَلْبيّ، وَغَيْرُهُم: مَاتَ سَنَةَ خَمْسيْنَ. وَزَادَ بَعْضُهُم: في رَبيْعٍ الأَوَّل. وَقَالَ البُخَاريُّ: سَنَةَ إحْدَى وَخَمْسيْنَ.

وَنَقَلَ ابْنُ عَبْد البَرّ: أَنَّهُم لَمَّا التَمَسُوا منْ عَائشَةَ أَنْ يُدفنَ الحَسَنُ في الحُجْرَة، قَالَتْ: نَعَمْ وَكَرَامَةٌ. فَردَّهُم مَرْوَانُ، وَلَبسُوا السّلاَحَ، فَدُفنَ عنْدَ أُمّه بالبَقيْع إلَى جَانبهَا.

< Previous Post

شاهِ نقشَبند

Next Post >

الحسين بن علي

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map