التحذير من قول إنَّ النبي صلّى على مُنَافِقٍ مع عِلْمه بنفاقه
إعلم رحِمكَ الله أنَّ مِمَّا يجبُ التّحذيرُ مِنه ما يُوجَدُ في بَعضِ المؤلفات مِن قَولهِم إنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم صَلّى على عبدِ اللهِ بنِ أُبيِّ بنِ سَلُول وهوَ يَعلَمُ أنّه مُنافِقٌ كَافِرٌ. وقائلُ هذا الكلام كأنّه يقولُ إنّ الرسولَ دعا بالمغفِرةِ لمن أَخبَرَ اللهُ أنّه لا يَغفِرُ لهُ وهذا الكلامُ صَريح في تكذيب الشريعة والعياذُ بالله.
والصّوابُ في هذِه المسئلَةِ أنّ الرسولَ صَلى الله عليه وسلم اعتقد أنّهُ ذَهبَ عنه الكُفْرَ الذي كانَ فيه وصَارَ مُسلمًا حَقيقةً فصَلّى عَليه ثمّ أعلَمَه اللهُ بحَالِه وأنزَل ﴿ولا تُصَلِّ على أحَدٍ مِنهُم مَاتَ أبدًا ولا تَقُم على قَبْرِه﴾ التوبة/84.
ثم يُقال لهم أيضًا إذا كان أبو حنيفةَ قال: مَن صَلّى مُحْدِثًا (أي على غير طهارة) مُتَعمِّدًا كفَر” اهـ. فكيفَ بمن صَلى على الكافِرِ معَ عِلمِه بكُفرِه.
أبو حنيفة اعتبَرَهُ استَخَفَّ بِالصلاةِ، أمَّا لو اسَتحَلَّ الصلاةَ بِلا وضوء كفر عند الجميع.
فإيّاكُم وشَوَاذَّ الكَلام.