الإمام الجوهري

إمام اللغة، أبو نصر إسماعيل بن حماد التركي الأتراري – وأترار: هي مدينة فاراب- مصنف كتاب(الصحاح)، وأحد من يضرب به الـمـثل في ضبط اللغة، وفي الخط الـمنسوب، يعد مع ابن مقلة وابن البواب ومهلهل والبريدي.

وكان يحب الأسفار والتغرب، دخل بلاد ربيعة ومضر في تطلب لسان العرب، ودار الشام والعراق، ثم عاد إلى خراسان، فأقام بنيسابور يدرس ويصنف، ويعلم الكتابة، وينسخ الـمصاحف.

وقد أخذ العربية عن:أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي، وخاله صاحب(ديوان الأدب) أبي إبراهيم الفارابي.وللجوهري نظم حسن، ومقدمة في النحو.

قال جمال الدين علي بن يوسف القفطي: مات الجوهري مترديا من سطح داره بنيسابور، في سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة رحمه الله.

قال السيوطي:كان من أعاجيب الزمان، ذكاء وفطنة وعلما. وأصله من فاراب من بلاد الترك، وكان إماما في اللغة والأدب، وخطه يضرب به المثل؛ لا يكاد يفرق بينه وبين خط ابن مقلة، وهو مع ذلك من فرسان الكلام والأصول. وكان يؤثر السفر على الحضر، ويطوف الآفاق، واستوطن الغربة على ساق. ودخل العراق فقرأ العربية على أبي علي الفارسي والسيرافي، وسافر إلى الحجاز، وشافه باللغة العرب العاربة، وطوف بلاد ربيعة ومضر، ثم عاد إلى خراسان، ونزل الدامغان عند أبي الحسين بن علي، أحد أعيان الكتاب والفضلاء، ثم أقام بنيسابور ملازما للتدريس والتأليف، وتعلم الخط، وكتابة المصاحف والدفاتر حتى مضى لسبيله، عن آثار جميلة. وصنف كتابا في العروض، ومقدمة في النحو، والصحاح في اللغة، وهو الكتاب الذي بأيدي الناس اليوم، وعليه اعتمادهم، أحسن تصنيفه، وجود تأليفه.

آراء العلماء في مؤلفات الجوهري

قال ياقوت الحموي عن كتابه الصحاح في اللغة: “وهذا الكتاب هو الذي بأيدي الناس اليوم، وعليه اعتمادهم، أحسن تصنيفه، وجود تأليفه، وقرب متناوله، وأبر في ترتيبه على من تقدمه، يدل وضعه على قريحة سالمة، ونفس عالمة؛ فهو أحسن من الجمهرة، وأوقع من تهذيب اللغة، وأقرب متناولا من مجمل اللغة” وفيه يقول أبو محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري:

هذا كتاب الصحاح سيد ما *** صنف قبل الصحاح في الأدب

تشمل أبوابـه وتجمع مـا *** فرق في غيره مـن الكتـب

آراء العلماء في الجوهري

قال أبو منصور عبد الملك بن أحمد بن إسماعيل الثعالبي اللغوي في كتابه (يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر): “ من أعاجيب الدنيا وذلك أنه من الفاراب إحدى بلاد الترك وهو إمام في علم لغة العرب وخطه يضرب به المثل في الحسن ويذكر في الخطوط المنسوبة لخط ابن مقلة ومهلهل واليزيدي ثم هو من فرسان الكلام وممن آتاه الله قوة وبصيرة وحسن سريرة وسيرة وكان يؤثر السفر على الوطن والغربة على السكن والمسكن ويخترق البدو والحضر ويدخل ديار ربيعة ومضر في طلب الأدب وإتقان لغة العرب

وحين قضى وطره من قطع الآفاق والاقتباس من علماء الشام والعراق عاود خراسان وتطرق الدامغان فأنزله أبو علي الحسن بن علي وهو من أعيان الكتاب وأفراد الفضلاء عنده وبذل في إكرام مثواه وإحسان قراه جهده

وأخذ من أدبه وخطه حظه ثم سرحه بإحسان إلى نيسابور فلم يزل مقيما بها على التدريس والتأليف وتعليم الخط الأنيق وكتابة المصاحف والدفاتر اللطائف حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة وأخبار حميدة وله كتاب الصحاح في اللغة.

< Previous Post

الإمام الجوهري

Next Post >

الإمام الجوهري

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map